ريادة الأعمال..
مالك خلف وادي /
مع التحولات الاقتصادية المتسارعة، أصبحت ريادة الأعمال من الركائز الأساسية التي تدفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتوفر فرصًا جديدة للنمو والابتكار. وبما أن التنمية المستدامة تتطلب مشاركة الجميع، فإن تمكين الرجال والنساء في مجال ريادة الأعمال يعد خطوة أساسية لبناء اقتصاد متنوع ومستدام.
وفي هذا الإطار، جاءت مشاركة دائرة تطوير القطاع الخاص في الدورة التدريبية المتخصصة التي نفذتها منظمة العمل الدولية، بهدف تأهيل مدربين داخل الدائرة لقيادة وتنفيذ برامج تدريبية لرواد الأعمال. يسهم هذا التدريب في تعزيز قدرة الدائرة على تقديم الإرشاد والتوجيه للمبادرين من جميع الفئات، وتمكينهم من تحويل أفكارهم إلى مشاريع ريادية مبتكرة تلبي متطلبات السوق وتسهم في دعم الاقتصاد الوطني.
تضمنت الدورة مجموعة من المحاور الأساسية، من بينها إعداد الخطط المالية وتنمية المشاريع وتطويرها من الشكل التقليدي إلى مشاريع قائمة على الابتكار والاستدامة. كما ركز التدريب على أهمية التخطيط المالي السليم، وإدارة المخاطر، وتعزيز القدرة التنافسية للمشاريع الناشئة، ما يمكن رواد الأعمال من تحقيق النجاح والاستمرار في بيئة الأعمال المتغيرة.
وفي سياق دعم بيئة ريادة الأعمال، حصلت دائرة تطوير القطاع الخاص على موافقة وزير التجارة المحترم لإنشاء حاضنة أعمال داخل الدائرة، لتكون مركزًا لدعم الأفكار الريادية وتقديم التدريب والاستشارات لرواد الأعمال. كما امتدت الموافقة على إطلاق مشروع حواضن الأعمال داخل الشركات، بالشراكة مع القطاع الخاص، ما يعزز فرص دعم المشاريع الناشئة ويضمن استدامتها.
وفي إطار التعاون المستقبلي، تسعى الدائرة إلى تعزيز شراكاتها مع الجهات الداعمة لريادة الأعمال، ومنها مشروع “ريادة” الذي تنفذه الحكومة العراقية، بهدف توفير حلول متكاملة لدعم رواد الأعمال وتعزيز استدامة مشاريعهم.
إن دعم ريادة الأعمال وتمكين روادها يمثلان استثمارًا حقيقيًا في مستقبل الاقتصاد الوطني. ومن هذا المنطلق، تواصل دائرة تطوير القطاع الخاص جهودها في خلق بيئة حاضنة للأفكار الريادية، إدراكًا منها بأن الابتكار وريادة الأعمال ليسا مجرد مسارين مهنيين، بل هما دعامة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والازدهار المستقبلي.
المدير العام لدائرة تطوير القطاع الخاص
* المدير العام لدائرة تطوير القطاع الخاص
في وزارة التجارة