في برامج تستهدف رعاية المواهب السينمائية وزارة الشباب والرياضة تطلق ورشها لصناعة الصورة والأفلام
بغداد/ الشبكة العراقية/
تصوير / علي الغرباوي/
أطلقت وزارة الشباب والرياضة، منذ أيام، برعاية وإشراف من لدن وزيرها الدكتور أحمد محمد حسين قاسم المبرقع، مشروعها الجديد الخاص بصناعة الصورة والأفلام، كواحد من مجموعة البرامج الثقافية والفنية التي تستهدف المواهب الشبابية الواعدة في حقل الصورة والأفلام، الذي ضم مجموعة ممن يمتلكون مهارات أولية فيهما كمبتدئين، من أجل فهم أعمق لموهبتهم.
الورش استقبلت شباباً من الجنسين من جميع أنحاء العراق عبر استمارة إلكترونية جرى إطلاقها في فترة التحضير لهذا المشروع، وذلك لتنظيم عملية اختيار المؤهلين الذين تنطبق عليهم معايير الانضمام للورش بعد مقابلتهم من قبل لجنة مختصة من دائرة الثقافة والفنون في الوزارة، وقد تقدم عبر الاستمارة حتى اللحظة أكثر من ألف مُتقدم من أعمار ومهن ومستويات تعليم مختلفة.
هويةٌ ثقافية
أولى هذه الورش انطلقت في محافظة بغداد خلال شهر تموز وضمت ستين متقدماً من كلا الجنسين، إضافة إلى ورشة خاصة بالتصوير الفوتوغرافي للمؤهلين في مدينة الصدر.
عن هذا المشروع، تحدث وزير الشباب والرياضة، الدكتور أحمد محمد حسين قاسم المبرقع لمجلة (الشبكة العراقية) قائلاً: “عند استوزارنا وجدنا، لأسباب يطول شرحها، أن اهتمام وزارة الشباب والرياضة الأبرز كان في الرياضة، وتحديداً كرة القدم باعتبارها، تقليدياً، فعالية جاذبة للشباب، وهذا الأمر انعكس سلباً على الجانبين الثقافي والفني في قطاع الشباب، لهذا وجهنا دوائر الوزارة كافة لتحويل بوصلتها نحو البرامج الشبابية، الثقافية والفنية وحتى العلمية، والعمل على تفعيلها وإعادة الروح إليها.” وأضاف (المبرقع): “شخصياً عملت على الجانب الثقافي والفني مستكشفاً من خلال حواري المتواصل بالشباب حاجتهم لما هو أساسي في بناء شخصيتهم عبر الثقافة والفنون والفعاليات غير الرياضية، وهذا هو جوهر الموضوع، بتأكيد العمل على الهوية الثقافية والفنية للشباب العراقي كأفق موازٍ للرياضة.” موضحاً أن وزارة الشباب والرياضة تعمل الآن على أن ينخرط الشباب في الفعاليات الثقافية في حقل الكتابة الأدبية والفنون الأدائية المسرحية بمختلف أصنافها وكذلك الفنون التشكيلية، كالرسم والنحت وفن الملصق، والفنون الموسيقية الإنشادية، فضلاً عن الفنون البصرية التي تشكل ورش صناعة الصورة والأفلام مادتها الأبرز.
دعم الشباب
أما مدير دائرة ثقافة وفنون الشباب، الدكتور فائز طه سالم، فأوضح أن “هذا الفصل الجديد المهم، الذي تمر به الوزارة جاء برعاية مباشرة من لدن وزير الشباب والرياضة، وعنوانه الرئيس هو الاهتمام بالشباب ودعمهم.” مشيراً إلى أن “الوزارة بعد النجاحات التي حققتها في مجال الرياضة، اتجهت صوب الفنون والثقافة، التي كان الاهتمام بها في السنوات السابقة غير ممنهج ومتقطعاً.” مبيّناً أن “رعاية الموهوبين هو هدف الوزارة من خلال برنامجها وفلسفتها اللذين أقرهما مجلس الوزراء مؤخراً.” موضحاً أن “الاهتمام بصناعة الصورة وإنتاج الأفلام هو المسار الجديد للوزارة، وأن هذا المشروع يدار من قبل نخبة مبدعة يقف على رأسهم المخرج وصانع الأفلام خالد زهراو، الذي يشغل منصب مستشار في الوزارة.”
