مهرجان العراق السينمائي لأفلام الشباب يختتم دورته ويستعد لنسخته الثانية 2025

24

بنين رزاق – تصوير / حسين طالب /

اختتمت مؤخراً فعاليات مهرجان العراق السينمائي الدولي لأفلام الشباب، الذي أقامته وزارة الشباب والرياضة، برعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، في قرية دجلة السياحية، وعلى صالات سينما vomax. المهرجان الذي افتتحه وزير الشباب والرياضة، الدكتور أحمد المبرقع، كان كرنفالياً ومهيباً، حضره حشد من محبي السينما وعشاقها، فضلاً عن عشرات الضيوف السينمائيين من بلدان عربية.
مواهب شابة
ابتدأ الحفل، الذي قدمته الإعلامية فيفيان غانم، بكلمة للدكتور (المبرقع) أكد فيها أن المهرجان يمثل حصاد جهود الورش التدريبية التي نظمتها المدرسة الرقمية لصناعة الأفلام في الوزارة، تحت إدارة مدير المهرجان التنفيذي والفني، المخرج خالد الزهراو، وكادر الوزارة. مؤكداً التزامه بدعم المواهب الشابة وإبراز دور السينما كوسيلة للتعبير والتغيير، وأنه سيكون تقليداً سنوياً.
ألقى بعدها نقيب الفنانين، الدكتور جبار جودي، كلمة أثنى فيها على جهود الوزارة في إبراز طاقات الشباب السينمائية. تلاه مدير المهرجان التنفيذي والفني بكلمة لخص فيها فكرة المهرجان، الذي بدأ بفكرة وانتهى بمهرجان كبير، كانت حصيلة أشهر طوال من التحضيرات وورش صناعة الأفلام في محافظات عدة.
قدم بعدها الموسيقار العراقي يوسف عباس مقطوعات موسيقية على آلة العود ألهبت جو القاعة بسحرها.
أناشيد آدم
عرض بعدها فيلم (تعالوا نصنع الأفلام)، الذي وثق مراحل صناعة الأفلام العراقية المشاركة في المهرجان، تلاه عرض فيلم (أنَاشِيْدُ آدَمَ) للمخرج عدي رشيد، فيلم افتتاح المهرجان، الذي كان العرض الأول في بغداد بعد عرضه خارج العراق وفوزه بجائزة (اليسر) في مهرجان البحر الأحمر.
المهرجان الذي استمر طوال أربعة أيام، بعروض تجاوزت الأربعين فيلماً محلياً وعربياً، كانت هي الأفلام التي اختيرت من بين 226 فيلماً قُدمت إليه، التي تنافست على جوائز المهرجان في فئاته المختلفة: الفيلم الروائي القصير، والفيلم الروائي القصيرالأول، والفيلم الوثائقي القصير، والفيلم الوثائقي القصيرالأول، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
ضمت لجنة التحكيم الناقد علاء المفرجي رئيساً، وعضوية الناقد د. صفاء صنكور، والفنانة آلاء نجم، ود. عمار زينل، والمخرج مهند حيال.
وخلال أربعة أيام، استمتع جمهور المهرجان بالعروض المختلفة للأفلام المتنافسة. بعروض صباحية ومسائية، وندوات سينمائية حضرها جمهور غفير من الشباب، إضافة لطباعة صحيفة يومية (مسلة الشباب السينمائية) غطت فعاليات المهرجان ونشاطاته.
تكريم المبدعين
المهرجان كرس يومه الثالث للإعلان عن توزيع الجوائز للأفلام الفائزة، التي اختيرت من قبل لجنة التحكيم، في حفل قدمت له الإعلامية فيفيان غانم، وألقى فيه وزير الشباب والرياضة كلمة أثنى فيها على جميع المشاركين بنجاح هذه الفعالية. كما ألقى المدير الإداري للمهرجان، الدكتور فائز طه سالم، كلمة تناول فيها الجهود المبذولة لإنجاح المهرجان وإخراجه بأجمل حلّة. قدم بعدها الموسيقار يوسف عباس مقطوعة موسيقية أضفت على الحفل جمالاً وألقاً. تلتها كلمة للنحات أحمد البحراني، مصمم جائزة المهرجان، الذي ألقى كلمة مقتضبة تطرق فيها إلى مراحل تصميم وتنفيذ الجائزة وحواراته المستمرة مع القائمين على المهرجان للوصول إلى الشكل الأخير للجائزة.
