هل دردشة الأزواج مع الجنس الآخر خيانة ؟

983

د.قاسم حسين صالح/

يمارس بعض الأزواج الدردشة مع الجنس الآخر عبر الشبكة العنكبوتية. وقبل أن نقرر (متى) أو ما إذا كان هذا السلوك خيانة أم لا، سألنا عن الأسباب فأجابونا: ـ وسيلة لتفريغ الكبت! ـ نوع من اللهو والتسلية وكسر الملل ـ ضايجين.. وين نروح؟! ـ الزوجة أهملت زوجها، وانشغلت بالطبخ وتنظيف البيت ومتابعة الأطفال، ولا وقت لديها للحبّ والعواطف.

فيما قالت سيدة موظفة: “تريد الصراحة، كلّ الرجال عيونهم زايغة حتى لو كانت زوجاتهم ملكات جمال، لأن الخيانة معجونة بدمهم!

وطبيعي أن الدردشة اذا تطورت إلى موعد.. فلقاء، وتحولت إلى علاقة، فأنها ستكون خيانة. ولكنْ ماذا لو بقيتْ الدردشة في حدودها، يعني: رومانسيات ودارمي والذي منه، فهل يعدّ هذا التصرف خيانة؟

في الموضوع رأيان:

الأول يرى أن الدردشة لمجرد الدردشة لا تعدّ خيانة، ما دام الزوج يبقى مخلصاً لزوجته.

والثاني يقول: إن خيانة المشاعر لا تختلف عن خيانة الجسد، فكلاهما خيانة.

أحدهم قال: إن معيار الخيانة في هذا التصرف هو: إذا مارسه الزوج خفيةً عن زوجته كان خيانة، وإذا مارسه بحضورها كان أمراً عادياً.

والسؤال: أية زوجة تقبل لزوجها أن يدردش مع أخرى عبر النت حتى لوكان بحضورها؟!

حكى لي طبيب كان يدردش مع زميلته الطبيبة، صديقة الأسرة، في أمور علمية؛ وفجأة دخلت على الخط أخرى:

-مساء الخير دكتور ..ممكن آخذ من وقتك كم دقيقة؟
ـ تفضلي

-بصراحة.. آني معجبة بحضرتك، وأكيد من تشوفني راح تنبهر بجمالي

ـ باباتي، آني رجل متزوج، و…

-وشكو بيها؟ أصلاً المتزوج هوايه أحسن من شباب هالوكت..لأن عنده خبرة بالحب.

دخلت الزوجة عليه بالقهوة فأجلسها جنبه ليطلعها على ما يجري. ومن يومها لعب الفأر بعبها، وحرّمت عليه أن يدردش حتى مع زميلته الطبيبة. وتلك مصيبة معظم نسائنا، لا يثقن بأزواجهن حتى لو كانوا مخلصين. وكثيرات منهن وجدن في الكومبيوتر (ضّرة) ماكرة وغدّارة وخطيرة جداً!

لقد تركنا الحكم لجنابك ما إذا كنت ترى أن الدردشة لمجرد الدردشة لا تُعدّ خيانة، أو أنها خيانة لا تختلف عن خيانة الجسد. لكننا نرى أن الأزواج الذين يمارسون هذا النوع من السلوك لا يتصفون بالنضج العاطفيّ، وأنهم بعملهم هذا أشبه باللصوص.. عين على الشاشة وعين على الزوجة، وأنهم ازدواجيون، أعني لو أن زوجة أحدهم فعلت ذلك لطلّقها في الحال، فيما يبيح هذا الفعل لنفسه على طريقة “سي السيد”.

ومع كلّ ما ذكرنا: هل مبرَّر للزوج أن يهمل زوجته ويستبدلها بعشيقة افتراضية في عالم الوهم؟!