بعد توقف أربعين عامًا.. بغداد تحتضن مهرجان سومر للخيول العربية الأصيلة

22

سجى رشيد

احتضنت العاصمة بغداد فعاليات مهرجان سومر الدولي للخيول العربية على أرض اتحاد الفروسية العراقي، بمشاركة عدد كبير من مربي الخيول العربية الأصيلة، وبحضور عربي ودولي واسع جمع عشاق ومربي الخيول والفروسية.
يعد المهرجان، الذي أعيد تنظيمه بعد توقف 40 عاماً، فرصة مميزة لإبراز مهارات الفروسية الأصيلة، التي توارثتها الأجيال، إلى جانب استعراض جمال الخيول العربية التي تعد رمزًا للكبرياء والأصالة، كما أنه يمثل منصة لتعزيز السياحة الثقافية وإبراز التراث العراقي الأصيل.
ولما تحظى به الخيل العربية الأصيلة من مكانة مهمة في تاريخ وإرث العراق.. مجلة “الشبكة العراقية” حضرت المهرجان والتقت عددًا من منظمي المهرجان وعشاق الخيل.
جمال الخيول وأصالتها
أول المتحدثين كان جواد الحكيم، عضو مجلس إدارة منظمة مربي الخيول العربية، القائم على المهرجان، إذ تحدث قائلًا: أول الجهات القائمة على دعم المهرجان هو رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، كما قدمت اللّجنة الأولمبية دعمًا للمهرجان، فضلًا عن دعم منظمة مربي الخيول العربية الأصيلة، مضيفًا: أن المهرجان يختلف عن بقية المهرجانات الأخرى، باستعراضه جمال الخيول وأصالتها، والشيء المفرح هو إقامة المهرجان بعد توقف لأكثر من (40) سنة. وفيما يخص اختيار التوقيت، فإنه يحدد من قبل منظمة عالمية، وهي مواعيد دولية.
يضيف الحكيم: أن تحديات كبيرة قد واجهت المهرجان، لكن جرى تجاوزها. أذكر منها، على سبيل المثال، الحظر على خروج الخيول، الذي نعمل جاهدين على رفعه وإنهاء هذه العقبة. كما لدينا خطط لتطوير المهرجان خلال السنوات المقبلة، إذ نعمل حاليًا وبتنسيق عال مع دول الخليج، بهدف تطوير المهرجان في نسخه القادمة ودعم جميع الهواة.
وأشار الحكيم إلى أهمية إقامة المهرجان في تعزيز السياحة الرياضية في العراق، لاسيما أنه يجمع أكثر من (15) دولة، منها ليبيا والمغرب وإيران وقطر والسعودية، وغيرها من الدول التي تطلب المشاركة في مثل هذه المهرجانات. مؤكدًا أن حجم الإقبال على المهرجان كان كبيرًا جدًا من داخل وخارج العراق وتم استكمال جميع البطاقات الخاصة به قبل يومين.
دعم الفروسية
بدوره، قال (علي وحيد)، رئيس لجنة الفروسية في البصرة: إن إقامة مثل هذه المهرجانات تسهم في دعم الفروسية بالعراق، لاسيما أننا نتوقع أن يكون هذا المهرجان عالميًا في المستقبل، بعد أن حظي بسمعة طيبة على مستوى الدول العربية والأجنبية، وهذا بالتأكيد سيعزز السياحة في العراق باستقطابه شخصيات عربية وأجنبية. مشيرًا إلى أن هناك خططًا لإقامة مثل هذه المهرجانات في كل المحافظات، وألا تقتصر على بغداد فقط، وخاصة محافظة البصرة لتوفر المنشآت المناسبة في المدينة الرياضية.
عشق متوارث
وشاركنا الحديث (أحمد أسامة)، وهو أحد الحاضرين إلى المهرجان، وراعي المرابط في البصرة بالقول: هذه أول مرة أحضر مهرجانًا كهذا، وما جذبني إليه هو عشقي وحبي للفروسية والخيول، المتوارث عند العائلة أبًا عن جد، وأرى أن إقامة مثل هذه المهرجانات تسهم إلى حد كبير في نشر ثقافة الفروسية في العراق، لاسيما إذا حظيت بتغطية إعلامية كبيرة. وإذا قُدر لي أن أقيّم المهرجان، بشكل عام، فأعتقد أن نسبة تقييمي له تفوق 90 %، فلم أر أي تقصير في التنظيم والانضباط، فضلاً عن جمال الخيول المشاركة وروعة فرسانها، لقد كان بحق مهرجانًا رائعًا بأبهى صورة.
استعداد ومشاركة
أما الفارس (محمد علي وحيد)، الذي امتطى الفرس (رانية) فقال: هذه أول مشاركة لي، وشعور جميل أن أتواجد في مثل هذا المهرجان، الذي استعددت له قبل أشهر طوال، وآمل أن تستمر إقامة المهرجان كل سنة. أشكر كل القائمين عليه، وما وفروه من تسهيلات للتسجيل، والمشاركة دون أية صعوبات، وإن شاء الله القادم أفضل.