خالد الزهراو: (مهرجان العراق السينمائي الدولي لأفلام الشباب) محاولةٌ لتعزيز الحوار الثقافي بين البلدان

61

حوار/ علي السومري

مخرج وصانع أفلام، قدم العديد من الأفلام الوثائقية، من بينها (دفاتر السينما العراقية)، و(هذه الليلة، الأسبوع القادم)، و(عشر سنوات من حياتي). مشغول ومهموم بالسينما وصناعتها، حلم صناعة سينما عراقية كان شاغله الشاغل منذ سنوات طوال.
هو اليوم، بعد عمله مديراً تنفيذياً لورش صناعة الأفلام في وزارة الشباب والرياضة،التي تستهدف دعم المواهب الشبابية، يصل إلى مرحلة جديدة من خلال إدارته الفنية والتنفيذية لـ (مهرجان العراق السينمائي الدولي لأفلام الشباب) في دورته الأولى، الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة تحت شعار (سينما الشباب يمكن أن تغيّر)، الذي يُعد ثمرة عمل استمر لأكثر من سنة، نظم القائمون عليه ورشًا سينمائية في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات، أنتجت عشرات الأفلام لسينمائيين شباب.
إنه المخرج خالد الزهراو، المدير التنفيذي والفني للمهرجان، الطامح لنجاح هذا المشروع واستمراره للسنوات المقبلة، عبر تحقيق أهدافه المتمثلة بدعم الإبداع الشبابي، ورعاية المواهب السينمائية الواعدة، وتعزيز مكانة العراق على خريطة صناعة الأفلام في العالم، وتوفير منصة للتبادل الثقافي بين العراق ودول العالم.
ومن أجل تسليط الضوء على المهرجان وما وصل إليه، كان لنا مع (الزهراو) هذا الحوار، حوار ابتدأناه بسؤال:
* نسمع على الدوام أن وزارة الشباب والرياضة تهتم بالجانب الرياضي فقط، كيف انبثقت فكرة إقامة مهرجان سينمائي دولي للشباب؟
– فكرة تأسيس مهرجان العراق السينمائي الدولي لأفلام الشباب جاءت من وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد المبرقع، من إيمانه بضرورة دعم الفنون والثقافة كجزء لا يتجزأ من التنمية الشاملة للشباب. صناعة الأفلام وسيلة من وسائل التعبير عن الذات وتعزيز التواصل الثقافي وتمكين الشباب من التعبير عن أنفسهم، وزارة الشباب والرياضة عملت على أن تصب اهتمامها ليشمل جميع مجالات الموهبة الشبابية، ومنها صناعة الأفلام، لإبراز طاقات الشباب وإتاحة منصة للتعريف بأعمالهم.من هنا جرى العمل على تنفيذ رؤية الدكتور أحمد المبرقع لإبراز إبداعات الشباب في مجال صناعة الأفلام، وتشجيعهم على مشاركة قصصهم وتجاربهم مع العالم.
*هل تضمّن المهرجان أفلامًا كانت من إنتاج ورشكم السينمائية؟
– ورش صناعة الصورة والأفلام واحدة من الأعمال التي أنجزتها وزارة الشباب والرياضة، ومازالت، من أجل استقطاب الشباب لأنشطة الوزارة، ومن خلالها قمنا بإنتاج مجموعة من الأفلام التي أنجزها الشباب الموهوبون. مهرجان العراق السينمائي الدولي لأفلام الشباب، في دورته الأولى، هو منصة لعرض أعمال شباب الورش أمام جمهور واسع، والتفاعل مع صنّاع الأفلام الشباب المحترفين من مختلف أنحاء العالم، كجزء من دعم وزارة الشباب والرياضة للمواهب الشابة، وهي تعكس رؤية جديدة تسهم في تعزيز التنوع في المهرجان.
* في ظل مهرجانات عديدة للأفلام السينمائية، ما الذي سيميز مهرجانكم؟
– ما نطمح إليه هو التكامل مع مهرجانات السينما في العراق، لخلق منصة لعرض الأفلام والمساهمة في خلق فرص تقديم صُنّاع أفلام شباب. ما يميز مهرجاننا هو تركيزه على الشباب، وتقديمه كمنصة لجيل جديد قادر على التعبير عن رؤاه وأفكاره. إضافة إلى ذلك، نعتمد على تنظيم فعاليات موازية، مثل ورش العمل، وجلسات حوارية تركز على تطوير مهارات الشباب وتعزيز الوعي بأهمية السينما. نحن نطمح لتوفير منصة مبتكرة للتواصل بين صنّاع الأفلام الشباب من مختلف الدول لتعزيز الحوار الثقافي بين دول العالم عبر السينما.
