حشد رسمي وشعبي أسهم في إنجاح زيارة الإمام موسى الكاظم(ع)
ملاذ الأمين – تصوير : علي الغرباوي/
اتخذت اسمها من اسم الإمام الكاظم (ع)، الذي دفن فيها بعد وفاته في 25 من رجب عام 183 هـ ، حين كانت بغداد في الجانب الغربي من نهر دجلة ومدافن قريش في شماليها، فسكنها الناس تبركاً بالإمام (ع) ولخدمة الزائرين من محبي أهل بيت البيت (ع)، القادمين من مختلف أصقاع المعمورة.
وعلى مدى أكثر من ألف ومئتي عام، أنشئت في المدينة أحياء واسعة تضم بيوتاً وبساتين وأسواقاً تجارية، وتستقبل الزائرين الذين زاد عددهم في سنوات قريبة على 10 ملايين زائر، فخلال موسم الزيارة لعام 2015 أكد الوكيل الإداري والمالي لديوان الوقف الشيعي، الشيخ سامي المسعودي، أن أعداد الزائرين الذين أحيوا ذكرى استشهاد الإمام الكاظم (ع) بلغ 12 مليون زائر على مدى خمسة أيام.
الإمام موسى الكاظم (ع)، هو ابن جعفر، بن محمد، بن علي، بن الحسين، بن علي بن أبي طالب، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف. ولد في السابع من شهر صفر سنة 128 هـ في قرية الأبواء بالحجاز، وهو الإمام السابع بين الأئمة الاثني عشر. أمضى فترة كبيرة من عمره في السجن، وكان يُكنى أبو إبراهيم، وأبو الحسن، ولقّب بألقاب كثيرة منها الكاظم، والخادم الصالح، ومعلم بغداد، وباب الحوائج. ويذكر أن حفيده الإمام محمد الجواد (ع) دفن قربة عند وفاته عام 220هـ.
قضاء الكاظمية
يعد قضاء الكاظمية من الأقضية المهمة التابعة إلى محافظة بغداد، وتقع المدينة في الجانب الغربي لنهر دجلة، يحدها من الشمال قضاء التاجي، ومن الغرب قضاء أبو غريب، ومن الجنوب قضاء الكرخ، ومن الشرق نهر دجلة، ويبلغ عديد سكانها أكثر من مليون وخمسمئة ألف نسمة، حسب تقديرات عام 2015.
السيد سعد الحجية، نائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، تحدث إلى “مجلة الشبكة” عن الاستعدادات التي نفذتها العتبة لاستقبال الزائرين قائلاً: “اتخذت دوائر العتبة بالتعاون مع دوائر الصحة والهلال الأحمر والحشد الشعبي والشرطة والمرور والبلدية والأهالي، الإجراءات اللازمة لتسهيل مرور الزائرين لأداء واجب الزيارة للإمام الكاظم (ع)، وضمان عودتهم إلى مناطق سكناهم آمنين، إذ عقدت الأمانة اجتماعات عديدة مع تلك الجهات لضمان نجاح طقوس الزيارة.”
زائرون من دول الجوار
وتابع الحجية أن “العتبة، بالتعاون مع دائرة الصحة الكرخ، ستقوم بتنفيذ واجبات التفتيش على الأطعمة المقدمة إلى الزائرين، سواء في المطاعم أو في بيوتات أهالي الكاظمية، إلى جانب نشر المفارز الطبية وسيارات الإسعاف في جميع أحياء المدينة، وعلى الطرق التي يسلكها الزائرون، مع وجود المتطوعين من الأهالي الذي يقدمون خدمات الإطعام والتدليك وتوفير أجواء مريحة لهم، سواء أكانت فرش المنام أو وسائد الجلوس والاستراحة.”
وأشار نائب أمين العتبة إلى أن “العتبة، بالتعاون مع وزارة النقل، سوف تهيئ سيارات متنقلة لتوزيع الأطعمة.” مؤكداً أن “تنسيقاً جرى مع الجهات الأمنية والشرطة والحشد الشعبي لضمان تأمين مناسك الزيارة، ومنع دخول المخربين كي تمضي مناسبة الزيارة دون وقوع أحداث قد تعكرها.”
ترحيب الأهالي
وكما أسلفنا، فإن المسلمين ومحبي آل البيت يقصدونها للزيارة والتبرك على مدار السنة، ولاسيما بمناسبة وفاة الإمام الكاظم (ع)، لذا فإن أهالي الكاظمية يستعدون لهذه المناسبة قبل أكثر من شهر ويتهيأون لاستقبال الزائرين واستضافتهم وتقديم الخدمات لهم.
السيد حسين الموسوي من أهالي الكاظمية، داره تقع بالقرب من الحضرة، يقول إن “الدار التي أسكنها تعود إلى أجدادي، وأنا وعائلتي نمارس ذات العمل الذي كان أجدادي يمارسونه، من تقديم الخدمات لزوار الإمام، فنستعد لهذا الأمر قبل شهر، إذ نوفر أكياس الرز والحمص وصناديق المعجون، ونجمع الحطب اللازم لطبخ الرز والقيمة، ونوقد النيران تحت قدور (الصفر) الكبيرة التي تسع لأكثر من 40 كغم من الرز و20 كغم من الحمص بحيث يكون الطبخ يومياً.”
وعندما سألناه : كما نعلم فإن المصروفات على هذا الطعام تتجاوز 200 ألف دينار يومياً، فهل يمكنكم تغطيتها؟
فأجاب: نعم، فأنا أوفر الموقع وأدوات الطبخ، أما مواد الطبخ (الرز والزيت والمعجون والحمص والبهارات والملح وغيرها) فإنها تأتينا كتبرعات من المؤمنين الموسرين، أو على شكل مواد عينية، وأحياناً تكون مبالغ نقدية، وأنا وعائلتي نقوم بكل أمانة بصرف هذه المبالغ في شراء مواد الطبخ، ومعظم الأحيان نضيف عليها من مالنا الخاص، لنواصل تنفيذ هذا الواجب الذي تناقله أجدادنا جيلاً بعد جيل.