خطة الموسم تستهدف الحفاظ على نوعيته رز العنبر قد يغادر المائدة

363

مصطفى الهاشمي/
بعد أن شهد العام الحالي شحة في إنتاج رز العنبر النجفي، متأثراً بعوامل الجفاف والتصحر، التي بلغت نسبتها في محافظة النجف 35 بالمئة، وتقلّصت جراءها المساحة المزروعة الى نحو 5000 دونم، فإنّ رز العنبر بات مهدّداً بالانقراض النوعي اذا ما استمرت أزمة شحة المياه في الموسم المقبل. ويزرع رز العنبر في محافظات الفرات الاوسط المتمثلة بالنجف والديوانية وبابل وبعض الاجزاء الشمالية من محافظة ذي قار.
هوية العراق الزراعية
يقول المستشار في وزارة الزراعة د. مهدي ضمد القيسي: بالنسبة لرز العنبر فهو جزء رئيس من هوية العراق الزراعية التي تميزه بزراعته كما انه مؤشر لخصوصية القطاع الزراعي”.
وأضاف القيسي في تصريح لـ”الشبكة” أن “مشكلة قلة الايرادات المائية جعلتنا نلجأ في العام الماضي لمنع زراعة الرز في المحافظات الشلبية المتمثلة بكل من النجف والديوانية وبابل بالاتفاق مع وزارة الموارد المائية، وبالتالي فإن الموسم للعام الحالي يظهر تقلص المساحات وجعلها بحدود (3000) دونم في النجف و(2000) دونم في الديوانية للحفاظ على النوع وديمومة الاصناف ومنع انقراضها”.
الحفاظ على النوع
وأكد أن “الوزارة لديها خطة لهذا الموضوع للحفاظ على رز العنبر وعدم التفريط به على الاطلاق، وهناك برنامج وطني للرز او الشلب تتبناه دائرة البحوث الزراعية وتنفذه محطة متخصّصة للرز في قضاء المشخاب التابع لمحافظة النجف الاشرف”.
وأعرب عن أمله في أن “تكون للعراق وفرة من المياه للموسم الزراعي المقبل 2024”.
ظروف النمو الخاصة
وبشأن إمكانية زراعته في مناطق أخرى من العراق كالمناطق الشمالية او الغربية قال القيسي: “حاولنا في السنوات السابقة زراعته في أكثر من منطقة، بل حتى في الاهوار رغم أنه يتطلب الغمر بالمياه واحتياجه لها عالٍ جداً، لكن زراعته لم تنجح الا في المحافظات الشلبية المذكورة، ولهذا النبات ظروف نمو خاصة لا تتوفر بمناطق أخرى، كدرجات الحرارة ونوعية المياه والمناخ بصورة عامة، وكل هذه العوامل تحد د وفرته من انعدامها”.
مقاومة الجفاف والحرارة
وبشأن إمكانية دائرة البحث والتطوير الزراعي التابعة للوزارة بإنتاج او تطوير أنواع من رز العنبر مقاوم للحرارة والجفاف؛ أوضح القيسي: “إنّ للدائرة إنجازات منها أنّها استنبطت نوعين من رز العنبر ذي الانتاجية العالية وهما رز الياسمين والفرات القريبان من النكهة التي يحملها رز العنبر، الى جانب خطوة اختزال المياه المستخدمة في الزراعة الكثيفة للرز”.
النوع الألذ عالميا
وتبدأ زراعة المحصول بنهاية شهر حزيران من كل عام ليستمر نمو رز العنبر لمدة خمسة أو ستة أشهر، إذ يكون موسم الحصاد في الخريف تقريباً.
ويصدّر العراق كميات كبيرة من هذا النوع من الرز الذي يعد الاغلى والالذ الى العالم، لكن معدل الصادرات تراجع بسبب مخاوف اختفاء هذا النوع وانقراضه بسبب تأثيرات التغير المناخي وتداعيات شح المياه، وأن وزارتي الزراعة والموارد المائية استبقتا الخطة وأكدتا أن ما سيزرع من هذا المحصول لا يتعدى الرغبة بالحفاظ على الصنف..!
قبل الموسم الزراعي
من جهته بيّن معاون مدير زراعة النجف الاشرف د. ثامر عظيم الكلابي أن “الخطوط العريضة لزراعة رز العنبر للموسم المقبل تتضح قبل شهرين من بدء الموسم الزراعي للرز”.
وأضاف في تصريح لـ”الشبكة” أن “الموسم المقبل لزراعة الرز قد يشهد تناقصا في المساحات المخصّصة لزراعة رز العنبر، اذا ما بقيت أزمة المياه وشحتها قائمة، ما يهدد بالتالي بفقدان هذا النوع من الرز، الذي يمتاز بطعمه ونكهته ويعد الأغلى من بين بقية الأنواع على مستوى العالم”.
العنبر والمياه الجوفية
وأكد الكلابي أنّه “لا يمكن زراعته في مناطق أخرى من العراق او حتى في العالم لكونه يتلاءم مع طبيعة مناخ محافظات الفرات الاوسط فقط، مبينا أنّه لا يمكن أيضا توفير المياه المخصصة لزراعته من المياه الجوفية، رغم امتلاك محافظة النجف الاشرف لخزين لا بأس به من هذه المياه، لكون المياه الجوفية موجودة فقط في صحراء النجف التي لا تلائم طبيعة وخاصية زراعة رز العنبر”.
تعزيز الاستدامة والجودة
من جهته بيّن رئيس قسم التخطيط في مديرية زراعة محافظة النجف الأشرف الدكتور مضر جهاد الجشعمي بشأن زراعة محصول الشلب هذا الموسم، أنّه زُرِعَتْ مساحة قدرها (2436) دونماً من إجمالي المساحة المقرّر زراعتها والبالغة (2500) دونم.
ولفت الى تخصيص مساحة (500) دونم لمحطة أبحاث الرز بهدف تعزيز الاستدامة الزراعية وتحسين جودة المحاصيل في المحافظة مستقبلا.
و أشار الى أنّ المساحة المقرّرة التي حددتها وزارة الموارد المائية للخطة الزراعية للموسم الحالي بلغت نسبة (1.4 %)، والتي تعادل مساحة تقدّر بنحو (2500) دونم، وقد وزّعت على سبع شعب زراعية, وستكون على طول النهر الرئيس، كما سيحرم أي مزارع يقوم بالزراعة خارج الخطة من التعويض المادي والمستلزمات الزراعية.