
مثقفون وفنانون.. أعمالهم وطقوسهم في رمضان
رجاء الشجيري /
للشهر الفضيل روحانيته التي يضفيها على الجميع دون أشهر السنة، ففيه من السكينة والطمأنينة والتواصل ما يميزه، مجلة “الشبكة العراقية” توجهت بسؤال عن كيفية توظيف الفنان أو الأديب لوقته في شهر رمضان المبارك، ضمن الاستطلاع الآتي:
عبادة وأعمال
الفنان يحيى إبراهيم، وبعد نجاحه في الأعمال الدرامية التي قدمها في شهر رمضان الماضي، ونجاح مسلسلي (العائلةx ) و(رأس الهرم)، تحدث عن أعماله وطقوسه في شهر رمضان الكريم بقوله:
“إيقاع الليل والنهار يختلف عندي مع حلول شهر رمضان، كما أغلب الناس، فأنا عادة أكون قبل أشهر من قدومه، بل وقبل أيام أيضاً، في انشغال مع عمل فني أقدمه في رمضان، لأتفرغ بعد ذلك عند قدوم الشهر للعبادة والطقوس الأخرى، فعادة بعد الفطور أقوم بمشاهدة الأعمال الرمضانية المحلية والعربية، ومن ثم زيارة أهلي وإخوتي وأصدقائي واللقاء بهم المملوء بالمحبة”.
مضيفاً: “أكون في كل أيام رمضان صاحياً إلى الفجر، فصلاة الفجر مقدسة لدي، سواء برمضان أو في الأيام العادية، ثم النوم في النهار، لذلك إيقاع الزمن والعمل يختلف عندي في شهر رمضان تحديداً”.
مشاريع وعمل
الشاعرة والإعلامية علياء المالكي تحدثت عن أيامها وأعمالها في رمضان بقولها:
اعتدنا منذ الصغر أن لشهر رمضان فرحته وقدسيته وتميزه عن بقية أشهر السنة، نشارك أهلنا الإعداد والتجهيز لقدومه. شخصياً أكرس في الشهر الفضيل الكثير من الأعمال المؤجلة، منها مشاريع الكتابة أو ترميم أرشيفي، وغيرها، لأن مساحة الوقت ستكون لدي أكثر، فأنا لا أنام في النهار عكس أغلب الناس الصائمين، بل أستغل وقتي كله بالعمل والطاعات.
مضيفة: سابقاً في عملي بالإذاعة كنا نعمل برامج رمضانية خاصة مستمرة طوال الشهر، أما حالياً فلدي برنامج (تجربتي) للموسم الثاني الذي أقوم بإعداده، حيث نعمل به قبل رمضان، وفي الأيام الأولى من رمضان أيضاً، فالمونتاج عادةً يكون خلال هذه الأيام من الشهر المبارك.
مشاهد وأجواء
المخرج السينمائي باقر الربيعي كانت له أجواؤه السينمائية التي تخللتها روحانية هذا الشهر الفضيل فهو يصفه قائلاً:
“بصفتي مخرجاً سينمائياً وتلفزيونياً، فإن رمضان يحمل طابعاً خاصاً يجمع بين العمل والروحانية، فهو ليس مجرد شهر للتغيير في العادات اليومية والعبادة، بل هو مشهد سينمائي كبير، حيث تمتزج الإضاءة الخافتة بسكينة الليل، وتتحول اللحظات العائلية إلى لقطات طويلة مليئة بالدفء والذكريات ولقاء الأحبة والأصدقاء”.
