وللعراق فسيفساؤه الجميلة
آية منصور /
على الرغم من أن العراق يُعرف بكونه دولة إسلامية عربية، إلا أن ذلك لا يعني خلوه من العديد من القوميات العرقية والديانات المتعددة، تلك التي رسمت شكلا مهماً لخارطة البلاد ومنحتها ميزة التفرد والتنوع الضروري. وعلى الرغم من النكبات والهجمات الشرسة التي حصلت للكثير من معتنقي هذه الطوائف، إلا أن الكثير منهم بقي متمسكاً بأرضه ومكانه.
ان لكل من مكونات هذه الفسيفساء عاداتها وتقاليدها وافراحها وأحزانها الخاصة، ولعل آخرها كان احتفال المسلمين بيوم ولادة الرسول الاعظم، واحتفال الايزيديين بعيدهم وكذلك الصابئة لذا كان لزاما علينا تسليط الضوء على هذه الايقونات العراقية الاصيلة.
ان استعراضنا لهذه القوميات والطوائف هو بمثابة امتنان لوجودهم الذي لا يكتمل بدونه تاريخ بلاد الرافدين.
العرب
يعتبر العرب العراقيون هم الجزء الأكبر من دولة العراق، يعتنق غالبيتهم الدين الإسلامي، ويتمركزون في وسط وغرب وجنوب البلاد، ويشكلون نسبة 75% تقريباً من مجموع السكان.
الكرد
وهم المجموعة العرقية الثانية في المكون المجتمعي العراقي، ويشكلون نسبة تقارب الـ20% وأيضاً يعتنق غالبيتهم الديانة الإسلامية، بالإضافة الى المسيحية والزرادشتية، ويقطن الكرد في شمال العراق.
التركمان
وهم ثالث الجماعات العرقية في البلاد بعد العرب والكرد، ويقدر عددهم بنحو 3 ملايين نسمة، يتكلمون اللغة التركمانية، ويعيشون في بعض مناطق شمال العراق مثل الموصل وكركوك.
المسيحيون
تعتبر الديانة المسيحية هي الأكبر عدداً بعد الديانة الإسلامية في العراق، إذ تشكل نسبة ليست بالقليلة، ولاسيما قبل أزمات النزوح والتهجير والحروب، حين كان عددهم يبلغ أكثر من مليون ونصف المليون مواطن، لكنه تقلص بأكثر من ثلثيه بعد عام 2003، وينقسم أبناء الديانة المسيحية الى عدد من الطوائف منها:
-الكلدان: وتعود أصولهم إلى البابليين، يتحدثون اللغة الآرامية، ويشكّل هؤلاء معظم معتنقي المسيحية في العراق. وينتشرون في مدينتي بغداد والموصل التي تحوي عدداً كبيراً منهم، وبعض مناطق دهوك.
-الآشوريون: وتعود أصولهم، الى العهد الآشوري في حضارة وادي الرافدين، ويعيشون في محافظات كردستان مثل أربيل ودهوك، كما أنهم يتحدثون اللغة الآشورية الحديثة.
-السريان: وهم أيضاً من مسيحيي العراق، بل من أوائل من سكن بلاد وادي الرافدين، يسكنون الموصل وبعضاً من مناطق كردستان، ويتحدثون اللغة السريانية.
-الأرمن: يعتبر الأرمن من أتباع الديانة المسيحية، الذين تعرضوا للقمع والاضطهاد في العهد العثماني، وكانوا قبل المجازر المرتكبة بحقهم، يسكن الكثير منهم في العراق، لكن تزايد عددهم بعد الإبادة العرقية، ويتحدث أرمن العراق اللغتين: العربية والأرمنية الغربية.
الصابئة
تعتبر الديانة المندائية إحدى الديانات الإبراهيمية، وهي من أوليات الأديان القديمة، ويسكن معتنقوها في بغداد ومدن الجنوب مثل الناصرية والعمارة وقلعة صالح والبصرة، لاسيما على ضفاف الأنهار لارتباط ديانتهم بالماء، ويتحدثون اللغتين الآرامية والعربية.
الزرادشتية
تعد الزرادشتية واحدة من أقدم الديانات في العالم التي ما تزال موجودة في مناطق عديدة، ومنها بعض مناطق كردستان العراق، وهي ديانة منفصلة عن باقي الديانات الأخرى، ويتحدث معتنقوها اللغات الدارجة في بيئتهم كالكردية والعربية، لكنهم كانوا يستعملون لغة (داري).
الإيزيدية
وهي واحدة من أهم وأقدم الديانات المتنوعة في العراق، يسكن معتنقوها في شمال العراق، غالبيتهم في الموصل ودهوك، ويتحدثون اللغتين الإيزيدية، والكردية.
الشبك
يعد الشبك من الطوائف العراقية التي تسكن مدن شمال العراق، كأقضية الموصل، ومنها بعشيقة والحمدانية وسنجار، والغالبية تتحدث بالشبكية الباجلانية القريبة من اللهجة الكورانية، ويعتبر الشبك جزءاً من الأكراد.
الكسنزانية
وهم من إحدى القوميات العربية العراقية، التي تسكن وسط وشمال العراق. وتعتبر الكسنزانية طريقة صوفية تنتهج الدين الإسلامي، وتسمى بالطريقة العليّة القادرية الكسنزانية، نسبة الى الإمام علي، والشيخ عبد القادر الكيلاني، والشيخ نهرو كسنزان.
غجر العراق
يشكل الغجر العراقيون أقلية عرقية بنسبة تقارب الـ ٥٠ ألف نسمة، ويسكنون بمعزل عن العالم، من جراء ما تعرضوا له من اضطهاد، في جنوب العراق ووسطه مثل البصرة والسماوة، ويتحدثون اللغة العربية ويتبعون الدين الإسلامي.