المصرية “مونيا” لـ”الشبكة”:أطمح أن اكون مثالا للفنان الشامل

683

 أحمد سميسم/

بدأت مشوارها الفني كمغنية، درست في معهد الموسيقى العربية عندما وجدت في داخلها موهبة ورغبة ملحة للخوض في عالم الغناء بمساعدة الموسيقار بليغ حمدي، كما عملت أيضاً في مجال الإعلام والتلفزيون والمسرح، ما أهلها لتكون صديقة محببة للجمهور العربي، قبل أن تدخل عالم التمثيل في أول مسلسل تلفزيوني لها «لمن أترك كلّ هذا»، لتلفت الأنظار فتنهال عليها الأدوار المهمة كمسلسل «مشوار امرأة» مع نادية الجندي و»الست أصيلة» مع فيفي عبده إلا أن شهرتها وانطلاقتها الحقيقية للأضواء كانت من خلال مشاركتها في المسلسل المصري «عائلة الحاج متولي» الذي أنتج عام 2001 وأدّت فيه دور الزوجة الرابعة لـ”متولي” ـ الفنان الراحل نوري الشريف ـ فأصبحت محطّ انظار وإعجاب كثيرين لاسيما كبار المخرجين، أنها النجمة العربية مونيا التي كان لها هذا الحوار مع “ الشبكة” خلال زيارتها الرابعة الى العراق.

فنانة شاملة

تؤمن مونيا بأن الفنان لابدّ أن يكون شاملاً بأدائه مختلف الأنماط الفنية ولذا عليه التسلّح بمهارات كبيرة تؤهله لولوج عوالم جمالية وإبداعية كثيرة. ترى أن العراق «يصبح أجمل وأروع كلما أتته»، فبغداد جميلة جداً وناسها طيبون، تجولتُ في شوارعها وأزقتها ووجدت حفاوة كبيرة ومحبة صادقة في عيون العراقيين، الشعب العراق قويّ وصبور جداً لذا أنا استمد قوتي من العراقيين الأصلاء الذين اثبتوا للعالم أنهم شعب محب للحياة والإنسانية».

“مونيا” التي كانت لها بصمات في عوالم الغناء والتمثيل والإعلام، لا ترى في هذا التنوّع أمراً غريباً، بل هي تطمح في أعماقها إلى أن تكون مثالاً للفنان الشامل، ما يتوافق مع تجربتها الأكاديمية فهي حائزة على الدكتوراه ببحث يتعلّق في بعض جوانبه بالفنان الشامل «جرّبتُ الغناء والإعلام والتمثيل، ومن يبدع في هذه الأنماط يسمّى «الفنان الشامل» وقد سلطت عليه الأضواء من خلال دراستها في الدكتوراه وخصصت له مبحثاً كاملاً. لذا أنا أرى أنه لابدّ للفنان من أن يكون شاملاً أيْ ملمّاً بكثير من المفاصل الفنية ليتسلح بمهارات كبيرة تؤهله للدخول في مجالات إبداعية شتى. شخصياً هذه المحطات أضافت لي كثيراً، ونحن نفتقد إلى الفنان الشامل الذي يعرف كيف يوظف نفسه وينوّع مهاراته».

الغناء أولاً

لكنْ وبرغم كلّ هذه التنوّع، لا بدّ من وجود نمط فني هو الأقرب إلى القلب وتجد فيه الفنانة ذاتها “الغناء هو الأقرب إلى قلبي، لأني أعشقه وأكون فيه على تماسّ مباشر مع الجمهور، أحسست في الآونة الأخيرة أني افتقد الغناء، بسبب إصراري على انتهاج مبدأ “الفنان الشامل» وانشغالي بالتمثيل، حيث عينتُ في المسرح القومي من قبل الدكتور أشرف زكي وكنت حريصة أن أقدم عرضين في اليوم يتضمن تمثيلاً وغناء واستعراضاً، فكنت أحاول إخراج كل إمكانياتي الفنية الشاملة” وتؤكد “الغناء أولاً لكني أفضل المسرح على التلفزيون للأسباب التي ذكرتها».
هل هذا التنوّع والانتقال بين أنماط الفنّ يستدعي خوفاً من أن تفقد الفنانة هويتها؟ سألتها فأجبتْ بحزم “بالعكس، لن أفقد هويتي الفنية فهنالك دائما تميّز وتخصص في حقل من حقول الفن، وبذلك أكون كسبت جمهوراً مختلفاً ومتعدد الذائقة في المجالات الإبداعية كافة كالغناء، والاستعراض، والتمثيل، والإعلام وغيرها. أنا أحب التنوع مع التوظيف الصحيح وأعرف شيئاً عن كلّ شيء، وأكره التقليد في أيّ حقلٍ من حقول الفنّ”.

“مونيا” و”ميتو”!

حدثتنا “مونيا” عن مشاريع فنية مقبلة عراقية مصرية «لديّ مشاريع فنية كثيرة بين العراق ومصر يمكن أن تنفذ وترى النور مستقبلاً في حقلي الدراما والمسرح، وبالإمكانات المتاحة حالياً من دون تكلفة باهظة، لاسيما أنا لديّ شركة (ميتو) للإنتاج الفنيّ التي من الممكن جداً أن نستثمرها في أعمال فنية درامية ومسرحية مشتركة عراقية مصرية، لذا سأعرض الموضوع على وزير الثقافة العراقيّ لمناقشة المشاريع بشكل رسمي بما يخدم الفن العراقي» تضيف: “العراق يمتلك طاقات كبيرة في التمثيل والمسرح وهناك مهرجانات فنية كثيرة في العراق، فلابدّ أن يكون أمامها انتاج فني كبير ليس مجرد عروض في مهرجان وحسب، فضلاً عن هذا لدينا دورات تدريبية سياحية من العراق تتبناها أيضا شركة (ميتو) للإنتاج الفني في المجالات الفنية كافة كالتمثيل والإخراج والغناء والتصوير والسيناريو والاستعرض وإعداد المذيعين، وكلّ ذلك يتمّ عن طريق المخاطبات الرسمية بين العراق ومصر أو مع الشركة.

سمّاني بليغ حمدي

«مونيا» هو اسمها الفنيّ الذي أطلقه عليها الراحل الكبير بليغ حمدي وعُرفتْ به، فاسمها الحقيقيّ «إيمان حسن»، ترى أن شخصية «ألفت» التي أدتها في «عائلة الحاج متولي» هو أقرب أدوارها إلى قلبها، «فمن خلاله اشتهرتُ فنياً وأينما أذهب ينادونني بمفردة (ميتو) التي كنت أرددها في المسلسل للفنان الراحل نور الشريف الذي كانت له الكلمة الأولى والأخيرة في موافقته على أدائي الشخصية» مضيفة: “لا أنسى ابداً عبارة هذا الممثل الكبير الذي قيّم أدائي آنذاك بكلمة “هايلة يا مونيا”.

أمنيات

أمنيتها أن تؤدي دور شخصية «المرأة المجهولة» الذي جسدته الفنانة شادية، وأيضاً تتمنى تأدية دور شخصية الفنانة الراحلة “ليلى مراد»، «أما حلم حياتي فهو أن أجسّد حياة الفنانة شادية في مسلسل”.

جديد «مونيا» مسلسل عنوانه «مشاعر» يشاركها فيه “عزت أبوعوف» سيعرض في رمضان القادم تضيف مبتسمة: “هذا الخبر حصرياً لمجلة الشبكة الأنيقة».