كيف تمنح طفلك وقتاً جميلاً بعيداً عن السوشيال ميديا ؟

201

آية منصور /

“لا أمنحه الهاتف مطلقاً، لا في أيام الدراسة ولا في العطلة، باستثناء العطلة الصيفية الكبرى، لأن الهاتف جعل أولادنا مدمنين وغير قادرين على التركيز والدراسة بسببه، صرت وزوجتي نبتكر الألعاب من أجل إعادة أولادنا إلى الحياة الحقيقية، هذا ما يجب أن يفعله جميع الآباء لضمان مستقبل أولادهم.”
الهاتف الذكي جعل العالم أصغر
يكره (سعد محمد) الهاتف الذكي، مع أنه لا ينكر فوائده وقدرته على جعل العالم أصغر، وكمّ المعلومات الحصرية التي نحصل عليها. لكنه مع هذا لا يقربه من أولاده، إذ أنه يريد لهم ان ينشأوا في بيئة واقعية حقيقية بعيدة عن الحياة الافتراضية -حسب قوله-. لكن ما الذي سيفعله لهم عند العطلة؟ وكيف سيقضون وقتهم الطويل، لو لم تكن هنالك هواتف وسوشيال ميديا؟
من خلال هذا التقرير، نتحدث مع آباء وأمهات، أرادوا أن يجعلوا لهذه العطلة قيمة أكبر من خلال ألعاب جميلة، تكون بديلاً عن الهواتف النقالة. يجيبنا سعد:
اكتب واكتب
“أوجههم إلى أن يكتبوا ما يشعرون به، وما يفكرون به، وما يريدونه، كأن تكون أمنيات، مذكرات، أو أشياء يحبون القيام بها في حياتهم مستقبلاً، أو حتى رسائل محبة إلى ذويهم وأصدقائهم. هذا النشاط يجعلهم يبرزون مواهبهم واهتماماتهم.”
تؤيده في ذلك زوجته السيدة (زينب أحمد)، بل إنها تجعل أولادها يمارسونها بشكل مستمر ودائم بعيداً عن أيام دراستهم، كما توضح لمجلة “الشبكة العراقية”: “اكتشفت أن لدى أولادي حباً لقراءة الكتب وتلخيص ما يقرأون كذلك، النشاط يتضمن الكتابة وتزيين الرسالة أيضاً، سواء بالرسوم أو بالقص واللزق، وهذا ما حفزهم أكثر على حب دراستهم أكثر واستقبال مختلف المناهج الصعبة.”
هل نرسم ما نشعر به؟
أيضاً، من النشاطات التي تفضل زينب أن تمنحها، وزوجها سعد، لصغارهم الثلاثة، هو الرسم، إذ غالباً ما تشتري لهم معدات الرسم من الألوان والأوراق الخاصة، وتساعدهم في اكتشاف مواهبهم وما يحبون رسمه. تقول لـ “مجلة الشبكة”:
“أقول لهم ارسموا ما تفكرون فيه، هل تفكرون في الحياة، في السعادة والفرح او ما يزعجكم، لا ترسموا فقط الشمس والقمر والنخلة، ارسموا ما تشعرون أنه سيخرج على الورق، هذه الأمور تحفز خيالهم أكثر وتجعلهم بعيدين عن العالم الافتراضي وأقرب إلى الواقعي.”
كيفية تخطي إدمان الهاتف..
أما السيدة (اسمهان)، فتوضح أنها تواجه صعوبة بالغة في إقناع ولديها على تخطي الهاتف المحمول ورؤية الحياة الحقيقية، إنه أمر صعب، تقول وهي تتطلع إلى معرفة المزيد عما قد ينفعهما دون الحاجة إلى الأنترنت:
“نعم نحتاج إلى الإنترنت، وكنت أمنحهما الهاتف لشعوري بأنه المنقذ، لكن الحقيقة هي أن هوسهم صار فيه، وأصبحوا ينتظرون العطلة فيحبسون أنفسهم في الغرفة وعدم الخروج، لكني اتطلع إلى رؤية ما قد أفعله معهم، سأحاول أن أذهب بهم إلى مدينة الملاهي، سنأخذ معنا الوجبات اللذيذة، وكرة القدم، ونعم، قد يفضلون الهاتف حتى في المتنزه، لكني سأتبع نظاما قاسياً هذه المرة.”
وتبين أسمهان أنها –أحياناً- تتعاطف مع ولديها، بسبب انعدام سبل الترفيه في العراق للصغار، لذلك تضطر للجوء إلى البدائل مثل الهاتف، حيث ينظر الصغار إلى العوالم الأخرى وكيفية عيش أقرانهم وامتلاكهم جميع التفاصيل الترفيهية.
“إنهم -أحياناً- يشعرون بالحزن، حينما يشاهدون تفاصيل الحياة التي يعيشها الأطفال الآخرون، من خلال الهاتف، وها أنا أتساءل وأطالب بتوفير طرق المرح والمتعة للصغار، لأنهم يستحقون.”
مراقبة حقوقهن وقضايا النساء
أما (وجدان محمد)، وهي أم لثلاث فراشات -كما توضح- فإنها تحب تعليمهن صناعة الأكسسوارات والخياطة، لكنها أحياناً تواجه صعوبة بسبب تعلق فتياتها بالإنترنت، توضح في حديثها:
“صرت أطلب منهن أن يستفدن من الإنترنت بطرق إيجابية فعالة تعود بالنفع عليهن، على سبيل المثال تعلم صناعة الأكسسوارات، لذا جلبت لهن العدد الخاصة وقلت لهن أبدعن، توجهت إليهن بعد ساعة، وفوجئت بأنهن لم يفعلن شيئاً، كانت حجتهن أنهن كن يبحثن عن طرق للتعلم، لكنهن بعد ذلك بدأن التعلم فعلاً.” وتبين وجدان أن بناتها، على الرغم من صغر سنهن، إلا أنهن يبهرنها دائماً برواية قصص تعنى بالنساء، لذا طلبت منهن أن يحولن اهتمامهن هذا إلى ممارسة فعلية، فصرن يحببن صناعة الحرف اليدوية وتوزيعها بين الصغار، وهذا لربما من فوائد الإنترنت والهاتف، إذ أنه منح فتياتها طرقاً لتوسيع مداركهن.
أما السيدة (لارا)، وزوجها (أحمد)، فليست لديهما سوى طفلة واحدة، أدمنت الهاتف، وهي لمّا تبلغ الخامسة من العمر، لذا فإنهما واجها صعوبة بالغة في إخراج صغيرتهما (تالين) من سجن التكنلوجيا، إذ لاحظا أنها حتى في رياض الأطفال، كانت ترفض اللعب مع أطفال الروضة.