نساء اشترين حريتهنّ بأموالهنّ ..آخر العلاج “الخلع”!
كريم هاشم العبودي/
اضطررنا إلى الانتقال من بابل إلى بغداد فزاد غيابه أكثر مما سبق عن البيت، احترت في أمره وأخذت ألومه بعض الشيء ولكنه كان كثير الصمت لا يحدثني حتى إنه أصبح يقفل باب غرفته عليه، في أول الأمر كنت أظنه ينام طوال مكوثه في الغرفة.. وبعد ذلك اكتشفت أنه يكلم إحدى النساء ويلومها أنها عرّفته على امرأة غير جميلة، ومن ضمن حديثه لتلك المرأة كان يتوعدها بأنه لن يصرف لها أي مبلغ إذا كررت له ذلك, لم أحتمل ما سمعت وجلست أبكي وطفلي يبكي معي وحين سمعني أبكي سألني عن السبب فأخبرته بما سمعت. عند ذلك رد عليّ بصوته الهائج بأنني سوف آتي بها إلى البيت واضربي رأسك بالجدار. طلبت منه أن يعود بي إلى أهلي في الحلة فرفض بكل قوة وضربني بشدة حتى نزفت وأخذت طفلي حيث رقدت في المستشفى عشرة أيام وطفلي معي وأنا في حالة يرثى لها.
حين علم أهلي بذلك جاء أبي إليّ وحدثته بما جرى وبأن هذا الرجل لا يصلح لي أبداً، حينها قال لي أبي: لن تبقي معه. وذهبت مع أبي إلى الحلة. وحينها طلبت الطلاق منه ولكنه رفض رفضاً باتاً واتهمني بأنني امرأة عاصية ورجعت إليه غير راضية، فالشرع معه، ويقول بأنني (ناشز) إذا لم أرجع إلى البيت وحكم القاضي بأن أرجع رغماً عني ورجعت له، واستبد بي ضرباً وإهانة حتى انه يشبّهني بالماعز التي تربط بالحبل. عندها ضاقت بي الحيلة فهو الرجل وله الكلمة العليا، ولكن أحمد الله الذي كان معي في كل ليلة، حيث إنني أدعو الله بأن يكشف ستره، وأن ينصرني عليه بكل قوة. وذات يوم تمكنت من إغلاق الباب عليه لأثبت خيانته، وأحضرت جيراني ليروا بأمّ أعينهم صدق أقوالي وانكشف أمره بعد معاناة من العذاب الذي شربته من رجل قاس.
عند ذلك حكم لي القاضي بالطلاق منه وبكلّ سهولة ويسر، وأنا اليوم سعيدة فولدي بالجامعة وأعيش معه منتصرة.
هذه الواقعة مرّت بها (أم علي) وهي زوجة تجاوزت العقد الثالث من عمرها, لكنها ليست القصة الوحيدة. تعالوا نقرأ عبر هذه السطور صوراً أخرى. فجولتنا هذه المرة مع زوجات صالحات ظُلمن من قبل أزواج خانوا شرف الحياة الزوجية, فطلبن الطلاق صوناً لكرامتهن وحفظاً على شرفهن من تصرفات أزواج طائشين.
أصدقاء السوء هم السبب
السيدة (س ـ ك) تحكي قصتها قائلة: لقد تعثرت حياتنا والسبب في ذلك أصدقاء السوء. فهو كثير السهر وعديم الإحساس وغير مبال ببيته ولا بزوجته وأولاده. فكثيراً ما ضربني وبخل عليّ في كلّ شيء ويصرف جميع أمواله في أشياء غير مباحة.
وذات ليلة سمعت صوت الباب يفتح وحسبت أنه زوجي، وحين دخوله عليّ تبين إنه صديقه الحميم ويترنح في غرفة نومي برائحته الكريهة. استعذت بالله من الشيطان الرجيم وبدأت بقراءة آيات من القرآن الكريم وأدعو ربي بأن ينصرني، واطمأن قلبي ومنحني الله قوة فأخذت شرشفي وغطيت به نفسي بكل هدوء وقلت له اجلس سوف آتي وأقفلت الغرفة عليه واتصلت بأحد إخواني ولم تمض بضع دقائق حتى امتلأ البيت بإخوتي وأبي وتصرفوا معه ومع زوجي المستهتر.
بعد هذه الحادثة طلبت من زوجي الطلاق ولكنه رفض حتى أرجع له المال والمهر الذي أعطاني إياه فأرجعت له ماله وحصلت على حريتي وأنا الآن متزوجة من رجل ذي دين وخلق ورزقني الله منه بأربعة أطفال وأنا في سعادة ولله الحمد.
زوجي في غيبوبة تامة
لا تختلف قصة السيدة (ن ـ ع) عن سابقتها إلا قليلاً، فهي تقول عن حالتها: لقد اشتريت نفسي من رجل لا يقيم لي أي حساب، فهو دائماً في حالة غيبوبة تامة مع كأسه، ومع ذلك فهو دائم الانتقاد لي ولا يعجبه العجب. ليس هذا فحسب بل يأخذ المال ويبذره في سهراته الخاصة في الجادرية والكرادة، ومع ذلك احتسبت وصبرت كثيراً ولم أخبر أهلي بذلك، حيث انني أود أن أعيش بسلام وقد أنجبت منه طفلين ومع ذلك بقي مستمراً في غيه حتى إنه يضربني أمام أطفالي.
