الأخضر التُفّاحي لون الفخامة

177

المصمم : سيف العبيدي – الماكيير : علي إسماعيل – بعدسة : إيهاب البدر /

يسمونه اللون المُهدئ للأعصاب، ومورفين الأرض الذي تسكن بتدرجاته كل الأوجاع الضامرة، يمنح الإحساس للأماكن والأرواح بلا مقدمات. حتى الأسطورة الجمالية الخالدة مارلين مونرو، حينما ماتت منتحرة، دُفِنَت -تنفيذاً لوصيتها- وهي ترتدي فستانها المفضل من (بوتشي) باللون الأخضر التُفّاحي الفاتح بحضور أختها غير الشقيقة (بيرنيكي ميراكل) وصديقتها المفضلة (يونيس موراي)، اقتربت بيرنيكي ويونيس من خزانة مارلين، وسألت أختها أين اللون الأزرق؟ إنني لا أجد ثياباً زرقاً (وهو اللون المفضل لمارلين) فتجيب يونيس:
ليس مؤخراً.. منذ سنوات عدة تحولت مارلين تدريجياً إلى الأخضر، فستانها الأخضر هذا الذي لبسته في مؤتمر صحافي في مكسيكو 1962، قال لها أحد الصحافيين عنه: فستانك رائع! فأجابته مارلين: كان يجب أن تراه كم كان بشعاً على الشماعة.
الأخضر -بلا شك- يُريح العين ويُرخي الأعصاب، ويتصف محبو هذا اللون بالعاطفة الكبيرة والحنيّة، ويقرّ علماء النفس بأن وجوده في المكان يعطي جواً من السكون والطمأنينة. وتستخدمه شركات الأدوية والتغذية في شعاراتها وموادها الإعلانية، علماً أن علماء الطاقة يعتبرونه لون الإيجابية والحبّ. ويعكس الأخضر للنفس إيحاء بالأجواء الطبيعية، بالإضافة إلى أن له القدرة على امتصاص الطاقة السلبية من جسم الإنسان، لذا فإنّهم يستخدمونه في العيادات لأنه يسكن الآلام المصاحبة لتلك الحالات العسرة من خلال تحسين الحالة النفسية للمريض.
والغريب في المولعين بالأخضر وعشاقه، أن فيهم صفة تطرف غريبة، فهم مثلاً يحبون الأشياء ويتعلقون بها بجنون، وقد يكرهونها أيضاً بتطرف وجنون، ودائماً يميلون إلى التمسك بالتوازن الاجتماعي الظاهري حتى لو لم يجيدوه.