دوري المظاليم.. قوة وتحدٍّ وإصرار

606

أميرة محسن/

دوري الدرجة الأولى لكرة القدم تطلق عليه تسمية (دوري المظاليم)، وذلك نتيجة الإهمال الكبير الذي يقع على فرقه التي تحاول الوصول إلى مرحلة الدوري الكروي الممتاز. إذ تفتقر معظم فرق دوري المظاليم إلى الدعم المالي الذي يوصلها الى نهاية الدوري، فبعضها ينسحب نتيجة عدم وجود (كروة) للوصول إلى ملعب الخصم! سواء في الشمال أو الجنوب، مع أن فرق دوري المظاليم تمتلك لاعبين مميزين يستحقون اللعب ضمن صفوف المنتخبات الوطنية، واللعب أيضاً ضمن صفوف الفرق الجماهيرية،
في الموسم الحالي شاهد الجمهور الرياضي مباريات هذا الدوري الذي كان ملتهباً بالقوة والحماسة من قبل الفرق المتبارية التي تحاول جاهدة خطف بطاقة التأهل إلى الدوري الممتاز.
صراع الأقوياء
لغاية الجولة الأخيرة في هذا الدوري كان هناك قتال غير طبيعي بين الفرق المتنافسة، فقد قدمت فرق الميناء وديالى والبيشمركة وأمانة بغداد أداء مميزاً خلال المباريات من أجل الظفر ببطاقتي التأهل إلى الدوري الممتاز لكرة القدم. المجموعة الأولى شهدت تنافساً محتدماً بين فريقي الميناء وديالى، وبفارق نقطة واحدة لصالح فريق الميناء، الذي قدم عروضاً رائعة في المباريات تحت إشراف المدرب المعروف باسم قاسم، يقابله المدرب صادق حنون الذي طور فريق ديالى كثيراً، فضلاً عن الزخم الجماهيري الكبير لكلا الفريقين.
وفي المجموعة الثانية تتنافس بقوة فرق البيشمركة وأمانة بغداد والصناعات، وقد ضمت هذه الفرق نخبة جيدة من اللاعبين الشباب الذين يتوقع لهم المتابعون مستقبلاً زاخراً بفضل الإمكانيات الرائعة التي يمتلكونها، بل إن أكثر المحللين والمتابعين لدروي الدرجة الأولى اعتبروه أفضل بكثير من الدوري الكروي الممتاز في ظل المستويات الراقية التي يقدمها لاعبوه خلال المباريات.
دوري المظاليم أفضل بكثير من الدوري الممتاز
يقول المدرب (محمد قاسم) عن دوري الدجة الأولى: “الحقيقة وبدون مجاملة فإن مباريات دوري المظاليم أقوى بكثير من مباريات الدوري الممتاز، برغم الفارق الكبير بينهما من ناحية الدعم المادي الكبير للاعبي الدوري الممتاز والعقود الكبيرة التي يمتلكونها، إذ أن لاعبي دوري المظاليم يلعبون براتب شهري فقط! بسبب ضعف إمكانيات أنديتهم التي لا تمتلك تلك الميزانية التي لدى أندية الدوري الممتاز، وبرغم ذلك فهم يلعبون ويقدمون أروع ما يكون، فقد شاهدنا أن أكثر مباريات دوري المظاليم فيها حماسة وقوة وفنون كروية، بل إن معظم مبارياتهم تجري في ملاعب غير جيدة، متحملين كل شيء من أجل نجاحهم بالوصول إلى الدوري الممتاز، ففريق الميناء، الذي هبط الموسم في الماضي إلى دوري الدرجة الأولى، يمكن من العودة الى دوري الأضواء، بعدما قدم أداء جيداً خلال مباريات مجموعته التي ضمت فرقاً جيدة أبرزها فريق ديالى، الذي يعد المنافس القوي لفريق الميناء البصري، إذ استطاع المدرب الشاب صادق حنون أن يبني فريقاً برتقالياً قوياً قدم أجمل الأداء في مباريات الدوري.”
الرياضية العراقية.. التفاتة مشكورة
أما المدرب الشاب كريم حسين فقال: “عندما يهبط الفريق من مصاف الأندية الممتازة لكرة القدم إلى الدرجة الأولى يوصف بأنه غادر إلى دوري المظاليم، والعكس بالنسبة للصاعدين، فدوري المظاليم مهمش إعلامياً من ناحية عدم وجود متابعة من قبل الإعلام ونسيان الدوري من قبل الاتحاد الكروي الذي ينشغل بشكل كبير فقط بالدوري الممتاز، وربما ينسى دوري المظاليم إذا انطلق دوري المحترفين في الموسم المقبل، حسب ما يخطط له اتحاد الكرة العراقي. لقد ظلم دوري الدرجة الأولى من قبل الإعلام من جهة، ومن لجنة الحكام من جهة أخرى، وحتى النقل التلفزيوني لم يبدِ أية مساهمة أو اهتمام في نقل مباريات الدوري، ما عدا قناة الرياضية العراقية التي كانت لها الأثر البالغ في نقل بعض مباريات الدرجة الأولى وهم مشكورون على ذلك، لكن الفضائيات الأخرى الكثيرة لم تنقل أو تتابع أية مباراة في دوري المظاليم، بينما كان يجب أن نرى هناك اهتماماً بدوري المظاليم، وأن تلتفت إليه أيضاً لجنة الحكام بتوكيل حكام مميزين يقودون مبارياته، ولاسيما أن الدوري كان قوياً جداً في هذا الموسم خصوصاً، وقد تسبب الجانب التحكيمي في هذا الموسم بإشكالات كبيرة نظراً لحساسية المباريات.”
أخطاء تحكيمية سببت أزمة
كما تحدث المدرب (محمد علي) عن دوري المظاليم عندما قال: “كنت أتمنى على اتحاد الكرة أن يعمل بجدية وتنظيم في ما يخص دوري المظاليم، الذي أعتبره اقوى بكثير من الدوري الممتاز لأمور كثيرة، أولها المستويات الرائعة التي تقدمها الفرق في المباريات، كذلك وجود المواهب بكثرة في الفرق المتبارية، وتألق المدربين الشباب في قيادة فرقهم خلال المباريات، لكن المحزن في الأمر هو أن الطواقم التحكيمية التي تقود مباريات دوري المظاليم غير جديرة بقيادة المباريات، فقد أخفق أكثر من حكم في قيادته المباريات، والدليل هي المشكلات التي حدثت، والعقوبات التي نالت الطواقم التحكيمية وإدارات الأندية وكان سببها الرئيس الحكام، وقد كان الأجدر بلجنة الحكام في اتحاد الكرة وضع حكام معروفين لقيادة المباريات المهمة التي يكون طرفها فريق يمتلك قاعدة جماهيرية كفريق الميناء، الذي يمتلك جمهوراً كبيراً، والحال نفسه بالنسبة لأندية ديالى والناصرية والكوفة وعفك والشرقاط والبيشمركة والسماوة والحسين وسامراء والبحري وميسان، التي تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، وقد لاحظنا الأخطاء التحكيمية التي سببت مشكلات وعقوبات اتحادية تجاه الفرق. عموماً فإن دوري المظاليم أفرز نخبة من المدربين الشباب المميزين، فضلاً عن أكثر من موهبة كروية تستحق اللعب ضمن صفوف المنتخبات الوطنية مستقبلاً.”