سُفرة رمضان.. تلمّ العائلة وتُصفي النفوس

25

ميساء فاضل
كزائر روحاني لطيف، يأتى شهر رمضان محملاً بالخير والبركات، يجمع أفراد العائلة، كباراً وصغاراً، حول (سفرتي) الفطور والسحور. فيه يلتئم شمل البعيدين والمتخاصمين بالجلوس على مائدة واحدة، إضافة إلى جمالية تفاصيله الأخرى، مثل لعبة المحيبس المقرونة بدبكات المربع البغدادي، وطبلة (المسحرجي) وفوانيس (القرقيعان) و(الماجينا).

جمالية (السفرة)
اعتادت الحاجة أم عدنان في كل رمضان، على حضور زوجات أبنائها الأربع، بوقت مبكر من اليوم الأول للمساعدة في الطبح والتحضير، معتبرةً أن لحظات اليوم الأول من رمضان، و(خبصة) ما قبل الأذان، ومنظر أفراد العائلة مجتمعين على مائدة كبيرة، كباراً وصغاراً، أجمل ما يميز الشهر الفضيل، إضافة إلى منظر (المسحرچي) وطبلته، والمحيبس و(القرقيعان)، ووصفات الأكل وكيفية تحضيرها. مضيفةً: “كل شيء حاضر هنا، وبتنا نعلّم أولادنا ونورثهم ثقافة رمضان وطقوسه، فتجدينهم يتحدثون عن رمضان وعيده بكل التفاصيل.” مشيرةً إلى أن “حتى البعيدين منهم أصبحوا قريبين بفضل التكنولوجيا، عبر مكالمات الصوت والصورة.” متداركة حديثها بقولها: “لكن في الأخير، يبقى اللقاء الحقيقي مع من نُحب أفضل بكثير.”
صلة الرحم
أما عباس الموسوي، الموظف في وزارة العمل، فقال عن طقوس الشهر المبارك: “لمّة العائلة والأوقات الجملية من شهر رمضان، قطعاً لايمكن تعويضها، وأجمل مافيها إلى جانب روحانيتها، إعداد وجبات الطعام اللذيذة مع الزوجة، ومشاركتها أفكار كل وجبة، خصوصاً بعد أن يتحول الكثير من مهامنا -كرجال- داخل المطبخ إلى المساهمة في إعداد السفرة.” مضيفاً: “ومتابعة المسلسلات والمقالب العراقية الممتعة.” مشيراً إلى أن “خصوصية رمضان تكمن في اختلافه عن بقية الشهور، في حلاوته وطعمه وجمالية لحظاته، وأهمها صلة الرحم.” مبيّناً “ضرورة حرص كل شخص في الاجتماع مع العائلة على وجبة الإفطار، لأنها الصورة الأبرز، وخاصة أن كانت مع الوالدين، وفاءً لما قدماه لأبناهم.”
تقارب اجتماعي
في حين يرى الناشط حيدر الجريخي، الذي اعتاد مع فريقه في كل عام على القيام بنشاطات خيرية كثيرة في رمضان، أن شهر رمضان هو شهر الخير والتواصل الاجتماعي، وشهر العائلة وصلة الأرحام، إذ تكون جميع هذه المعاني حاضرة فيه. مضيفاً: “وكالعادة رمضان هذا العام سيشهد تكافلاً كبيراً، فقد أعددنا فيه ألوف السلال الغذائية، فالخيرات توزع من شمال البلد إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه بطريقة تكافلية.” وفي ما يخص تأثير أجواء الشهر الفضيل على العائلة، لا ينكر (الجريخي) أن هنالك شيئاً من الانعزالية اخترقت بعض البيوت، أرجعها إلى عوامل التقدم والتطور. موضحاً أن “شهر رمضان جاء ليقوي تلك الروابط، ويعزز التقارب المجتمعي بين الأسر.”