
مدير الإنتاج الوثائقي علي الكناني: الوثائقية.. محتوى يتسم بالتنوع والجودة
آلاء فائق
تصوير/ حسين طالب
مديرية الإنتاج الوثائقي، واحدة من تشكيلات شبكة الإعلام العراقي، وهي جهة إنتاج ساندة، تقوم بإنتاج أفلام وثائقية ضمن خطة سنوية يتم الإعداد لها وفق دراسة وآلية محددة، لسد حاجة قنوات الشبكة كافة، وتغطية الموضوعات الثقافية والتاريخية والدينية والإنسانية والأمنية، فضلاً عن أفلام المناسبات السنوية بتنوعها.
للتعرف على مهام مديرية الإنتاج الوثائقي، عن قرب، تحدث لنا مديرها، السيد علي الكناني، قائلاً: “تكمن أهمية مديريتنا في رفد شاشات قنوات الشبكة بمختلف هوياتها وثيماتها، إذ يجري التنسيق مع الإدارات بشكل مباشر لسد حاجة البث بمحتوى يتسم بالتنوع في الموضوع، ضمن أولويات الجودة والنوعية لتلك الأفلام، فضلاً عن المرونة في إنتاج أفلام عن موضوعات طارئة خارجة عن الخطة السنوية لإنتاج المديرية، متجاوزين بذلك الحد الأعلى الموضوع للإنتاج السنوي بعشرات الأفلام، هذا ما نلاحظه في عامي 2024 و 2023.”
أضاف الكناني أن “المديرية استطاعت تجاوز الكثير من التحديات المتعلقة بعاملي الزمن والمادة، إذ استطاعت المضي قدماً في الإنتاج المتواصل، على الرغم من المحددات التي قد تواجه فرق الإنتاج، كالمورد المالي، والتقني، أو حتى البشري، ضمن جهود استثنائية لكوادر مُحبة للعمل الوثائقي، ومصمِّمة على تقديم كل ما هو مميز على الشاشة.”
أما عن محور الإعداد في مديرية الإنتاج الوثائقي، فقد وصفه الكناني بأنه ركيزة أساسية من ركائز العمل الوثائقي، الذي يشكل بوابة الانطلاق نحو إتمام أية فكرة يجري إنجازها. مشيراً إلى أن “طريق الذهاب نحو صناعة فيلم وثائقي يعد بداية لطرح الفكرة أو مجموعة الأفكار التي تأتي بالنص والعنوان، وتفاصيل أخرى تساعد فريق العمل في اجتياز خط الشروع باتجاه الإنتاج، لذا فإن حلقة الإعداد تعد الأولى في سلسلة طرح الأفلام الوثائقية، وأن الزميل حيدر العبودي هو رئيس شعبة الإعداد.”
وعن النجاحات التي تحققت الصعيدين المحلي والدولي، ذكر الكناني “حصلت مديرية الإنتاج الوثائقي على العديد من الجوائز، أحدثها حصولها على الجائزة الثانية لأفضل عمل وثائقي عن فيلم (نيبور) في مهرجان ASBU في تونس عام 2024.
كما واكبت المديرية الإنجاز الحكومي على كافة الصّعد، وإنتاج أفلام عن مشاريع الإعمار، والتنمية، وتحسين الخدمات، وتسليط الضوء على أبرز الملفات، كالعلاقات الدولية، والنفط، وتطوير الواقع الصحي، وغيرها من الملفات. كما أن الجانب الأمني وبطولات أجهزتنا الأمنية لم يكونا غائبين عن نتاجات المديرية، التي قامت بإنتاج العديد من الأفلام التي تتناول قصصاً بطولية ضمن أفلام متنوعة مثل (سيرة بطل).”
مضيفاً: “أنتجت المديرية العديد من الأفلام التي تستذكر قصص الصمود بوجه عصابات (داعش الإرهابي) بأسلوب التحقيق والتقصي، منها أفلام: (مقابر سنجار – الإيزيديون – عندما تنتصر الحياة – ذكرى سقوط الموصل – صروح لاتغيب – آمرلي) وغيرها. إضافة إلى أفلام تتناول جرائم البعث في حقبة النظام المباد، منها أفلام (حلبجة – الانتفاضة الشعبانية – فندق السلام – صباح السهل – إعدادية الكاظمية) وغيرها.”
مشيراً إلى أن “مكافحة المخدرات أخذت حيزاً من خطة إنتاج أفلام المديرية، إذ قامت بإعداد وإنتاج أفلام تناولت قصص التعافي وإعادة التأهيل، كما سلطت الضوء على الجهد الحكومي في مكافحة هذه الآفة.”
منوهاً بأن “الجانب الثقافي والمنوع كان حاضراً في نتاجات المديرية بشكل واضح، من خلال تصويرها أفلاماً متنوعة ضمن عناوين وثيمات مختلفة، مثل (عكركوف – شارع الرشيد – حرف ومهن – أداجيو – ميسوبوتاميا – معالم بغداد – باب الظفرية – المتحف الوطني – الفرقة السيمفونية) وغيرها من الافلام.
أما في الجانب الديني، فقد تناولت المديرية العديد من الموضوعات من خلال أفلام وثائقية متنوعة، في مناسبات عديدة، سلطت فيها الضوء على أبرز الشخصيات الدينية، والشواهد الخالدة في الذاكرة الدينية العراقية، مثل (استشهاد الإمام علي (ع) – مسجد النخيلة – الحر الرياحي – صفحات الطف – المبلغون – جامع السهروردي – ربيع القلوب – موشحات دينية – استشهاد الإمام الكاظم) وغيرها من الأفلام.
كما حضرت أفلام المناسبات أيضاً بمساحة جيدة في إنتاجية مديرية الإنتاج الوثائقي، فقد قامت المديرية بإنتاج عناوين مثل (العيد الوطني – ميلاد المسيح – عيد الجيش – الجوق الموسيقي – عيد المرأة)، وغيرها.
الرياضة كانت ضمن اهتمام مديرية الإنتاج الوثائقي، فقد قامت بإنتاج أفلام عديدة، مثل (رياضة المحركات – أمم اسيا – كأس الخليج – البارالمبيه)، وغيرها من الأفلام.”
وأشار إلى “أهمية الموضوعات التي تقوم المديرية بتغطيتها ضمن قالب الفيلم الوثائقي، الذي تمتاز به المديرية، ضمن عمليات إنتاج دقيقة ومراحل متعددة، إذ تضم المديرية نخبة من الكفاءات في مختلف الاختصاصات التي تدخل في صناعة الفيلم الوثائقي، كالإعداد والإخراج والتصوير وإدارة الإنتاج وعمليات المونتاج وغيرها. كذلك تحرص المديرية على وضع خطط الإنتاج لتنفيذ كافة الأفلام التي ينتظرها المجتمع العراقي بتنوع ثقافاته واهتماماته، وكذلك على أهمية التجديد ومواكبة عمليات الإنتاج الرقمي في عالم الفيلم الوثائقي، لتقديم ما هو ممتع لشاشات وقنوات شبكة الإعلام العراقي.”
يذكر أن شبكة الإعلام العراقي، المتمثلة بمديرية الإنتاج الوثائقي، تستعد الآن للمشاركة في مهرجانين، الأول في تونس، بين اتحاد الدول العربي والاتحاد الأوربي، والثاني عن الاتحاد العربي، كذلك في مهرجانات القنوات العربية بالشهر الرابع، حول المهن والحرف والحضارات العراقية.