مركز القلب والتداخل القسطاري في النجف..كوادر كفوءة وأجهزة متطورة
النجف / صادق العزاوي/
يعدّ مركز النجف الأشرف لجراحة القلب والتداخل القسطاري من المراكز الطبية المهمة والمؤثرة، إذ تستمر نجاحات هذا المركز بوجود نخبة من الأطباء والكوادر الطبية الكفوءة والراقية، كما يحتوي المركز على أجهزة متطورة ومختبر يقوم بكل التحاليل المطلوبة لإجراءات القسطرة وعمليات القلب، وسجّل المركز حضورا متميزا ومشرفا في المؤتمرات الدولية التي تشارك فيها مراكز القلب من مختلف الجنسيات.
عُرِضت في المراكز حالة فريدة وطارئة تمكّن الدكتور خالد عنبر من معالجتها ضمن ثلاث حالات مماثلة في ثلاث دول وكانت في مقر جمعية أطباء القلب الفرنسية البلد المضيف لهذا المؤتمر.
وللاطلاع أكثر نلتقي بمدير مركز القلب والتداخل القسطاري الدكتور خالد عنبر ليتحدث لنا مشكورا عن تأسيس المركز في عام (2010) إذ بدأ مركز النجف لجراحة القلب والتداخل القسطاري كوحدة متواضعة في الطابق الثاني من مدينة الصدر الطبية ضمت أعدادا قليلة لا تتجاوز أصابع اليدين، ليقدم خدمات متواضعة وبسيطة ومحدودة حتى التحق بالمركز الدكتور خالد عنبر عائدا إلى أرض الوطن بتوجيه من المرجعية العليا في النجف الاشرف وذلك للحاجة الماسة والضرورية لأبناء البلد لمثل هذه الكفاءات ولما يتحلّى به من مقدرة ومهارة وخبرة في تخصّص قسطرة القلب.
فكانت البداية الحقيقية للمركز بانفصاله عن المدينة الطبية ليبدأ عصر جديد لهذا الاختصاص الذي بات وبعد عقد ونصف تقريبا قبلة للمرضى من كل أنحاء العراق بمن فيهم أبناء شمالنا الحبيب.
محافل دولية
*كيف يقارن هذا المركز بأمثاله محليا وعالميا؟
-إجابتنا عن هذا السؤال تكون بشقين:
الأول يتجلى بمستوى المشاركة والحضور في أغلب المحافل الطبية التي تعقد عالميا فلله الحمد عادة ما تكون لنا مشاركات مميزة ولعل آخرها مؤتمر (EURO PCR2023) الذي شارك فيها أكثر من (12) ألف طبيب مختص بأمراض القلب على مستوى العالم وفيه عرضت حالة نادرة وفريدة من نوعها تمت معالجتها في مركزنا وقدمت ضمن ثلاث حالات مماثلة عالميا في فرنسا البلد المضيف ومقدونيا والعراق.
وبخصوص المشاركات التي أقيمت في ظل جائحة كورونا كان لنا الشرف بان يقع الاختيار على مركزنا للمشاركة ضمن (20) مركزاً عالمياً يجري عملية زراعة الصمام عن طريق القسطرة بفعالية مباشرة ببث حي شاهده العالم كله وكانت لمشاركتنا في هذه الفعالية إمكانية إجراء هذا النوع من التداخل القسطاري في أي مركز عالمي.
الشق الثاني من الإجابة يتعلق بأن البعض من الحالات التي تمت معالجتها في مركزنا كانت لمرضى؛ إما قد أجروا تداخلات قسطارية خارج العراق وحصل ما يمكن أن يصدق عليه مضاعفات فكانت لتدخل مركزنا معالجة ناجعة لهذه الحالات أو استقبال المرضى من البلدان العربية كالإمارات العربية وجمهورية مصر العربية وسوريا فضلاً عن استقباله المرضى من كل محافظات العراق بما فيها محافظات شمالنا الحبيب.
من هذا وذاك نستخلص أين يمكن أن تكون منزلة مركزنا ومقارنته بالمراكز العالمية الأخرى، فهذا يضع علينا مسؤولية كبيرة جدا كفريق عمل واحد ونكون على قدرها وأن نضاعف في جهدنا للحفاظ على هذه المنزلة الرفيعة بين المراكز العالمية.
الإدارة الصادقة
*وكيف تتم تهيئة الكوادر؟
– قلنا بأن المركز يعمل كفريق عمل واحد لا يمكن أن يتحقق ما تحقق إلا بتضافر جهود العاملين فيه بمختلف الاختصاصات فكل من فيه هو على قدر من الخبرة والمهارة والتفاني بعمله.
تجتمع المؤهلات إن اجتمعت الإرادة الصادقة والنية الطيبة إلى جانب العلمية والمهنية والخبرة والمهارة التي يمتلكها الكل والحمد لله وهذا يتحقق من خلال التجارب المشتركة مع الفرق الأجنبية التي أجرت البعض من العمليات الجراحية والتداخلات القسطارية في المركز تارة وتارة أخرى من خلال الكم والنوع من التدخلات التي تجرى بشكل دائم في المركز مما يولد الخبرة والمهارة لكل العاملين.
من الجدير بالذكر أن المركز معتمد وزاريا كمركز تدريب وخرّج العديد من الأطباء من كل محافظات العراق بما في ذلك محافظات شمالنا الحبيب.
جولة في المركز
وأثناء تجوالنا في المركز شاهدنا مراجعين من أغلب محافظات العراق إذ وجدناهم يشيرون بالبنان لما يقدمه هذا المركز من خدمات طبية راقية وذات مستوى عالي تنافس ما موجود في العالم.
والتقينا المواطن سامر محمد عليوي من محافظة النجف الاشرف الذي كان يعاني من مشكلة بالصمام التاجي، وبعد أن حزم أمره للسفر للعلاج بإحدى الدول المجاورة رغم الكلفة المادية الباهظة وبعد أن أشار اليه أحد الاخوان الذي يعمل في المجال الطبي بأن يجري عمليته لزرع الصمام في مركز النجف لجراحة القلب والتداخل القسطاري لما يتميّز به من سمعة طيبة.
إذ يحتوي على أحدث الاجهزة والتقنيات الطبية ولما يتمتع به من كوادر ذات كفاءة ومهارة عالية وبالفعل فقد تم إجراء العملية من قبل الدكتور الجراح محمد ضامد الطرفي وبدوره يقدّم المواطن سامر كل الشكر والاحترام لهذا المركز وهو يعجز عن الوصف لما يقدمونه من تعب وجهد على مدى أربع وعشرين ساعة متواصلة ما بين علاج ومتابعة للوصول لراحة المريض.