وذات يوم قررت أن انفض الغبار عن حياتي، فاستشرت أحد القضاة فنصحني بأن أشتكي إلى أهلي حتى ينصفوني من ظلم رجلٍ قاس، فأخذت بنصحه وحين علم أني اشتكيت لأهلي قامت قيامته، فأخذ يضربني في أنصاف الليالي حتى وصل به الأمر إلى طردي للشارع بثياب البيت فقط ولم يكن أمامي إلا بيت جارتي المقربة لي. وتكلمت مع أهلي وجاء أخي وأخذني إلى بيت أهلي وبعد ذلك طلبت الطلاق منه ولكنه رفض، وأقمت عليه دعوى بالخلع وبعد مرور وقت طويل دام سنين تنازلتُ عن بيتي الذي أملكه من حرّ مالي على كرهٍ مني وأرجعت له مهره الذي دفعه لي حين زواجنا وتنازل لي عن أولادي وهذه هي سعادتي والحمد لله. تضيف السيدة بلهجة انتصار: (المال يأتي ويروح ولكن الكرامة وعزة النفس هي كل شيء في الحياة).
قلب حياتي لجحيم
اما (ك ـ م) فتتحدثت عن تجربتها قائلة: تزوجت وأعتقدت بأنني حظيت بالرجل المناسب المتفهم للحياة الزوجية، ولكنني بعد أيام قلائل اكتشفت إنه على النقيض تماماً مما اعتقدت وكان عليّ أن أواجه تلك المشكلة برجاحة عقل وحكمة حتى لا أخسر حياتي في بدايتها. لكنْ سرعان ما تبددت كلّ محاولاتي بالفشل، فتصرفاته لا تطاق ولا يريدني أن أسأله عن أي شيء في حياته، وأخذ يتصرف معي كعدوة ويتجسس عليّ في كلّ شيء، وذات يوم شكيت إلى والدي أمري وشرحت له طبيعة حياتي مع زوجي فقام والدي بنصحه، ولم يأخذ بنصيحته وانقلبت حياتي إلى جحيم، فأصبحت باستمرار أتعرض للضرب والإهانة، وحين طفح الكيل وطلبت الطلاق رفض تماماً، وبعد مرور سنتين تقدمت بطلب الخلع وأخذ يماطل طويلاً في ذلك حتى أمرت المحكمة بإيقافه من قبل الشرطة وأرجعتُ له جميع أمواله واشتريت حريتي التي لا يساويها مال الدنيا.
امرأتك غير صالحة!
السيدة (ن ـ ك) لها حكايتها أيضاً: لقد ساءت حياتي بسبب أم زوجي وأخته فهما دائمتا التدخل في شؤوني وحياتي، وهما تحرضان زوجي عليّ في كلّ مرة يجلسان إليه، وذات يوم تقدم زوجي وصفعني على وجهي بدون سبب فدهشت كثيراً لتصرفه وأخذت حقيبتي وذهبت إلى أهلي. وبعد أسبوع كلمني وطلب مني الرجوع إلى البيت، فأخذت أعاتبه على فعلته فاعتذر عنها، ورجعت إلى البيت دون أي تدخل من أهلي وذات يوم سمعت ما لم أكن أحلم بسماعه أبداً في حوار غريب بين زوجي وأمه حيث قالت الأم: “امرأتك غير صالحة فهي عقيم طلقها وسوف أخطب لك امرأة أحسن منها ألف مرة”. قال لها وهو يضحك وبكل هدوء “سوف أحرقها قبل أن أطلقها فقد صرفت عليها أموالاً كثيرة ومن يحشره الدخان يخرج! لا تخافي عليّ يا أمي لم أرجعها لمحبتها ولكن لغرض في نفسي”.
تضيف: لم أنتظر حتى أسمع آخر الكلام ودخلت عليهما وأخذت أتكلم بصوتٍ عال حتى فقدت وعيي. ولم أستيقظ إلا وأنا في المستشفى. وبعد ذلك طلبت الطلاق ولم يتم الطلاق إلا بالخلع واشتريت حريتي بفلوسي.
أنام مرتاحة
أما (ع ـ م) فتحدثت عن تسلط زوجها وقالت بأنه لا يعيرها أي اهتمام فهو دائماً ما يصرخ في وجهها، مع إنها غالباً ما كانت تحاول امتصاص غضبه. حيث انها دائماً “انسانة مخبولة” في نظره وليس لها إرادة ولا شخصية وإنها مقطوعة من شجرة فهو دائماً يريد إلغاء شخصيتها. وهذه المسألة لها عواقب كثيرة في نفس أية امرأة. ولم تحتمل هذه الإهانات والضغوط التي سيكون لها عواقب وخيمة.
تضيف: طلبت الطلاق منه ورفض وأخذته عن طريق المحكمة حيث خلعت منه, وتقول بأنها الآن مرتاحة في بيتها الخاص الذي ورثته عن والدها.