“استثمر في العراق”

40

حليم سلمان /

أقلق كثيراً عندما تصدر إحدى المنظمات الدولية المعروفة تقريراً تحذيرياً تضع فيه العراق داخل منطقة (الخطر) الحمراء للدول الشديدة الخطورة على الأعمال والاستثمارات، حسب مؤشر قياس المخاطر العالمي لسنة 2025..
بالمقابل، في الداخل العراقي، تشعر أن الوضع مختلف تماماً، حسب ما نشاهد أو نلمس من انطلاقة واعدة نحو البناء والإعمار والاستثمار، فالحكومة تصدر بيانات (شفافة) بين الحين والآخر تبين فيها الحجم الحقيقي للاستثمارات الأجنبية المتزايدة في العراق من مختلف دول العالم.
وبطبيعة الحال، ينبغي على الحكومة أن تلتفت لمثل هذه التقارير وتدقق في مدى مصداقيتها، وتعمل ضمن فريق متخصص على وضع المعالجات العملية التي تبعد العراق عن هذه الخطوط الحمر.
ماذا يحتاج العراق لكي يسير بخطوات عملية نحو تجاوز العقبات وكسب ثقة الدول والمنظمات والمستثمرين والشركات؟
يبدو أنه سؤال منطقي لتحريك سوق الاستثمار وعجلة الاقتصاد، وبكلام أكثر دقة، نقل البلاد من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد السوق الفاعل.
تحتاج الحكومة إلى أن تطلق حملة إعلانية وإعلامية خلال هذا العام 2025 عنوانها العريض (استثمر في العراق)، الهدف من الحملات الإعلانية هو جذب الاستثمارات الدولية والترويج لبيئة الأعمال وإبراز الفرص الاستثمارية المتاحة.
وألا تقتصر الحملة على هذا الهدف، بل تتعداه إلى أكثر، فتشمل تعزيز صورة العراق كوجهة استثمارية جذابة من خلال تسليط الضوء على الاستقرار الاقتصادي والسياسي والأمني، والبنية التحتية المتطورة، والفرص الواعدة، فضلاً عن إظهار الحوافز والتسهيلات، وتوضيح المزايا التنافسية مثل الحوافز الضريبية، والقوانين المرنة، وسهولة ممارسة الأعمال التي تجعل الدولة بيئة مشجعة للاستثمار.
والأهم هو استهداف المستثمرين المحتملين، وتحديد القطاعات ذات الأولوية، وجذب الشركات ورجال الأعمال الذين يمكنهم المساهمة في تنمية الاقتصاد العراقي المحلي، وتشجيع التعاون بين المستثمرين المحليين والدوليين من خلال الترويج لفرص الاستثمار المشترك.
بشكل عام، تحتاج الحكومة إلى تخصيص مبلغ ضخم وفريق لديه الخبرة في إدارة مثل هذا المشروع (صناعة الإعلان)، ليجعل من هذه الحملات مادة توعية في الخارج تقدم العراق بصورِهِ الحقيقية الجاذبة للعمل والاستثمار.