15

خضير الحميري

تعرّف ويكيبيديا الكاريزما بأنها: الجاذبية المقنعة، أو السحر الذي يستحوذ على اهتمام الآخرين وتجاوبهم، أو انصياعهم أحيانًا. وتشير إلى أن الكاريزما مصطلح يوناني ورد بمعنى الهبة أو الهدية، بمعنى أنها تأتيك من دون أن تسعى إليها، فهي ليست بـ (بالقاط) والرباط والعياط والكرش المتهدل، ولكم في غاندي مثلاً.. وليست بالمال والعيال والجاه والثروة، ولكم في جيفارا مثلاً آخر..
ومن الصعب تحديد المهارات والصفات الواجب توفرها في الشخص ليكون من ذوي الكاريزما، لأنها تختلف من شخص لآخر، ومن بيئة اجتماعية لأخرى، ومع ذلك فإن دعاة (التنمية البشرية) يصرون على إمكانية اكتسابها بالممارسة، من خلال سلوكيات محسوبة، ومظهر مدروس، وتدريب متواصل، ولذلك غزا الأسواق الكثير من الكتب والكراسات التي ترشد مهزوزي الشخصية والطامحين بالقيادة إلى كيفية ترصين شخصياتهم لإكسابها القليل من (الكرزمة).. لزوم هذا المنصب أو ذاك..
كانت الكاريزما في أول نشأتها ذات صبغة اجتماعية، أو ثقافية، ويعتبر (ماكس فيبر)، عالم الاجتماع الألماني، أول من أعطاها صبغة سياسية، من خلال دراسة العلاقة بين حضور الشخصية وبسط النفوذ، واعتبر أنها من الوسائل المهمة التي تساعد القائد في السيطرة، من خلال الاستحواذ على الأذهان والأضواء.. والنساء والأموال و.. كلشي وكلاشي!
وتقول الكاتبة أوليفيا فوكس كابان، مؤلفة كتاب (خرافة الكاريزما)، إن الكاريزما يمكن اصطناعها وامتلاكها عبر التدريب، على أن تتوفر ثلاث خصال في الشخص المتدرب، وهي: الحضور، السلطة والقوة، المودة والدفء. لكنها تحذر من أي خلل بمقادير الطبخة، فزيادة السلطة والقوة قد تقود إلى الطغيان مالم تتوازن مع المودة والدفء. وعلى العكس، فإن زيادة المودة قد تحولك إلى (حايط نصيص).. وأن التحكم بالمقادير، تبعًا للظروف والمتغيرات، هو الذي يجعلك بالنتيجة شخصية قائدة.. أو شخصية حاقدة!