شهد ومحمود من محل صغير لتنسيق الزهور إلى متجر لبيع النباتات

44

أربيل:كولر الداودي /

استخدم الورد ونباتات الزينة الطبيعية، منذ العصور القديمة، كرموز للجمال، تطورت مع الزمن وأصبح لها عدد من الفنون في تربية وتنسيق النباتات، لتشمل مجموعة متنوعة من الأشكال المتاحة في الأسواق. وتعد نباتات الزينة أكثر من مجرد أشجار وأزهار جميلة، فهي تحسن جودة الهواء، وتوفر بيئة هادئة، فضلاً عن تحسينها الصحة العامة، وإشاعة الراحة النفسية، والتقليل من التوتر والإجهاد.
لنباتات الزينة عشاقها الذين قادهم شغفهم بها للانتقال من مجرد هواية اقتنائها لتحويلها إلى عمل إبداعى ومصدر مدر للدخل.
مشروع شهد روز
شهد وليد، الشغوفة بعالم النباتات، من مدينة الموصل، قادها حلمها بامتلاك محل مميز يضم كل أنواع النباتات، تحدثت لمجلة “الشبكة العراقية” عن أولى خطوات مشروعها الذي كان في بداية الأمر محلاً لتنسيق الورد الطبيعي: “كنت أحب النباتات وكل ما يتعلق بها، كان عالمها يسحرني، وقررت أن أحقق حلمي بفتح محل لتنسيق الورد، أديره وأشرف عليه بنفسي، خاصة أني لم أستطع إكمال دراستي الجامعية لظروف مررت بها. إلا أنني لم أجد نفسي في هذا العمل، وكانت لدي رغبة في الإشراف على نباتات مختلفة والاهتمام بها ورعايتها، وبسبب شغفي هذا توجهت إلى فتح مشروع ثان للنباتات، لاسيما أني أملك كماً كبيراً من المعلومات التي تخص النباتات وتربيتها والاعتناء بها، لذا عملت على نقل هذه المعلومات إلى محبي النباتات لكي يستفيدوا منها، خاصة أولئك الذين يعانون من مشكلات الاعتناء بالنباتات التي يرونها جميلة ومزهرة وصحية في المشتل، لكن حال اقتنائها تتعرض للذبول.”
خدمات إضافية
تضيف وليد قائلة إن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدتها كثيراً في تعرف الناس على محلها وزيارته، مشيدة في الوقت نفسه بالدور المميز لبعض الصفحات المعروفة في الموصل بنشر نشاطها حول تربية النباتات الطبيعية والاعتناء بها. مؤكدة أن محلها يضم أنواعاً من النباتات الغريبة والنادرة التي لا تتوفر في أكثر المحال والمشاتل، فضلاً عن احتواء متجرها على فنون أخرى لها صلة بالنبات، مثل الديكورات البوهيمية وأكسسوارات خاصة للنباتات والأسماك، حتى أن بعض الزبائن، ولفرط جمال المحل ومحتوياته، يظنون أن النباتات صناعية وليست طبيعية.
ما يتميز به متجر روز، كما تقول لنا، تقديمه الخدمات للزبائن مجاناً، منها استمرارية التواصل معهم بعد شراء النبات، وتعليمهم كيفية الاهتمام به، وإعطائهم النصائح فيما إذا صادفتهم مشكلات مع النباتات التي يقتنونها من المتجر، لهذا ذاع صيت المحل في كل أنحاء الموصل، وتميز عن بقية المحال. مضيفةً أن هناك طلبات على نباتاتنا من كل محافظات العراق، أحرص على إيصالها إلى الزبائن بطريقة سليمة، مع تغليفها بشكل جيد لحفظها من أي ضرر، وتسليمها سليمة ومعافاة. وتتمنى شهد توسيع محلها لاستيعاب أكبر عدد من النباتات المختلفة التي تستوردها من خارج العراق.
الخطوات الأولى
بدوره، تحدث لنا محمود بدر من الموصل، شريك شهد في محل النباتات الطبيعية قائلاً: “قادني شغفي بالنباتات إلى هذا المشروع، ولم أكن أتوقع الوصول إلى هذه المرحلة وفتح متجر، وبسبب معاناتي مع النباتات الطبيعية التي كانت تذبل بعد شرائها، لهذا تعمقت في هذا المجال، وبدأت بتجميع المعلومات عن النباتات، وأصبحت ذا خبرة كبيرة في هذا العالم الجميل، فجاءت الفكرة بفتح متجر خاص بكل أنواع النباتات، لاسيما تلك التي يصعب الحصول عليها.”
ويشير محمود إلى مواجهة صعوبات في الخطوات الأولى للمشروع، من السفر الكثير وتجميع المعلومات، لكن الأوضاع استقرت أخيراً، وبدأنا بترتيب جميع الأمور، وتمكنا من إدخال أفكار جديدة إلى جانب النباتات، التي يفضلها الكثير من محبي النباتات، ومنها الفن البوهيمي، وأضفناه إلى النباتات، ويشمل الأعمال اليدوية من التطريز والمكرمات الجدارية والديكورات، ما أعطى طابعاً جميلاً باندماج النباتات مع البوهيمي، وأثار إعجاب الناس، بحيث نجد أن مقتني النباتات لا يأخذونها فقط، وإنما يرغبون في عمل زاوية خاصة من النباتات مع تفاصيل أخرى والدمج بين البوهيمي والنباتات.
جودة النباتات
يضيف محمود: إن جودة النباتات وترتيبها عامل مهم لجذب الناس، وهناك الكثير من التفاصيل لا يهتم بها أصحاب المشاتل، إلا أننا حريصون جداً على الاهتمام بها، مثل إرشاد المشترين إلى الطريقة الصحيحة في الاعتناء بهذه النباتات، خاصة أننا نعرف ذاك الشعور المحزن الذي كان ينتابنا عندما كنا نشتري النباتات ثم تبدأ أوراقها بالاصفرار أو الموت بعد فترة، طريقة تعاملنا هذه دفعت بزبائننا إلى أن يقتنوا منا النباتات وهم مطمئنون وواثقون بالحصول على المعلومات الصحيحة بطرق العناية بها، وهذا التعامل شجع أغلب زبائنا على الحضور أسبوعياً لاقتناء نباتات متنوعة.
ويشير محمود إلى أن محلهم لا يقتصر على نوع أو جنس واحد من النباتات، فهناك الهولندي والإيطالي والألماني والإسباني، وهي نباتات أفضل من ناحية الجينات من النبات التركي أو الإيراني، فجودة النبات وجيناته لهما دور كبير في نجاح نموه وتكاثره.