في مقابلته مع بيرس مورغان: “أحّــــــاه” باسم يوسف تُشرشح الإعلام الأوروبي!

173

آمنة عبد النبي-المانيا/
حينما يكون الباشا (دماغ) وداهية في الإعلام الساخر مثل باسم يوسف، فقطعاً سوف (يشرشح) بأريحيّة نفاق المعايير الأوروبية والغربية ككل، ويفضح بهدوءٍ كارتونية الحريات الإنسانية الموهومة في القارة العجوز، ثم يعاود تشطيب الأكاذيب بـ (أحّاه) تختزل شعور العرب إزاء الحرب في غزة، بعدها يوجه كلامه -كمواطن إسرائيلي- إلى نتنياهو على شكلِ (أفّيه) بمزاج وبسخرية مُرّة، قائلا
“زوجتي فلسطينية وحاولت أن أقتلها أكثر من مرة، لكنها دائما بتستعمل الأولاد كدروع بشرية..!”
عظَمة على عظَمة
كل هذا حدث في مقابلة متلفزة، كانت بمثابة إعجاز تاريخي أكبر من كل الدبلوماسية العربية عبر تاريخ الصراع العربي الصهيوني، بل إن بيرس مورغان، وهو المذيع الأشهر في بريطانيا، جنّ واحتفل، غير مصدق بوصول حلقته مع الإعلامي الساخر د. باسم يوسف إلى 15 مليون مشاهده في وقت قياسي وبأقل من 12 ساعة في تاريخ الحلقات كلها. وأيضاً تجاوزت مشاهدات الحلقة التي حُجبت في منصات أوروبا حاجز الـ100 مليون مشاهدة على المنصات المختلفة، ليقلب باسم الطاولة مرة أخرى ويقنعه بحلقة أخرى face to face وأنه سوف يحصد من خلالها مشاهدات، يعني بالمصري (ورطه في حلقة تانية) وعلق قائلاً: “دعنا نجري مقابلة فردية في الستوديو أثناء تناول القهوة دون سمّاعة أذن، أنا أكره آراءك يا بيرس لكن الحديث معك متعة مطلقة..”
السخرية السوداء.. سلاح
معقدة جداً فكرة السخرية من المشهد الوحشي والمحافظة على البُعد الإنساني، هو ما أربك بيرس مورغان، أشهر مذيعي بريطانيا لأنه يمتلك حرفيّة مجاراة باسم على الحجج بالاستدلال، لكنه لم يستطع مجاراته في السخرية، لذلك قرر الهرب بإنهاء المناقشة برغم ادعائه الموضوعية، وهي بمثابة تعرية كاملة لماكنة الإعلام الأوروبي التي صدعت رؤوسنا بالحريات الفرديّة وفوبيا تكميم الأفواه، ومما زاد في الطين بلّة أنهم حجبوا الحلقة عن منصات أوروبا وشاشاتها الإعلامية، ليضمنوا حصر حيزها وتأثيرها في الشرق الأوسط، خشية من كسب ود الشارع الأوروبي وقلب قناعته تجاه شيطنة الفلسطينيين، لكن باسماً بعقليته الداهية ولغته اللهلوبة ساعد في نشرها عبر منصاته الخاصة، فطشّت كالهشيم في نار القارة العجوز والعالم بأسرهِ.
حقائق تصدم الأوروبيين
قد لا نتفق مع الكثير من آراء يوسف ومواقفه السابقة، لكن بالمقابل فإن مقابلة بهذه الجرأة وهذه الكاريزما والحضور ولجمهور صعب مثل الجمهور الأوروبي والغربي ككل، تعني الكثير وتغيير الكثير، المقابلة شاهدها الملايين من الأوروبيين والتعليقات عليها من الأجانب كانت إيجابية وصادمة إلى درجة أن هناك شخصاً في الثمانين من عمره تساءل بحيرة بأنه أول مرة يفهم طبيعة الصراع. كمّ التعليقات من أمريكان وأوروبيين الذين غيروا آراءهم كان كبيراً جداً، لأن باسماً بذكائه المعهود هنا تحدث بلغتهم وطريقتهم وأسلوبهم واستغل مهاراته في السخرية والتعليقات، واستطاع أن يحرج مورغان أكثر من مرة، إلى حد أن وصل به الأمر إلى أن يتحدث كمواطن إسرائيلي ليبين مدى ضعف حججهم، حينما قال: “سأفعل شيئًا لم يفعله أحد في برنامجك التلفزيوني، سأتظاهر بأنني مواطن إسرائيلي.”
مشاهير في زاوية حرجة
قوة الكلمة جزءٌ من المعركة، ولا يجب الاستهانة بها أو تبييض مواقف المتخاذلين، ولابد من إيصال صوتك بكل طريقة مُمكنة، هذا ما يعكس أهمية كلمة الأشخاص المؤثرين وقدرتهم على كسب تعاطف عالمي لصالح القضية، باعتبار أن هذه المقابلة وضعت كل المشاهير والمؤثرين في زاوية محرجة وبينت لهم أن الدفاع عن القضية والمبدأ أهم من المصلحة الشخصية وعقود الملايين، هذا اللقاء خلّف ردود أفعال إيجابية كثيرة غاضبة، وأوضح صورة الحقائق المشوهة للكثير من الغربيين.ً: