الذكاء الاصطناعي وتقليل التلوث البلاستيكي

29

إعداد وترجمة/ أحمد الهاشم

يُعدّ التلوث البلاستيكي مشكلة كبيرة عالمياً. وثمة طرق تقليدية للتخلص من البلاستيك وتدويره، لكنها غير كفوءة ومُتعِبة ومكلِّفة. ودخل الذكاء الاصطناعي بمنهجه المبتكر في ميدان تفكيك البلاستك وإعادة تدويره.

بحسب التقديرات، يصل حجم النفايات البلاستيكية عالمياً إلى نحو 300 مليون طن سنوياً. ومنذ بداية إنتاج البلاستيك التجاري في الخمسينيات، تم إنتاج أكثر من تسعة مليارات طن من البلاستيك، ويمثل جزء كبير من هذه الكمية نفايات لم تخضع للتدوير، ما يسهم في تفاقم مشكلة التلوث البلاستيكي في المحيطات والبيئات الطبيعية. وتتزايد هذه الأرقام تزايداً مستمراً، ما يعزز الحاجة الملحة إلى تحسين ستراتيجيات إدارة النفايات والتدوير.
الطريقة التقليدية
يقوم التدوير البلاستيكي التقليدي على التخلص يدوياً من النفايات البلاستيكية، إذ يقوم العمال بفرز أنواع البلاستيك وفصلها، وإزالة الملوثات، وكسر القطع الكبيرة إلى قطع صغيرة.
تستغرق هذه العملية وقتاً طويلاً، وفي الوقت نفسه تشوبها الأخطاء، الأمر الذي يفاقم تراكم النفايات البلاستيكية في الأنهار والبحار والمحيطات، فضلاً عن المكبات والمناطق السكنية.
تقنية الأنزيمات البايولوجية
في جامعة تكساس الأميركية، جرى تطوير إنزيم جديد يمكنه تفكيك البلاستيك من نوع (البولي إيثيلين) في غضون ساعات قليلة، وليس قروناً. هذا الإنزيم يمكنه العمل في درجات حرارة منخفضة، ما يجعله قابلاً للتطبيق لمعالجة البلاستيك الموجود في مواقع دفن النفايات.
وبخصوص تحديد المواد البلاستيكية في المحيطات، عمل فريق من الباحثين من جامعة (البولي تكنيك) الفدرالية (المختصة بالعلوم والهندسة) في لويزان بسويسرا، وجامعة فاجينينجن (المتخصصة في العلوم الزراعية والبيئية) في هولندا، على نموذج ذكاء اصطناعي يستطيع تحديد المواد البلاستيكية العائمة في صور الأقمار الاصطناعية بدقة عالية. في وسع هذا النموذج أن يساعد في تنظيف المحيطات والبحار والأنهار من النفايات البلاستيكية باستخدام السفن المتخصصة.
فرز آلي
تعتمد منشآت إعادة التدوير حول العالم على الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة عملية الفرز ودقتها. على سبيل المثال، تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي في مصانع إعادة التدوير الكاميرات وأجهزة الاستشعار لتحليل البلاستيك على مدار الساعة، وتقوم بتصنيف البلاستك حسب اللون والشكل ونوع المادة. ويزيد ذلك من الإنتاجية ويقلل من الأخطاء البشرية.
الروبوتات المدعومة
تستخدم الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في بعض المنشآت لاكتشاف وفرز أنواع مختلفة من البلاستيك. هذه الروبوتات يمكنها تحديد البلاستيك حسب اللون والشكل وحتى التركيب الكيميائي، ما يجعل عملية الفرز أسرع وأكثر دقة وفعالية.
تنطوي عملية التخلص من البلاستيك باستخدام الذكاء الاصطناعي على إجراءات عدة، منها تحديد نوع البلاستيك وتركيبه، ما يتيح فرزاً دقيقاً للمواد، إضافة إلى إجراء كشف الملوثات مثل المعادن، والزجاج، والمواد غير البلاستيكية الأخرى، وإزالتها من تدفق التدوير.
تجارب عالمية
بدأت شركات ومؤسسات بحثية عدة في استكشاف إمكانيات التخلص من البلاستيك باستخدام الذكاء الاصطناعي في تدوير البلاستيك. على سبيل المثال تدوير جوجل القائم على الذكاء الاصطناعي، إذ طورت جوجل فرز تدوير قائم على الذكاء الاصطناعي يمكنه تحديد وفرز أنواع البلاستيك المختلفة بدقة عالية.
وأطلق الاتحاد الأوربي مشروعاً لتطوير أنظمة التخلص من البلاستيك باستخدام الذكاء الاصطناعي، بهدف زيادة معدلات التدوير وتقليل النفايات.
يُعدّ التخلص من البلاستيك باستخدام الذكاء الاصطناعي ثورة في تدوير البلاستيك بزيادة الكفاءة وتحسين الجودة وتقليل النفايات وتقليل التكاليف.