مهرجان دولي للسينما
“الاهتمام بالشباب، ومساعدتهم في تحقيق أحلامهم السينمائية ودعمهم هو غايتنا المنشودة من خلال هذا المشروع.” بهذه العبارة بدأ المخرج خالد زهراو حديثه لمجلتنا، مشيراً إلى أن “مجموعة مهمة من المبدعين اشتركوا حتى اللحظة في اقامة الدورات، وهم نخبة من كتّاب السيناريو والمخرجين، وذلك لتقديم خبراتهم للمشتركين في هذه الدورات التي تقدمت إليها أعداد هائلة من الراغبين بالاشتراك فيها، من خلال حوار مفتوح هو جزء من الورشة، مثل الكاتب حامد المالكي، وصانع الأفلام المخرج يحيى العلاق، وآخرين، ويساعدهم في هذا المشروع الدكتور محمد عمر، والدكتور موفق مجيد، والأستاذ وميض كاظم، والأستاذ احمد طارق وآخرين.”
(زهراو) أوضح أن “المتدربين حصلوا على دروس في الكتابة الإبداعية للأفلام، والسيناريو، ثم الإنتاج والإخراج، وتدربوا على التصوير بالكاميرات الحديثة وطرق تنفيذ الأفلام الوثائقية والمونتاج والتوزيع في دراسة يومية مكثفة.” مضيفاً: “بشكل شخصي أتطلع إلى أن تنتج هذه الورشة في بغداد مجموعة من الأفلام التي تستحق أن تُعرض للجمهور في مهرجان خاص بسينما الشباب، تعمل وزارة الشباب على الانتهاء من تفاصيل إطلاقه تحت أسم (مهرجان العراق الدولي لسينما الشباب) في دورته الأولى.”
مؤكداً أن “هذه الورش ستنتقل إلى محافظة نينوى خلال شهر آب المقبل ثم إلى صلاح الدين خلال شهر أيلول، لتبدأ بعدها في شهر تشرين الأول في محافظة كربلاء ثم البصرة وكركوك وديالى.”
انفتاحٌ على الحياة
في حين تحدث السيناريست حامد المالكي، أحد المتطوعين لتقديم خبراتهم للمشاركين في هذه الورش، لمجلة “الشبكة العراقية” قائلاً: “تقريب الشباب إلى مؤسسات الدولة، ولاسيما وزارة الشباب المتمثلة بوزيرها الدكتور أحمد المبرقع، ومدير الثقافة والفنون فيها، الدكتور فائز طه سالم، وجمعهم في دورات مجانية، من الأحلام التي كنا نحلم بها سابقاً، إذ تحدثنا مراراً وتكراراً عن أهمية رعاية الشباب وإشراكهم في دورات ثقافية وفنية وتوفير الأعمال لهم، بدل أن يتربص بهم الإرهاب وصانعوه من خلال جذبهم لعوالمهم المظلمة مقابل أموال غمست بالدم، خصوصاً بعد سماعي بحاجة الوزارة إلى (36) مشتركاً في دورة محافظة الموصل في وقت تقدم لها هناك أكثر من (430) مشتركاً، في هذه المحافظة التي تدل على انفتاحها على الحياة.”
صناعة قصصنا
الدكتور محمد عمر أيوب، مدير سينما الشباب، تطرق في حديثه لمجلة “الشبكة العراقية” عن “أهمية وجود الشباب في هذا الحقل المهم، صناعة الأفلام، وذلك لتسيد الصورة اليوم مجال الفن، عن طريق الإعلام وتقديم المحتوى الإيجابي، وهو ما دفعنا لمحاولة تثوير مهارات الشباب في السينما، ودخولهم معترك كيفية صناعة الصورة، وبالتالي كيف يصنع الفيلم.”
أما الدكتور موفق مجيد إبراهيم، فتحدث عن أهداف وزارة الشباب والرياضة في رعاية الشباب، مضيفاً أن “هذه الورشة حاولت استقطاب الشباب من كلا الجنسين من أجل فتح آفاق جديدة وعتبة أولى في انطلاقهم نحو مستقبل وفضاء أوسع.”
من جانبه، المخرج السينمائي يحيى العلاق تحدث عن أهمية ورشة السينما التي شارك فيها من خلال تقديم محاضرات للمشاركين، عاداً إياها مشروعاً لاستثمار طاقات السباب وتنمية القطاع السينمائي واستدامته. مضيفاً: “قدمت للمشاركين بعض الأساسيات المهمة في صناعة السينما، التي تعلمتها بدوري من خلال دراستي في الولايات المتحدة الأميركية عن كيفية صناعة فيلم بكلفة واطئة.” موضحاً أنه أشار إلى أن “ما أكد عليه في محاضرته هو التركيز على القصة التي يجب أن تكون نابعة من حياتنا وتأريخنا وموروثنا الشعبي وكيفية تقديمها إلى العالم.”