* قوة المهرجانات عادة ما تكون بفيلم الافتتاح، ما عرضكم الأول؟
– لدينا واحد من أكثر الأفلام انتظاراً وأهمية في تاريخ صناعة الأفلام العراقية، المهرجان سيُفتتح بفيلم (أناشيد آدم) للمخرج العراقي عدي رشيد، وهو العرض الأول في العراق، الذي يعتبر إنتاجاً لم يتم عرضه بعد عبر العالم، وهو مفاجأة حقيقية لمحبي الأفلام وصنّاعها، مفاجأة تجمع بين جودة الصنعة وعمق التناول. الفيلم حائز على جائزة مهرجان البحر الأحمر لأفضل سيناريو. اخترنا فيلم عدي رشيد، وهو إنتاج مشترك بين دول عدة، لنعكس من خلاله روح المهرجان وقيمِهِ وطموحاته والتزامه بالسينما.
* ما الأفلام المشاركة في المهرجان؟
– مهرجان العراق السينمائي الدولي لأفلام الشباب في دورته الأولى سيعرض مجموعة منوعة من الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة من دول عديدة، عربية وأجنبية، تمثل مختلف اتجاهات السينما الشبابية. حرصنا على اختيار أفلام تتناول موضوعات صنعها شباب وتتصل بهم، مثل الهوية والعلاقات الاجتماعية والهجرة والمستقبل، أفلام تعرض قصصاً مبتكرة تبرز مهارات الشباب الإبداعية، وتعالج قضايا معاصرة تهم الأجيال الجديدة، كما سنعرض أفلامًا تتناول قصصًا وتجارب من مختلف الثقافات. قائمة الأفلام المشاركة في المسابقات والعروض سيتم إعلانها خلال الأيام المقبلة عبر وسائل الإعلام، ومن خلال موقع المهرجان على الإنترنيت www.iiyff.org.
* لماذا حصرتم جوائز المهرجان بالفيلم الروائي والوثائقي القصير؟
– في دورة المهرجان الأولى، ولعدم توفر أفلام عراقية طويلة، ارتأينا عدم إدراجها في المسابقة الرسمية، وسنكتفي بعرض ثلاثة أفلام روائية طويلة خارج المسابقة. الجوائز سيتم توزيعها على فئتي الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة فقط، الأفلام المشاركة في المسابقات، التي سيحكّمها خمسة من النقاد والفنانين والعاملين في السينما. التركيز على هذين النوعين جاء لأنهما أكثر ملاءمة لإبداع الشباب وتقديم رؤاهم بأدوات بسيطة وفعالة، ولأن الأفلام القصيرة تحمل قدرة كبيرة على إيصال الرسائل العميقة بأسلوب مكثف ومؤثر. هذا الاختيار يعكس اهتمامنا بالفئتين الأكثر قدرة على تقديم رسائل قوية بأقل الموارد، وهو ما يتماشى مع طبيعة الإنتاج الشبابي الذي غالباً ما يعتمد على إمكانيات بسيطة.
* كم عدد الأفلام التي وصلتكم، ومن أي الدول؟
– تلقينا مئتين وستة وثلاثين فيلمًا من ثلاث وعشرين دولة، عربية وأجنبية حول العالم، هذا التنوع يعكس الاهتمام بالمهرجان، برغم أنها دورته الأولى.
* هل تشعر وفريق عملك بتحدٍ في هذه المهمة؟
– تنظيم مهرجان بهذا الحجم للمرة الأولى يمثل تحديًا كبيرًا، لكننا نراه فرصة لإثبات قدراتنا ولتقديم تجربة سينمائية مميزة، والحق يقال فنحن تلقينا دعمًا هائلًا من الدكتور أحمد المبرقع وزير الشباب والرياضة، الذي وقف مع المهرجان وعمل على تحقيقه، وكان دافعًا كبيرًا لنا للاستمرار، وفرصة لتقديم صورة مشرّفة عن شبابنا وثقافتنا، وأنا هنا أعبر عن شكري وتقديري لكل فريقي الذي عمل بدافع من الحماس والالتزام من أجل أن نتجاوز العديد من العقبات.
* يُحسب للوزارة تأسيس هذا المهرجان، لكن، هل تتوقع استمراره لسنوات قادمة؟
– بالتأكيد، هذا المهرجان وُجد ليستمر، وأنا متفائل باستمراريته ليصبح تقليدًا سنويًا، منطلقًا من إيماني بقدرة الدكتور أحمد المبرقع على دعم المهرجان، ووضعه على خريطة الفعاليات الدورية في العراق، ليكون ملتقًى تفاعليًا للشباب، وأرى أن نجاحنا في الدورة الأولى سيكون بمثابة قاعدة لبناء تقليد سينمائي، خاصة إذا استمر الدعم من قبل وزارة الشباب والرياضة والمؤسسات المانحة، وتفاعل الجمهور، وصنّاع الأفلام مع المهرجان.