
من اللون البرتقالي خرجت الـ (لا) للتعنيف
رجاء حسين /
العنف هو معالجة الأمور بالشدة والغلظة، وهو الاستخدام المفرط للقوة بصورة غير مباحة شرعاً أو قانوناً. والعنف لغةً: هو الخرق بالأمر وقلة الرفق به، أما اصطلاحاً: فهو ضد الرفق، والرفق هو حسن الانقياد لما يؤدي إلى الجميل أو التوسط والتلطف في الأمر.
ما قصة تاريخ التسمية؟
كان يوم الاغتيال البشع للأخوات الثلاث (باتريسيا وماريا وأنطونيا)، اللاتي كن من عائلة (ميرابال) في 25 تشرين الثاني عام 1960 في جمهورية الدومينيكان، على يد الحاكم (رافاييل تروخيلو)، بسبب معارضتهن السياسية لظلمه، السبب في إعلان هذا اليوم بالذات لانطلاقة مناهضة العنف ضد المرأة عالمياً تكريماً لذكراهن.. وقد قامت أختهن الرابعة المتبقية على قيد الحياة، المسماة (ديدي)، بتحويل المنزل الذي سكنَّ فيه إلى متحف لشقيقاتها الراحلات، يضم مقتنياتهن، إضافة للكتب والأفلام الوثائقية والسينمائية التي خلدت ذكراهن. وقد بدأت الحملة في عام 1991 بواسطة معهد المرأة العالمي الأول للقيادة، الذي عقده مركز القيادة العالمية للمرأة في جامعة (روتجرز). بعدها قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1999، بالتزامن مع تاريخ وفاة الشقيقات الثلاث، الاحتفال سنوياً باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة. ويمثل اللون البرتقالي مستقبلاً مشرقاً، وهو اللون الذي اختارته حملة الأمين العام للأمم المتحدة لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات.
لماذا 16 يوماً؟
أما لماذا تستمر حملة مناهضة العنف ضد المرأة 16 يوماً بالذات، فالسبب هو بما أنها بدأت من 25 تشرين الثاني، كما ذكرنا سابقاً، ولأن هذا التاريخ يليه بعد 16 يوماً تاريخ يوم حقوق الإنسان في 10 كانون الأول، لذا تم امتداد الحملة الى هذا التاريخ، لتُذكّرنا بأن العنف ضد النساء والفتيات هو قضيّة من قضايا حقوق الإنسان.
ويقسم العنف إلى: عنف جسدي، مثل الضرب والإساءة. وعنف عاطفي أو نفسي، كالتهديدات أو الإهانات أو السلوك المسيطر. وعنف جنسي، مثل الاغتصاب أو التحرش أو الاعتداء أو الاستغلال. وعنف اقتصادي، كمنع المال أو القرض أو الخدمات أو الموارد، وكذلك عنف زواج الأطفال.
الستراتيجية الوطنية
ولمواجهة العنف ضد المرأة أطلقت الأمانة العامة لمجلس الوزراء الستراتيجية الوطنية للمرأة العراقية 2023 – 2030 من خلال محاور عدة، جاء منها المحور الثالث، الذي كان (حماية المرأة ومواجهة العنف الذي تتعرض له)، إذ أشار المحور إلى أن مفهوم حماية المرأة من خلال ثلاثة عناصر أساسية هي: تمكين المرأة من ممارسة جميع حقوقها وحرياتها دون ضغط أو إجبار أو إكراه، وتوفير الحماية القانونية والاجتماعية من جميع أشكال وممارسات العنف الذي تتعرض له، بما فيه العنف الأسري، وتمكين المرأة من الوصول إلى العدالة وإنصافها بمعاقبة المسيئين وفرض الجزاء القانوني عليهم.