في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم خسر الليوث.. لكن العراق كسبَ جيلاً كروياً جديداً

53

أحمد رحيم نعمة

بالرغم من الأعمار الصغيرة لمنتخب شباب العراق، الذي شارك في نهائيات كأس آسيا دون 20 عاماً، التي أقيمت في الصين، إلا أن الليوث قدموا مستويات جيدة خلال المباريات التي خاضها الفريق، خاصة في مباراتهم الأخيرة أمام المنتخب الأسترالي، الذي تفوق على الليوث في العمر والجسم.

تلاعب شبابنا بالخصم في شوط المباراة الأول بعد إحراز هدفين، وكاد الليوث يزيدون من غلة الأهداف في شوط المباراة الثاني، لكنهم أضاعوا أهدافاً محققة أمام المرمى الأسترالي. التراجع غير المبرر لليوث جعل الأستراليين يستغلون هجمتين جاء منهما هدفان، لتنتهي المباراة لصالح الاستراليين بــ3 أهداف مقابل هدفين لليوث العراق. لقد أضاع أبطال العراق فرصة الصعود إلى نهائيات كأس العالم للشباب، لكنهم في الوقت نفسه قدموا مستويات رائعة في هذه البطولة، لنكسب بذلك جيلاً جديداً من المواهب الكروية التي ستكون القوة الضاربة مستقبلاً.. عن خروج ليوث الرافدين من نهائيات كأس آسيا، وهل استحقوا الخسارة أمام المنتخب الأسترالي، وبعض الأمور، حدثتنا عنها مجموعة من الرياضيين:
ضياع الفرص
البداية كانت مع مدرب منتخب العراق السابق، الخبير الكروي عبد الإله عبد الحميد، الذي حدثنا قائلاً: منتخبنا الشبابي أدى ما عليه، فأبدع في شوط المباراة الأول من خلال تسيده مجريات اللعب بالكامل، وحقق هدفين ملعوبين، وكاد يخرج بأكثر من ذلك، لكن تسرع المهاجمين حال دون ذلك. في بداية الشوط الثاني كانت الروح المعنوية عالية، لكن بعد احراز المنتخب الأسترالي هدفه تراجع أداء الشباب العراقي، فاللياقة لم تكن تسعف الليوث في مجاراة الفريق الخصم، لكن بالرغم من تقدم المنتخب الأسترالي لم ييأس اللاعبون، فسنحت أكثر من فرصة للعودة إلى المباراة، دون أن يتمكن المهاجمون من استغلال الفرص، فخرج الليوث من البطولة مرفوعي الرأس، بعد الأداء القتالي الذي قدموه في هذه المباراة الصعبة جداً.. مضيفاً: على الرغم من أننا خسرنا النتيجة، لكن ربحنا جيلاً رائعاً من المواهب الكروية التي ستدافع عن ألوان الكرة العراقية مستقبلاً.
مشوار آخر
بدوره، قال الصحفي علي رياح: لقد اكتفينا بشوط أول مميز شهدَ تفوقنا في مباراة منتخبنا الشبابي أمام المنتخب الأسترالي.. ثم تخلى منتخبنا عن زمام النتيجة بعد أن ظهرت الأخطاء، خصوصاً في خطنا الدفاعي، فجاءت الخسارة ومعها الخروج المبكر! كان في الإمكان حسم الموقعة لصالحنا حتى بعد التأخر بالهدف الثالث، لولا سوء التقدير وإهدار بعض الفرص المتاحة، لكنه مشوار آخر ينتهي قبل الأوان من عمر الكرة العراقية.
منتخب المستقبل
أما الصحفي الرياضي ضياء حسين فقال: خسر شبابنا بشرف أمام منتخب قوي هو المنتخب الأسترالي.. علينا أن نترك كل ما حصل خلفنا ونتطلع لتعزيز هذا المنتخب الطموح بلاعبين آخرين من خلال الاجتماع بلجنة فنية متخصصة تضع النقاط على الحروف، وان نؤسس عليه منتخباً أولمبياً يكون حجر الأساس لمنتخب وطني قادر على الوقوف أمام منتخبات القارة الصفراء بشكل دائم، وليس الفوز عن طريق الصدفة. وأضاف: قدمنا أفضل شوط في البطولة على الإطلاق، وأخفقنا في توسيع الفارق لقتل طموحات الأستراليين، فيما تراجع أداؤنا في الشوط الثاني بعدما انخفضت لياقة اللاعبين واهتزت ثقتهم بأنفسهم مع تتابع دقائق هذا الشوط، لنتلقى هدف التعادل قبل أن نخسر بهدف ثالث أثر بشكل كبير على معنويات اللاعبين، بشكل جعلهم يخفقون في العودة لأجواء اللقاء، مشيراً الى أن منتخبنا قدم مباراة بطولية، وكان الطرف الأفضل منها، لكن هذه هي كرة القدم، الذي يستغل الفرص يفوز.
جيل جديد
من جانبه، قال المدرب أكرم صبيح: بدون مجاملة، صنع المدرب عماد محمد جيلاً من اللاعبين الشباب، سيخدم الكرة العراقية لعقد من الزمن، فالفريق فيه مجموعة كبيرة من المواهب، استطاعوا أن يقدموا مستويات رائعة خلال المباريات التي لعبوها، ولاسيما المباراة الأخيرة أمام المنتخب الاسترالي، التي قدوا فيها مستوىً رائعاً.
التفريط بالفرصة
فيما قال الصحفي علي نوري: خسرنا فرصة كبيرة لبلوغ المونديال للمرة الثانية، فرصة فرطنا بها بأيدينا، وأهدينا الأستراليين تأهلاً غير مستحق، أن نتقدم مرتين ونخسر هذه مشكلة، أن يمنحنا المنتخب الأسترالي فرص الفوز ونحن نرفضها فهذه مشكلة أعمق، ألا يعرف المدرب كيف يناور بأوراقه فهذه هي أيضاً مشكلة! جهازنا الفني هو من يتحمل مسؤولية الخروج، كان عليه التعامل بثقة أكبر وأن يسجل أكثر، خصوصاً في الشوط الأول الذي كان مغايراً في الأداء والحماس والرغبة عن الشوط الثاني، فالتراجع غير المبرر كلفنا الخسارة والاستسلام، كان غريباً ومستغرباً، لم نحسن التصرف، لم نعرف كيف نتعامل مع منتخب منافس كان مهزوماً منذ البداية، لكننا أعطيناه فرصة الانتصار، حقيقة، نتملك مواهب رائعة، ولدينا أسماء ولاعبون رائعون يمكن الاستفادة منهم مستقبلاً.