موضحاً أن رمضان يغير الإيقاع اليومي، لكنه لا يغير جوهر عمله، الفرق الأساسي يكمن في توزيع الوقت، حيث تصبح الشوارع التي اعتاد على رؤيتها تبدو أكثر هدوءاً، والأصوات تتداخل كأنها جزء من (مكساج) صوتي دقيق، وصور لمدينة تدخل في إيقاع صيامها. مبيناً “حتى المشاهد اليومية العادية، طفل يركض في الأزقة قبل أذان المغرب، ورجل يسرع في خطواته للحاق بموعد الإفطار تصبح أقرب إلى لقطات سينمائية مصورة بلغة شاعرية، وأميل إلى العمل في المساء بعد الإفطار عندما يكون التركيز أعلى والطاقة أفضل”.
يضيف الربيعي: “فعلى المستوى المهني، الأمر يختلف حسب طبيعة العمل. في حال كنت أصور مشروعاً سينمائياً أو برنامجاً تلفزيونياً أو فيلماً وثائقياً خلال شهر رمضان، فإنني أحرص على جدولة التصوير بحيث يتماشى مع أوقات الصيام، مع مراعاة راحة الفريق. أما إذا لم يكن هناك تصوير، فأستغل رمضان في تطوير الأفكار، وكتابة السيناريوهات، ومشاهدة الأفلام التي تساعدني على استلهام رؤى جديدة”. مؤكداً: “في العام الماضي، كنت رئيس لجنة اختيار الأفلام في مهرجان الشباب الرمضاني، الذي أقامته نقابة الفنانين وبإدارة مدير المهرجان الصديق فؤاد المصمم، وكانت تجربة مميزة لأنها جمعت بين الأجواء السينمائية والأجواء الرمضانية. وفي رمضان أتابع بعض الأعمال الدرامية التي تهمني أو ما يناسب ذائقتي، ليس فقط للترفيه، ولكن أيضاً لرصد التوجهات الفنية والجماهيرية في الساحتين العراقية والعربية”.
فوانيس وأهلة
الشاعرة إيمان الوائلي تحدثت عن طقوسها واستعدادها للشهر الفضيل أيضاً، إذ تقول:
“شخصياً أستعد لاستقبال هذا الشهر المبارك بأجراء بعض التغييرات في المنزل، وخاصة غرفة المعيشة والمطبخ وصالة الضيوف، فأحرص على إضافة بعض اللمسات والزينة ذات الدلالات الخاصة برمضان، كالفوانيس والأهلّة المذيلة بالأضواء والألوان، ما يضفي جواً من البهجة والقداسة، وكذلك أحرص على تغيير وإحياء المائدة بتفاصيل جديدة من الصحون والشراشف لتكون بمستوى الجديد والمتغير من الطعام والحلويات، مع تجهيز بعض الأطعمة مما تفضله العائلة، وخزنها قبل حلول الشهر لتسهيل إعداد وجبات الفطور والسحور”. مبيّنة: “ولأنني المرأة الوحيدة في المنزل، وأعشق البيت وأحب الطبخ، فإن هذا يجعل كل التفاصيل ضمن مسؤوليتي حصراً، وهذا يغمرني بالسعادة، فالكل ينتظر الجديد والمختلف واللذيذ من أصناف الطعام وديكور المنزل. كما أن شهر رمضان المبارك لما يحيطه من اختلاف، فإنه يعد فرصة كبيرة لتجتمع فيه العائلة، وأيضاً لتبادل الزيارات مع الأهل والأقارب، كما تنشط بعض العادات والتقاليد التي تربينا عليها، مثل الكرم والعطاء والصدقات وتبادل الأطعمة مع الأهل والجيران والأصدقاء، كما ونختار من الثياب ما يلائم طقوس هذا الشهر، خاصة في تلبية الدعوات أو قدوم الضيوف، فنحرص على أن نكون بمظهر مختلف ومحتشم، وفيه إشارات روحية وفلكلورية، مثل (الجلابيات) و(البشوت) وبعض (الإيشاربات) والأوشحة. ويبقى الجانب الأهم في تأدية طقوس العبادة المهمة مع الصوم، وهي الصلاة وقراءة القرآن وإحياء ليلة القدر والليالي العشر.