الحب في زمن “الفيسبوك”
كريم هاشم العبودي /
يطرق الأبواب بلا استئذان وبلا موعد، يغير مشاعرنا وحياتنا، يحتاج اليه كل منا ويعيشه بطريقته الخاصة، وينظر اليه بمنظاره، لكن يبقى الحب هو الحب، وان تغيرت طرق التعبير عنه في زمن تطور وسائل التواصل الاجتماعي، التي ألغت بعض معاناة الحب وعذاباته الجميلة.. ترى كيف يرى الشباب الحب اليوم وهل تغيرت النظرة اليه؟.
الحب الخيالي
احمد حسين المياحي/ طالب جامعي, يعتقد ان الزواج على اعتباره رابطة ومسيرة مشتركة بين المرأة والرجل يحتاج حتما الى الحب لكي يكون ناجحا, ولكن لا بد من التمييز بين الحب الخيالي وبين الحب المبني على الواقع, فالحب الخيالي غالبا لا يملك القدرة على الأستمرار ويسقط في أول اختبار له لمواجهة الحياة والواقع, لان مشاكل الحياة لا تواجه بالخيال فقط, وعلى العكس من ذلك, فالحب المبني على أسس واقعية يضمن للزواج الاستقرار والاستمرار.
ويؤكد ان الحب قبل الزواج مرحلة مهمة واحيانا ضرورية, لانها توحد وتبلور العوامل المشتركة بين الطرفين لانجاح هذه العلاقة, واذا لم تسهم الظروف بحب قبل الزواج, فهناك فرصة لاستدراك هذا الحب بعد الزواج, حيث يمر الطرفان قبل الاقدام على الزواج بمرحلة الاختبار لاكتشاف العوامل المشتركة للمحافظة على نجاح حياتهما الزوجية المقبلة..
عاطفة وجموح!
ياسر الجميلي/ محام، اعزب, يرى انه من المستحسن ان ينشأ الزواج على اساس الحب, وقبل كل شيء يجب تحديد مدلول هذه الرابطة العاطفية التي يسمونها (الحب), اذ انها تحتمل الكثير من التأويلات والتفسيرات, فالحب المجرد وحده لا يكفي فهو شعلة قد تنطفيء بسرعة ولاتفه الأسباب, وقد تتحول بين عشية وضحاها الى كراهية قد تؤدي الى نسف العش الزوجي اذا ما اسيء فهمه, فلا بد إذن من ان يقترن هذا الحب بقدر كاف من الاحترام والتفاهم الصريح والمتبادل, والرغبة في الحياة المشتركة بما تفرضه من مسؤوليات وتعاون, ولهذا نلاحظ في مجتمعنا العراقي فشل كثير من الزيجات لكونها اعتمدت على الحب المجرد فقط على طريقة (قيس وليلى), كما تعرض كثير من الأسر للماسي نتيجة الفهم الخاطيء والمجرد للحب والانسياق وراء عاطفة جامحة.
حب يضيء الطريق
ويفهم الشاعر الشاب حيدر الساعدي الزواج على انه لقاء قطبين هما الرجل والمراة, وهذان القطبان سيظلان في تنابذ وتضاد برغم طقوس المشروعية الزوجية ما لم يوحدهما الحب ويصهرهما في بودقة التكامل والتآلف, حتى يصيرا تلك الزهرة البرية في عناقهما لقطرة الندى, لا يقطع هذا العناق الا الموت, وبرأيي ان المشروعية الحقيقية التي يمكن ان توالف بين زوجين هي الحب الذي يذوب فيه حتما اكثر مشاكل الحياة حدة واعنفها ألما, حب يبني ويؤسس ويضيء الطريق الى فهم اعمق لهذا الكائن المجهول (الانسان)!.
اداة لهو!
وتقول ايمان سالم/ موظفة رأيها في هذا ألشان: إذا تعمقنا في كلمة الحب, فقد يؤدي ذلك بنا الى الأفق البعيد, وتهزنا ارتعاشات الأفكار عماهية الحب ودوره في الحياة, فالحب ينطبق على أشياء نشعر بها, أما في ما يتعلق بالحب القائم على تبادل الاحاسيس البشرية، خاصة بين الرجل والمراة, فلم يبق هذا العصر مجالا للتضحية والمشاركة ما دام الفرد اصبح يفكر في نفسه أكثر من غيره, واعتقد جازمة ان لا قيمة للحب.. (وأسالوا بنات اليوم)!.
إذن انا لا احب ولا افهم في كلمة الحب الا التعاسة والحزن والشقاء وضياع الوقت في التفكير, لقد اصبحت كلمة الحب أداة لهو تقود الفرد الى الخيال, ويبقى الزواج في عصرنا وليد الصدفة وكفى! ولهذا لا أجد الحب ضروريا قبل الزواج!.
المؤثرات الخارجية!
أما نوال البدري/ معلمة, فتقول: من واقع تجربتي, أنا مع الحب الذي يسبق الزواج حيث انه يتيح لكل من الطرفين التعرف على الآخر والالمام بأفكاره وأرائه, ما يحبه وما يكرهه, ما يفرحه وما يغضبه, وهنا يبرز دور الفتاة في تحقيق هذا الزواج القائم على الفهم والتفاهم, القلب والعقل معا, ولكني أوكد ان اي حالة زواج تبتعد عن تدخل اسرة الزوج والزوجة في حياتهما الخاصة بعد الزواج سيكتب لها النجاح, فالزواج الذي تبنى ركائزه على حب حقيقي لن تجد المؤثرات الخارجية مجالا للتدخل فيه.