كرم بعدها وزير الشباب والرياضة، الدكتور أحمد المبرقع، اثنين من صانعي الأفلام العراقيين، السينمائي انتشال التميمي، متمنياً له الشفاء العاجل من مرض ألم به، والمخرج محمد الدراجي لما قدمه للسينما العراقية. لتختتم الكلمات بكلمة المدير الفني والتنفيذي للمهرجان خالد الزهراو، الذي دعا في نهايتها لجنة التحكيم للصعود إلى المنصة وإعلان النتائج.
احتفاء بسينما الشباب
جاءت في بيان لجنة التحكيم، الذي قرأه رئيسها الناقد علاء المفرجي، إشارات عدة عن الأفلام المشاركة في المهرجان، مشيراً فيها إلى أن الأفلام المعروضة عكست اهتمام صانعيها بقضايا الإنسان في مجتمعات تعاني من الأزمات، ولاسيما فيما يتعلق بآثار الإرهاب على المنطقة. مبيّناً تفاوت أساليب الطرح والمعالجة الفنية لهذه الموضوعات، ما أدى إلى تباين في المستويات الإبداعية للأفلام، منوهاً بأن اللجنة لاحظت أن بعض الأفلام الوثائقية المشاركة وقعت في فخ (الروبرتاج الصحفي)، وافتقر بعضها الآخر إلى فهم واضح لبنية الفيلم السينمائي الوثائقي، ما أثر على عمق الطرح والمعالجة للمشكلات المطروحة فيها.
واحتفت اللجنة في بيانها بالمخرجين الشباب الذين أنجزوا أفلامهم بإمكانات ذاتية وموارد إنتاجية محدودة، الذين استطاعوا تقديم رؤى إبداعية مميزة، وكانو كمن ينحت في الصخر لصنع أعمال سينمائية تحمل بصمتهم الخاصة.
ورأت اللجنة أن العمل الجماعي، الذي تم تبنيه في بعض التجارب السينمائية، يشكل حلًا عمليًا لمساعدة المخرجين الشباب في تجاوز هذه التحديات، لذا، أوصت في بيانها باعتماد هذا النهج أسلوبًا أساسيًا لبناء قاعدة سينمائية شبابية قائمة على أسس علمية ومدروسة، يمكن أن تشكل ركيزة لمستقبل السينما في منطقتنا.
جوائز المهرجان
تقدمت بعدها الفنانة آلاء نجم للإعلان عن أسماء الأفلام الفائزة عن كل فئة، لكنها نوهت أولاً، وبحسب قرار اللجنة التحكيمية لفيلم (بيت أبيض مظلم)، للمخرج هاردي حسن، وذلك للمسته الإنسانية المميزة في تناول مشكلات لشخصية من ذوي الهمم العالية، من ضحايا الحروب، ومقاربته الشعرية لموضوعة العزلة الإنسانية والذاكرة المكلومة.
لتعلن بعدها أسماء الفائزين، إذ فاز فيلم (1988/8/8) للمخرج أحمد السمار بجائزة الفيلم الروائي القصير، وفيلم (السطح) بجائزة الفيلم الروائي القصير الأول.
أما في فئة الأفلام الوثائقية، فقد فاز فيلم (برسار) للمخرج البحريني محمد جاسم بجائزة الفيلم الوثائقي القصير، وفاز فيلم (حدث ذات مرة في الموصل) للمخرج عبد الله خالد بجائزة الفيلم الوثائقي القصير الأول. وقدم وزير الشباب والرياضة الجوائز لللفائزين. فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لوزير الشباب والرياضة، الدكتور أحمد المبرقع، الذي منحها بدوره لمدير المهرجان التنفيذي والفني، المخرج خالد الزهراو، لينتهي حفل اليوم الثالث.
فيما شهد رابع أيام المهرجان مؤتمراً صحفياً لوزير الشباب والرياضة، أعلن فيه شروعهم في الاستعدات للمهرجان بنسخته الثانية أواخر العام الجاري، مؤكداً التزامه باستمراره تقليداً سنوياً دعماً لمواهب الشباب السينمائية.
عرض بعدها ما تبقى من أفلام المهرجان، ليختتم مهرجان العراق السينمائي الدولي لأفلام الشباب بدورته الأولى، على أمل اللقاء في دورته الجديدة.