
دانـا دارا.. خطاط كردي يعشق الحرف العربي
أربيل / خالد فرج الله
دانا دارا، شاب في مقتبل العمر، لا يتقن اللغة العربية، إلا أن عشقه وشغفه بالعربية قاداه إلى أن يصبح أحد الخطاطين المحترفين بالخط العربي، ومشاركاً فعالاً في المحافل الدولية والعربية والمحلية.
للتعرف على موهبة الشاب دانا ومشاركاته في المهرجانات تحدث الى مجلة “الشبكة العراقية” قائلاً:
شاركت في معارض كثيرة أقيمت في أكثر من 12 دولة، وأهم مشاركاتي كانت في دولة الإمارات التي تهتم بالخط العربي. إذ علقت إحدى لوحاتي في القصر الملكي. وأشارك بين الحين والآخر بمعارض شخصية تعبر عن جمالية الخط العربي، ولاسيما خط الثلث عن طريق كتابتي لآيات القران الكريم والكثير من الأقوال المأثورة، وفي كل المعارض التي أقمتها أحاول أن أقدم في لوحاتي الجمال والأمل، فأنا أعتقد أن الفن لا يقف، فهو مستمر مع استمرارية الحياة لأنه ديمومة و(داينمو) الحياة.
خط جميل
يضيف دارا:- إن الخط العربي رائع وجميل، فعندما تريد كتابة أية كلمة بأي خط آخر لا تستطيع إضافة حركات إليها، لكن الأمر مختلف في اللغة العربية، إذ تجد الفتحة والضمة والكسرة، التي تضفي صفة جمالية وتشكيلية للكلمات، وتجعل الكتابة أو اللوحة أجمل، لكن هذا ما تفتقده اللغة الكردية وبقية اللغات.
ويبين بالقول:- إن اللغة العربية لغة مهمة جداً على مستوى العالم، وعلى الرغم من أننا من القومية الكردية، لكننا من خريطة العراق، وهو دولة عربية، والخط العربي نشاهده يومياً ونتعامل معه في الكتب الرسمية، فضلاً عن أن اللغة العربية ضمن التسلسل العالمي، وفي مقدمة اللغات العالمية، كاللغة الإنكليزية، وعلى الآباء والمهتمين تعليم أطفالهم منذ الصغر على أنواع الخط وكيفية كتابة الحركات، وأرى على الجميع أن يتعلموا الخط العربي ويبقى حاضراً في أذهانهم.
شغف اللغة
يؤكد دارا: أنه لم يدخل أية دورات، لكنه مذ كان في المدرسة الابتدائية كان مختلفاً عن أقرانه الطلبة، وكان يجيد الخط العربي، ما جعله مميزاً في المدرسة. مشيراً الى أن الخط العربي هو هوايته وشغفه وحبه الدائم. مضيفا بالقول: شاركت في العديد من المعارض الدولية، منها مشاركتي مرتين في الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن مشاركتي في معرض دولي في إسبانيا بمدينة (ملكا) وهي مدينة بيكاسو.
بصمة دولية
من جهتها، تحدثنا الدكتورة مثال العزاوي، الموظفة في وزارة التربية ببغداد عن الخطاط دانا قائلة:- دانا فنان مبدع، استطاع أن يترك بصمة في كثير من المعارض العالمية التي شارك فيها، فضلاً عن أنه يملك موهبة ومستوىً متقدماً وراقياً، وما لفتني أن دانا هو من القومية الكردية ولا يجيد حتى التحدث باللغة العربية، إلا أن حبه للحروف العربية، وشغفه باللغة العربية عموماً، وتميزه بكتابة خط الثلث المعروف أنه خط القرآن الكريم، جعله خطاطاً رائعاً، وهذا الإبداع يحسب له كخطاط أولاً، كما يحسب أيضاً لإقليم كردستان، وهي رسالة إلى العالم أجمع أن العراق بلد متنوع الأقليات والمذاهب والقوميات، واحد موحد تسوده الروح الوطنية والمصير المشترك، فهو بحق مفخرة لنا جميعاً.
رسالة محبة
أما عادل ملا صالح، سفير السلام الدولي، فتحدث عن الخطاط دانا دارا قائلاً: إنه فنان عالمي، شارك في الكثير من المحافل الدولية، فضلاً عن أنه يمتلك خطاً جميلاً راقياً، ويعتمد على مجموعة من الأصباغ الزيتية والألوان المميزة وبدرجة عالية جداً، كما أنه يحمل رسالة عنوانها السلام والمحبة والأخوة إلى كل مكونات الشعب العراقي. مؤكداً أن دانا كردي، إلا أنه عراقي أصيل، وعلى الرغم من أنه لا يجيد التحدث باللغة العربية، لكن حبه لها وللقرآن الكريم، جسده في غالبية لوحاته التي تتكون في معظمها من الآيات القرآنية وأحاديث الرسول الأعظم.