التأثير الكوني على الإنسان

228

علي البكري: باحث فلكي /

الجزء الثاني

أثناء هذه الفترة نفقد الثقة بأنفسنا ونبدو قلقين حيال البدء بدورة حياتنا من جديد، وعادة ما تتغير حياتنا كلياً بعد هذه الدورة المتعبة لنا وللمحيطين بنا، بحيث أننا نتغير بشكل بطيء ونستمر بالتعايش مع هذا التغير سلبياً ونجده حالة لا مناص منها، فبعد أن كانت حياتنا في أوجها أصبحنا نتراجع في أكثر من جانب. عند ذلك سنسمع هذه العبارات التي يرددها الكثير منا: (الحسد والسحر والعين والنفس)، نعم هناك حسد وهذه حقيقة، وهناك سحر، وهناك طاقة سلبية من الآخرين توجه ضدك ليل نهار، لكن كيف نعرف أنها ليست تأثيرات كونية؟ هنا نوضح الحالة: لا يمكن لإنسان أن يحسدك دون أن يكون لك حضور أمامه في حالة من التميز، وعليه يمكن تشتيت طاقة هذا الحاسد برد فعل معاكس وسريع بالتذمر أمامه وإشعاره بأنك تخشى حسده، وكلما رأيته اتبعت نفس الأسلوب، تأكد أن هذا الموضوع سوف يختفي بعد فترة من حياتك تجاه هذا الحاسد، وليس كل الحاسدين يمكن أن ينفع معهم هذا الأسلوب، لكن هذا الأسلوب هو الأكثر قدرة في تشتيت طاقة الحاسد السلبية مثلاً.
أما النفس، وهذا أكثر ما سمعته، فقد يكون حتى من أقرب مقربيك، وهذه حالة صحيحة، فهي قد تكون في اللاشعور ومن فرط الحب والانشغال بك قد توجه طاقة نفسية عالية من المحبة والخوف، وهو شرط أساسي أن يكون ضمن محيطك، أي الذي تعيش فيه أنك لا تستطيع أن تصل الى هذه الحالة عبر مسافات بعيدة، لأنها دائرة إلكترونية من الذبذبات الإيجابية والسلبية، وعندما تكون هذه الطاقة سلبية ستشعرك بنوع من الثقل أثناء التنفس، وهذه الحالة لا تشبه الحسد، أي أن من الممكن أن تأتي من محب وليس من كاره لك، لكن استمرار الحديث عنك وعن عائلتك يخلق نوعاً من الخوف لدى الطرف الآخر فيبدأ يعمل عملاً سلبياً بمرور الوقت، والسبب هو أن هذه الدائرة الذبذبية تشكل عامل مراقبة للطرف الآخر، سواء أكان ذلك بحسن نية أو بسوء نية.
أما الأعمال السحرية، والعياذ بالله منها، فإنها تؤدي دور الخبائث، أي أن الذي يتعرض لهذا العمل يبدأ بالعزلة والانطواء على نفسه تدريجياً، ويتغير مزاجه ويبدو فاقداً للنشاط، وبمرور الوقت يمرض ويلزم الفراش ويتغير بعض من أجزاء بدنه مثل انتفاخ البطن أو تساقط الشعر، ويتصرف بنوع من الغرابة وكأنه يعاني من انفصام الشخصية، أو يظهر بشخصيتين في آن واحد.
أما التأخر في الزواج، وهذا شملناه بالفشل العاطفي التكويني، أي أن هناك سبع حالات فلكية تؤخر أو تمنع إتمام الزواج أو تفشل الخطبة أو أن يحصل الطلاق، أو الزواج لأكثر من مرة، أو جميع أنواع الصعوبات في الحياة الزوجية، إذ أن لدى كل إنسان نسبة فشل عاطفي تكويني، لكن حين تبقى بحدود 40% يمكن السيطرة عليها، أما إذا تجاوزت 75% فهنا لا يمكن أن يعيش المولود حياته العاطفية سعيداً، وسوف يفشل هذا الزواج، وهذه النسبة قليلة. أما الحل فهو: إذا كان الأمر تكوينياً وليس من صنعنا فهنا يبدأ الاهتمام بحالتنا ومعرفة ضعفنا وأين يكمن، ونبدأ بعلاجه، وهذا العلاج متوفر وفي أيدينا بتغيير أسلوبنا وطريقة حياتنا حتى يمكننا أن نتواصل ونلفت أنظار من يحاولون التقرب منا، والتفتيش عن أمور يحبها الشريك وإبداء اهتمام أكبر به والابتعاد عن كل ما يثير إزعاج هذا الشريك.
أما بالنسبة للمتزوجين فالابتعاد عن الروتين وإظهار تنوع واكتساب مهارات من فترة لأخرى، وهذه المهارات يجب أن تصب في مصلحة الزواج كي تبقي الشريك متواصلاً معك والاهتمام بتلبية رغباته بحيث لا يعود ذاك الشريك
المتذمر المتعب.