هل لك رأي في ميزانية البيت؟
آية البهادلي/
لا تزال جدلية مسك ميزانية المنزل وتوزيع الصرفيات بطريقة ذكيّة خالية من التبذير والإسراف، محل خلاف وإشكالية قرار بين الرجل القوّام وربّة البيت، وفقاً لما يملك أحدهما من قيادة حكيمة قادرة على التحكم دون تدخل الآخر، على اعتبار أن الميزانية مسؤولة عن الإنفاق اليومي والمدخرات والديون وغيرها من الصرفيات التي توفر حياة معيشية آمنة داخل البيت.
هل فكرت يوماً بأن النقاش الحاد بين الزوجين قد يدور حول كيلو الطماطم؟ نحن قطعاً لا نمزح هنا، فلربما المال وقصصه تفعل هذا بهدوء، ولاسيما إذا ما حاول أحد الأزواج أن ينفش ريش قوته، ويقرر تحديد الميزانية، فيما ينظر الطرف الآخر بحزن، إذ لا يملك سوى عاصفة العراك. لذلك نتساءل: هل يحق للرجل أن يتحكم بالقرارات المالية المنزلية؟ أم أن غيابه المكرر خارج المنزل يمنح صك السلطة بيد الزوجة فيتحول أبو العيال لمجرد ممول صامت؟!
تدبير نسويّ
بلا شك، مع تطور المجتمعات وتبدل الثقافات، يزداد التوجه نحو المساواة والتعاون في إدارة المال وتحديد المصروفات، لكن ربما يكون هذا الأمر نادر الحدوث في العراق، كما يوضح الموظف في وزارة التربية (رحيم أحمد) قائلاً:
لا أرى أن هنالك فرقاً بين الرجل وزوجته في إدارة الأموال، لكن في رأيي فإن الزوج يقضي معظم وقته خارج المنزل، فيما تعلم المرأة كلياً ما قد يحتاجه البيت والأطفال، لكن قد يتحسس بعض الرجال ويصبحون أكثر حرصاً على أموالهم، او قد يخشون من أن المرأة، بسبب طبعها العاطفي الميال للشراء، قد تقضي على الراتب بسرعة وبدون التفكير بالأمور المهمة او التفاصيل الطارئة فيما بعد. لكن من الأفضل على كل زوج الإيمان بقدرة شريكته، لأن الثقة تصنع استرخاء مادياً عفوياً بين الزوجين، لكنني أمنح كامل راتبي لزوجتي، فهي الأكثر تدبيراً ودراية وعلماً بـ (زواغير) المنزل ومتطلباته، إني أنبهر بقدرة زوجتي على الادخار، وصرف المال في مكانه، إنها تعيش في المنزل أكثر مني، وهي أكثر خبرة بما تحتاجه عائلتنا.
تخطيط واعٍ
من جهتها، تبين المهندسة (سناء الوتار) وجهة نظرها، مؤكدة أن الزوجة هي الأحق بمسؤولية التمويل المالي من زوجها دون تدخله، قائلة:
الزوجة تعرف معنى المسؤولية، فلا تبذر ولا تتعب الزوج، بل على العكس ستكون اقتصادية جداً وتميل للتقشف على حساب نفسها من أجل عائلتها، الزوجة تستطيع التخطيط لميزانية الأسرة في ظل اتساع دائرة الاحتياجات وزيادة أسعار السلع، لأن الزوج لا يعلم حقيقة أسعار البضائع وما يدور في الأسواق، إضافة إلى أن قدرة المرأة على التعامل مع المتغيرات السعرية للسلع الاستهلاكية يكون بشكل أكبر بحكم مرونة تفكيرها وقدرتها على التعامل. لكن المهم حقا هو وعي الزوج والزوجة بأهمية التخطيط لميزانية الأسرة أيا كان من يمسك بزمامها، فليس مهماً من يمسك حفنة الأموال، وهي تصرف في جميع الأحوال من أجل المنزل، لكن التخطيط الواعي يقي من الأزمات المالية ويجنب العائلة المطبات الاجتماعية والصحية الطارئة.
قرار متطرف
من الطبيعي أن يتدخل الزوج في الشؤون المالية، لأن له حقاً كما للمرأة، وعلينا ألا نتحسس، كما ترى الباحثة الاجتماعية (شيماء الموصلي) مكملة:
بالتأكيد ليس مع تدخله في الشؤون المالية للمنزل بشكلٍ متطرف، فذلك قد يؤثر في علاقة الزوجين، اذ ستنشأ نقاشات واحتكاكات بين الزوجين نتيجة لعدم الاتفاق على النفقات وتحديد الأولويات المالية، لكن طلبه المساهمة باختيار الإنفاق، شيء ضروري أصلاً، فذلك جزء من المشاركة التي تسهم في ترميم العلاقات الأسرية وجعلها صحية أكثر، مع ضرورة وضع جدول واضح للأولويات يناسب الموارد المالية التي تتوفر للأسرة، لكي لا يجد الزوجان نفسيهما وهما غارقين في الهموم المالية، أو يكونان قد أنفقا الأموال في تفاصيل ليست ضرورية، مثل تبديل الأجهزة الكهربائية او المنزلية، إلا عند الحاجة أو حصول تلف، او الإكثار من تناول الطعام خارج المنزل، او شراء الثياب بشكل مستمر، ما يهم حقاً هو أن يعرف الزوجان ما يريدان من المال وطريقة إنفاقه، قبل التفكير حتى، عند من سوف تبقى الأموال.