الثمار الاقتصادية للزيارة الأربعينية انتعاش السياحة الدينية ونسب إشغال هي الأعلى في تاريخ العراق
ضرغام محمد علي/
تعتمد الكثير من دول العالم على صناعة السياحة كمورد يشكل جزءاً مهماً من الدخل الوطني ومساحة من التنمية فيها لجذب الاستثمارات وخلق فرص عمل إضافة الى جعل ثقافتها تنتشر حول العالم.
لذا فإنّ دولاً في المنطقة مثل تركيا وإيران والاردن ولبنان والامارات ومصر تسجّل السياحة فيها نسبة كبيرة من الناتج الوطني الإجمالي وتدر على البلاد دخلاً مرتفعاً وتنشِّط قطاعات الصناعة والزراعة والحرف والفندقة والنقل وتجعلها في طليعة الموارد في بعض البلدان مثل ايطاليا.
السياحة الدينية
تشكّل السياحة الدينية نمطا خاصا من السياحة يعتمد على وجود معالم دينية مقدسة للأديان ما يجعل السائحين يقصدونها من جميع بلدان العالم مثل السعودية والعراق وإيران وسوريا التي يتم التفويج لها بآلاف الرحلات سنويا لزيارة الاماكن المقدسة، وهو ما يعزّز إيرادات نشاطاتها سياحيا وتجاريا وصناعيا وخدميا وفندقيا وترفيهيا وخلق فرص عمل متجددة وتأهيل كوادر ماهرة في قطاع السياحة.
ويملك العراق مراقد مقدسة إسلامية يفوق عددها أي بلد في العالم ويقصده في مواسم الزيارة ملايين الزائرين من مختلف بلدان العالم.
قطاع الفندقة أقل من المطلوب
ويعدّ القطاع الفندقي العراقي في طور النمو بسبب مرور العراق بعدة حروب وحصار اقتصادي أبعده عن الخريطة السياحية العالمية، وخلقت تلك الحروب نقصا في أعداد الفنادق المؤهلة ونقصا في الكوادر السياحية الماهرة الا أن هذا القطاع بدأ بالعودة التدريجية مع تحسّن الوضع الامني في العراق وتحسّن سمعته السياحية الدولية بسبب التغطية الاعلامية الايجابية التي عكست الكرم العراقي في مواسم الزيارة وفي أحداث محدّدة كانعقاد القمة العربية في بغداد وإقامة بطولة خليجي في البصرة التي حصلت على تغطية إعلامية مميزة وترويج مجاني لحسن الضيافة والاستقبال لضيوف العراق.
ولا يزال قطاع الفندقة يحتاج الى إضافة المزيد من الاستثمارات واستقطاب علامات عالمية في هذا القطاع إضافة الى تأهيل الكوادر المحلية وتعزيزها بكوادر خارجية مؤهلة لإدارة هذا القطاع الاقتصادي المهم بحرفية وعلمية تساعد في نموه وتطوره، وكانت الزيارة الأخيرة فرصة لانتعاش الفندقة في محافظة كربلاء إذ أعلنت رابطة فنادق كربلاء أنّها ولأول مرة حصلت على نسب تسكين شبه كاملة قبل أكثر من عشرة أيام على بدء الزيارة، وتمتلك المحافظة نحو 1000 فندق؛ منها 600 فندق سياحي جميعها امتلأت بنزلاء أجانب ومن 80 دولة، عازية هذه الانتعاشة إلى تحسّن الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني في البلاد.
المواكب الحسينية والكرم غير المحدود
وشكّلت المواكب والخدمة الحسينية طيلة الزيارة ترويجا سياحيا غير مباشر ينعش صورة العراق السياحية ويحوّله لقبلة سياحية تستقطب زائرين دينيين حاليا على أمل توسّع السياحة الآثارية والترفيهية، مستفيدة من السمعة الايجابية التي وفرتها خدمة المواكب والفعاليات الدينية والتي جعلت الزائر ينسى غربته ويشعر أنّه في وطنه، فلا يحمل هما لجوع او مسكن ما دام ضيفا في رحاب الحسين.
محافظات مقدسة
وتشكّل كربلاء والنجف وصلاح الدين وبغداد أكثر المحافظات قدسية دينية وأكثرها استقطابا للزائرين، وهو ما ساعد على تركّز الاستثمارات السياحية في أغلب هذه المناطق، لتنطلق بعدها لكل المحافظات في حملة غير مسبوقة لبناء فنادق ومنتجعات سياحية تواكب التطور الحاصل في هذا القطاع.
قطاع النقل
لا يزال قطاع النقل غير متناسب بالقيمة والزخم مع حجم الأعداد الوافدة من السائحين والطرق الخارجية والخدمة السككية غير متناسبة مع التطور العالمي في هذه القطاعات ولا تتناسب مع الأعداد الكبيرة التي تزور البلاد سنويا وبحاجة لبناء مطارات جديدة بمواصفات عالمية ومد خطوط سككية وإنشاء طرق خارجية بمواصفات عالية لاستيعاب حركة النقل الموسمية من جهة ومراعاة التوسعة المستقبلية في أعداد الزائرين الى العراق في مواسم الزيارة وخارجها.