
عـــودة الإشــــارات المروريـــة.. هل تنجح في إنهاء الفوضى؟
سجى رشيد – تصوير/ حسين طالب
بعد سنوات من الاعتماد شبه الكامل على تنظيم السير يدوياً، تشهد شوارع العراق محاولات جدية لإعادة تفعيل الإشارات المرورية، في خطوة تهدف إلى الحد من الفوضى المرورية وتقليل الحوادث.
يواجه مشروع عودة الإشارات المرورية تحديات عديدة، أبرزها عدم التزام بعض السائقين بالإشارات، ومدى جاهزية البنية التحتية لدعم هذا التحول. فهل تنجح هذه الخطوة في إرساء ثقافة مرورية جديدة، أم ستبقى الإشارات مجرد أجهزة معطلة وسط زحام المدن؟
كاميرات ذكية
محمد الربيعي، المدير العام للعلاقات والإعلام في أمانة بغداد تحدث لمجلة “الشبكة العراقية” عن تفعيل الإشارات المرورية قائلاً: “هناك تعاون مع وزارة الداخلية في تحديث الإشارات القديمة، واستحداث 120 تقاطعاً في بغداد لتفعيل عمل الإشارات والعمل على تطويرها لغاية الشهر الخامس لسنة 2025، قبل انطلاق مؤتمر بغداد، لتكون مفعلة بشكل كامل.” مشيراً إلى أن “عملهم على توفير الإشارات المرورية مع البنى التحتية، يندرج ضمن تخصيصات أمانة بغداد، وتخصيصات مؤتمرات القمة العربية، والتخصيصات الاستثنائية، وميزانية الطوارئ، وأن صيانة هذه الإشارات ستكون ضمن اختصاص دائرة خاصة بالمشاريع، وهي شعبة متكاملة وفيها كادر متكامل لتخفيف الاختناقات مع فرض الغرامات الصارمة.”
في حين تحدث اللواء والإعلامي عمار وليد الخياط عن تفعيل الإشارات والكاميرات الذكية بقوله: إن “العمل على تفعيل الإشارات المرورية والكاميرات الذكية سيؤدي إلى تقليل الحوادث، وسيشعر المواطن بالارتياح عند خروجه إلى الشارع، فهي تعمل على تخفيف الزخم المروري إذا ما طبقت.” مؤكداً على أن “دور رجل المرور لا يقتصر على تنظيم السير فقط، بل على توعية السائقين بأهمية احترام الإشارات.” آملاً أن يسهم هذا المشروع في تقليل الزحام والحوادث، وأن نجاحه يعتمد على التزام الجميع بالقانون.
ثقافة والتزام
“إعادة تشغيل الإشارات المرورية خطوة جيدة، لكنها تحتاج إلى التزام الجميع.” هكذا بدأ عزيز سعد ياسين، أحد سائقي السيارات رأيه، ليضيف: “المشكلة ليست فقط بالإشارات، بل في ثقافة الناس في الشارع، وقيادة سياراتهم، وسلوكهم تجاه القوانين المرورية، فالكثير من السائقين لايحترمون الإشارات ويتجاوزونها، خاصة عند التقاطعات المزدحمة.” مشيراَ إلى أنه “إذا لم يكن هناك تطبيق صارم للقانون فإن نهايته ستكون الفشل لا محالة.” متمنياً أن نصل إلى مستوى من الانضباط ، لأن مسؤولية الالتزام ستجعل الطرق أكثر أماناً للجميع.
وهو ما يذكره المواطن علاء حسين، الذي كان متذمراً من عدم التزام بعض سائقي السيارات بالقوانين المرورية، واستهتارهم بحياة المواطنين، إذ قال: “نحتاج إلى تفعيل نظام الغرامات الإلكترونية لضبط الأمر بشكل صارم، فبعض السائقين سلوكهم وقيادتهم غير منضبطين في الشوارع، فكم من حوادث وأرواح أزهقت بسبب السرعة الفائقة لشباب لم يبلغوا الـ 18 عاماً، ممن يجري تسليمهم سياراتهم وهم دون السن القانونية، وقبل حصولهم على إجازة السوق.” متسائلاً: “وكم من بالغين أيضاً، اعتبروا أن القوانين والإشارات المرورية مجرد روتين ممل هم ليسوا بحاجة لتطبيقه.” مشيراً إلى أن المبادرة وتفعيلها، يتطلبان جهداً إضافياً من الجهات المختصة لفرض ثقافة الإلتزام.
حلول ومعالجات
من أجل إنجاح هذه الخطوة المرورية المهمة، والشعور بالمسؤولية، ولكي يعم الأمان وحماية الأرواح دون حوادث مؤسفة، يتوجب المضي بإجراءات عدة أهمها: فرض رقابة إلكترونية من خلال كاميرات المراقبة لمتابعة المخالفات، والقيام بحملات توعية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي عن أهمية الالتزام بالإشارات، إضافة إلى تعزيز البنية التحتية المرورية لتقليل الاختناقات التي قد تنتج عن عدم تنسيق عمل الإشارات بشكل جيد، مع فرض غرامات فورية على المخالفين لضمان الالتزام.
فهل نشهد قريباً تحولاً جذرياً في ثقافتنا المرورية بالعاصمة؟