طابوق الملاعب !
خضير الحميري
يتناول هذا الكاريكاتير الحادثة التي حصلت مطلع هذا العام، حين انطلقت (شقفة) من (طابوقة) من مدرجات ملعب كربلاء في الثواني الأخيرة من مباراة كربلاء ودهوك في الدوري المحلي وأوقعت مساعد الحكم (حسين فلاح) مضرجاً بدمه، مغمياً عليه..
تابعتُ التحليلات الرياضية التي تناولت الحادثة، التي استهجنت ما حصل، لكنها، كالمعتاد، انتهت إلى نتيجة مفادها (تحصل في أحسن الملاعب). ومع أني أعرف أن مثل هذه الحادثة قد تتكرر هنا وهناك ضد طاقم التحكيم أو اللاعبين، لكنها حين تحصل فإن أقسى الإجراءات والعقوبات الرادعة تتخذ لتلافي تكرارها، خاصة وأنها ليست الحادثة الأولى التي تشهدها ملاعبنا، وأن حكمنا تعرض لإصابة بالغة في الرأس تطلبت (11 خياط)، وفقاً للتصريح الذي أدلى به من أحد المستشفيات.
التقرير الصحفي الذي تناول الحادثة قال إنها طابوقة، أو جزء من طابوقة، (ربما ثليثية)، لكن شهوداً آخرين قالوا إنها (شقفة) مقتلعة من الأرضية الخرسانية للملعب، أو جزء مكسور من (شتايكرة). وبغض النظر عن ماهية أداة الاعتداء، فإنها تدل على عمل تخريبي طال المنشأة الرياضية أيضاً، فالمشجع الذي لم يتقبل الخسارة، أو لم يعجبه التحكيم، استبد به الغضب واقتلع ما اقتلع لينفس عن غضبه، وإلا فمن غير المعقول أن يكون قد جلب الطابوقة، أو الخرسانة، أو الشتايكرة، معه وهو يدخل الملعب.. وخلافه فإن القضية تصبح.. مع سبق الإصرار والترصد!
في مشاهداتنا للمباريات العالمية يحصل شغب في الملاعب ومناكفات محدودة (أو غير محدودة) بين الجمهور واللاعبين، أو بين الجمهور والحكام، فتتساقط على أرضية الملعب علب المياه والقداحات وبقايا الموز (حادثة ألفيش الشهيرة)، لكننا نشعر دائماً أن عيون أمن الملاعب موجودة للتدخل عند الحاجة، وأن الكاميرات توثق ما تتقاذفه أيدي المشاغبين.. لينال المتجاوز حقه، سجناً أو غرامة أو (جرة إذن)!
ملاعبنا التي خرجت لتوها من نفق الحظر والاستبعاد الطويل، ونالت الإشادات المستحقة في خليجي 25، تستحق التعافي وهي تحتضن أفضل وأكبر جمهور متفاعل في المنطقة.. بعيداً عن تدخل الشتايكر و الثليثيات!