في فيلم BRAVE تقاليد ظالمة تقيد البنات

179

مجلة الشبكة /

يقول البعض إن مصيرنا مرتبط بالأرض، ويقول آخرون إن أقدارنا منسوجة معاً كقطعة قماش، بحيث يتشابك مصير المرء مع العديد من الآخرين باعتباره الشيء الوحيد الذي نكافح من أجل تغييره، وبعضهم تسهل قيادته، وهو ما كانت تحاربه الأميرة ذات الشعر الأحمر المتموج (ميريدا) التي تربت على الشجاعة ومواجهة الأقدار -أينما كانت- باستخدام السهم الذي قدمه لها والدها في عيد ميلادها، لذلك ترفض أن تتزوج بطريقة التقاليد المفروضة، وهذا ما خلق شجاراً وخلافاً كبيرين بينها وبين والدتها التي اعتبرتها تعرض سلامة المملكة إلى الخطر.
في فلم (الشجاعة-brave) كمية ذكاء إخراجية عالية، وتلاعب على وتر الفكرة الاجتماعية الهادفة من خلال حرفيَّة الكاميرا التي تركز على التفاصيل الوجدانية والأكشن، لذا ننصح الآباء والأمهات بمشاهدة هذا الفلم الموجود على المنصات الأوروبية المجانيَّة مع البنات-حصراً- لتوثيق الأفكار ومواجهة مُرّ الصعاب باحترام الفكرة، لا من خلال العضلات والصوت العالي والفرض.
يلا نتابع الفيلم:
أحداثه وتفاصيله تتحدثان عن أميرة اسكتلندية اسمها ميريدا، بشعر متموج أحمر، تأخذنا معها في مغامرة إنسانية ووجدانية رائعة في عوالم المملكة، حيث أعلنت والدة الأميرة الأسكتلندية ميريدا، الملكة إليانور، أن جميع العشائر يجب أن تحضر أبناءها كخاطبين لابنتها الأميرة ميريدا، لكن ميريدا ترفض بشدة هذه الدعوة إلى المغامرة، إذ أنها ليس لديها أي اهتمام بالزواج، أو أن تخطط والدتها لحياتها نيابة عنها. عندها تبدأ المشاكل، وعند وصول العشائر، تدرك ميريدا أن قواعد المسابقة تشير إلى كون البكر من كل عشيرة قد يتنافس لنيل قلب الأميرة، لكنها، وعوضاً عن قبولها بزوج تتجه للتنافس في مسابقة للرماية وتفوز فيها، وهنا تغضب والدتها التي تسحبها إلى غرفتها وتصر على أنها تعرض سلام المملكة للخطر. تتشنج العلاقة فتهرب ميريدا إلى ساحرة في الغابة تمنحها تعويذة لتستخدمها مع والدتها وتحولها إلى دب، وهي لم تكن تنوي أبداً تحويل والدتها إلى دب، بل أرادت فقط أن تتغير والدتها. من البداية إلى النهاية تُعاقب ميريدا على تلك الرغبة، وتحاول أن تعيد أمها إلى وضعها الطبيعي، سلسلة من التفاصيل والأحداث المؤلمة والمفرحة التي لا نريد أن نفسد عليكم نهايتها، لذا نترككم لاستكمال الفيلم.
مشاهد تلفت النظر:
لاحظنا أن كلتا المرأتين، أثناء المحنة والخلاف بالرأي، تحمي إحداهما الأخرى ضد القوة المميتة، وعلى الرغم من الاختلافات بينهما، فقد استوعبتا ما حدث وصارتا أقرب من أي وقت مضى، وهو ما لاحظناه في المشهد الذي كانت فيه ميريدا ووالدتها التي أصبحت (دبة) في محاولة لمعرفة ما يجب القيام به قبل أن تصبح اللعنة دائمة عند شروق الشمس الثاني، إذ يهاجمهم دب حقيقي اسمه (موردو)، وهنا تدرك ميريدا، صاحبة الشعر المموج الأحمر، أنه من أجل كسر اللعنة فإنها بحاجة لأن تعود إلى المنزل وتصلح النسيج الذي قطعته بسيفها قبل أن تهرب، تتسلل ميريدا ووالدتها إلى القلعة لتجد أن النبلاء على وشك الاقتتال، لكنها تتدخل بكل شجاعة لوقف الخلاف، فيكف الجميع عن الشجار ويتصالحون وتتغير تقاليد الزواج أخيراً.
بماذا انصح عائلتي:
فيلم رائع يتحدث عن حب العائلة والشجاعة اللازمة للاعتراف بأنك مخطئ، كما يوضح الفيلم نقطة محورية في التربية وإقناع الأبناء، ألا وهي أهمية الحوار، فقد فرضت الملكة رأيها على ابنتها ميريدا، وأصرت على فكرة الزواج ضاربة بآمال ابنتها وأحلامها عرض الحائط، فما كان من الأميرة إلا أن لجأت إلى «ردة فعل» غير محمودة، كذلك سوف تتعلم ميريدا ألا تكون أنانية، وأن الروابط الأسرية يجب ألا تنكسر، فيما ستتعلم والدتها إليانور، أنه في بعض الأحيان لا بأس في كسر القوانين النمطية والقيود من أجل قلبك ومستقبلك.