ليل بغداد.. شوارع ترفل بالأمن وتسطع بالأضواء
بغداد / علي غني
تصوير / سعد اللامي/
عقارب الساعة تقترب من منتصف الليل، ليحين موعد جولة اعتاد أن يقوم بها وزير الداخلية عبد الأمير الشمري لتفقد عمل أجهزة الوزارة ومفاصلها المتعددة التي تؤدي مهامها الأمنية ليلاً للسهر على راحة المواطنين وأمنهم، وهي أفضل الأجواء للقائه بالمواطنين والاستماع الى شكاواهم وآرائهم.
بكاء مواطن
عند باب مركز شرطة المسبح في الكرادة، الذي تسلم الشمري إدارة مركزه من (موقع أدنى) بدأت الجولة الليلة للوزير، التي رافقت “الشبكة” الوزير فيها، وكان الى جانب الوزير الشمري مدير العلاقات والإعلام في الوزارة اللواء سعد معن. ومنذ بدء الجولة كان الوزير عبد الأمير الشمري يتوقف ليستمع الى طلبات وشكاوى واقتراحات المواطنين ويبادلهم الأسئلة عن ملاحظاتهم بشأن عمل أجهزة الوزارة والخدمات التي تقدمها.
استمع الوزير لقضية المواطن (س) الذي ادعى أمام الوزير بأن عدداً من منتسبي الشرطة قد هاجموا داره من دون أمر قضائي، كذلك ادعى بأن ضابط التحقيق (ع) قد تجاوز عليه مستغلاً صلاحيته، وأجهش بالبكاء، وعلى الفور شكل الوزير مجلساً تحقيقياً، وأمر باستدعاء ضابط التحقيق لإنصاف الحق، على أن تعرض نتائج التحقيق بسرعة أمام أنظاره، وهكذا توالت عليه عروض مشكلات المواطنين من شتى الأعمار والمناطق في العاصمة بغداد.
كاميرات مراقبة
أثنى الوزير على الطباعة الأنيقة لـ “مجلة الشبكة” وموضوعاتها المشوقة والمتنوعة، وهنا بادرنا لنسأل الوزير عن خطط الوزارة وتوجهاتها الجديدة فأجاب: “لدى وزارتنا توجه لتطوير عمل مراكز الشرطة في بغداد والمحافظات عن طريق تزويد مراكز الشرطة بكاميرات مراقبة حديثة تعلق على صدر المنتسب لرصد جميع الحركات في الشارع.” مضيفاً أن الوزارة ستصلها أول وجبة من الكاميرات قريباً.
وتابع (الشمري): “أول شيء نفكر فيه هو متابعة متطلبات تكنلوجيا المعلومات، إذ سنقوم بربط المراكز مع الأقسام، والأقسام مع قيادة الشرطة لمتابعة الحوادث والحالات الطارئة وتنفيذ قرارات القاضي، مثل مذكرات القبض ومتابعة نقاط الضعف في البنية التحتية ومتابعة السجناء، للعمل على حل المشكلات.”
عين الوزارة
ونوه الوزير بأنه اختار مراكز شرطة معينة للمعايشة (من موقع أدنى) لأنها تعد واجهة الوزارة مع المواطنين، إذ إنها تقدم الخدمات التي يحتاجها المواطن كتسهيل البيانات والمعلومات ومعالجة الحوادث لأن المركز يعد بأنه (عين الوزارة) داخل المحلات السكنية، وهي أول خدمة تقدمها الوزارة للمواطنين.
وأشار الشمري الى أن “نظام المعايشة سوف يستمر لأنه يحدد السلبيات ونقاط الضعف والاحتياجات، فضلاً عن أنه يجعلنا قريبين الى المواطنين لتشخيص نقاط الضعف ومعالجتها، كذلك متابعة الأمور التي قد تعجز مراكز الشرطة في حلها، التي ربما تكون خارج صلاحياتها.”
سألنا السيد الوزير عن عدد القضايا التي عرضت أمامه هذا اليوم، فأجاب: أكثر من عشر قضايا، بعضها مشاجرات وتظلمات.
العمل من موقع أدنى
وعن سبب إدارته مركز المسبح والعمل من مستوى أدنى أوضح وزير الداخلية عبد الأمير الشمري “أريد أن أكون قريباً من المواطنين، وأنت شاهدت بنفسك المواطن الذي تعرض بيته للمداهمة نتيجة إخبار عليه، نحن سنصل إلى الحقيقة حتى لا يتم استغلاله، فضلاً عن أننا بهذه الإجراءات نمنع الرشوة.”
وهل ستكون هناك معايشة من موقع أدنى في المحافظات الأخرى؟ أجاب الوزير: “نعم كلفنا وكلاء الوزارة بهذا الأمر في كل محافظة.”
وعن جولته في بغداد ليلاً فضلاً عن بقية المحافظات قال: “إنها تأتي لاكتشاف ما يدور في الليل، والتعرف عن كثب عما وصلنا إليه في تحقيق الاستقرار التام، ولكي نشاهد مدينة بغداد وأهلنا الذين يمارسون أعمالهم وهم يشعرون بالأمن والأمان.”
في ختام الجولة ودعنا وزير الداخلية عبد الأمير الشمري ومستشاره اللواء الدكتور سعد معن وملاك الوزارة، على أمل أن نعود للقائهم من جديد.