الاعلامية التونسية عائشة عثمان:أطمح إلى أن أكون “أوبرا التونسية”
حيدر النعيمي/
حاصلة على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من فرنسا، بدأت عملها الإعلامي في نشرات الأخبار الرئيسة ومحاورة رجال السياسة، لتنتقل بعدها إلى عالم الفن فأطلت على المشاهدين ببرنامج حمل أسمها ما خلق ردود فعل حولها.
تقدم حاليا برنامجها على قناة التاسعة مستضيفة أهم الفنانين في الوطن العربي. إنها الإعلامية التونسية عائشة عثمان التي حاورتها مجلة «الشبكة».
نرجسية
سألناها أولاً عن دلالة أن يكون البرنامج الذي تقدّمه حاملاً لاسمها. ألا يكشف ذلك الأمر عن نرجسية؟ فأجابت «أبداً ليس في الأمر نرجسية، فليس من المعقول هنا أن نقول عن مقدمة البرامج الأميركية الشهيرة أوبرا وينفري أنها نرجسية كونها تمتلك برنامجا باسمها. وبالمناسبة فإن الاسم كان فكرة قسم الإنتاج في الفضائية التي أعمل بها، لم يكن فكرتي فأنا أخجل أن أسمي برنامجاً بأسمي. ثم إن هذه النوعية من البرامج ترتكز على المقدّم، كما يدخل التسويق في هذا الأمر، فمثل هذه الأسماء تحيل المشاهد إلى علامة استفهام لماذا سمي بهذا الاسم، وبالتالي سوف يشاهده، وهذه أول مرة في تونس يكون برنامج باسم مقدمه.
أوبرا التونسية
ـ ذكرتِ اسم «أوبرا» في إجابتك. هل تعتقدين أن مقارنتك بأوبرا وينفري منطقية؟
– لا طبعا، كوني في بداية مشواري برغم أنني أدخل سنتي السادسة في هذا المجال، ولكن هذا لا يمنع من أن أكون طموحة جدا، وسأعتبر نفسي بعد عشر أو عشرين سنة في بداية طريقي أيضاً، لأن الشخص الذي يقول وصلت لمبتغاي يكون قد حكم على نفسه بالانتهاء.
قلت لها أنتِ إذن طامحة لأن تكوني «أوبرا التونسية» فقالت: لمَ لا؟.
غيرة
ـ هل أثرتِ غيرة البعض ممن لهنّ خدمة طويلة في المجال الإعلامي؟
– لا أعلم مايدور في فكر وقلوب الآخرين. فالله أعلم بما في النفوس، وربما يكون هذا قد حصل فقد أحسست به، ولكنْ ليس بطريقة مباشرة بعد أن تعرّض له البرنامج من هجوم بسبب اسمه.
ـ على أية فضائية تضعين عينك للعمل بها مستقبلاً؟
– عيني على المكان الذي موجودة فيه. وأحاول أن أعطي كل ما أستطيع من جهد ومثابرة.
لست ملاكاً
قلتُ لها مماحكاً: أنتِ جميلة ومعروفة وعندك برنامج أسمه «الأمل» فكم رجلاً خيبتِ أمله في حياتك؟ فأجابتْ مبتسمة: «عن قصد؟ ولا واحد. أما الذين خابت آمالهم عن غير قصدٍ مني فالله أعلم»! وبعد أن ضحكت ضحكة طويلة قالت: «نحن لسنا ملائكة. نحن بشر نخطئ ونصيب وهذه هي الحياة».
ـ كيف حدث أن انتقلت من اختصاصكِ في العلوم السياسية إلى فضاء الإعلام؟
– الصدفة هي من قادتني لذلك، فبعد تخرجي في الجامعة في باريس، ورجوعي لتونس تلقيت عرضاً لتقديم نشرة الأخبار السياسية، وقدمت برنامجاً سياسياً حاورت فيه كلّ رجال السياسة في تونس، ومن ثمّ توجهت للبرامج الترفيهية.
ـ أيهما أكثر إمتاعاً وقرباً إلى نفسك محاورة الساسة أم محاورة أهل الفنّ؟
– كأنك تقول لي أيهما أطيب الكعك أم البرتقال، لكل نوعية برامج طعم خاص. فمحاورة السياسيين شيء رائع، وكذلك محاورة الفنانين لا تقل روعة وفائدة.
فلسفة باولو كويلو
قلت لها أن بعضهم يقول بأن جمالكِ هو جواز مروركِ للمشاهدين فما رأيكِ؟ فقالت: «أنا لا أعتبر نفسي جميلة، بل شكلي عادي. هنالك من يراني جميلة، وهنالك من يرى العكس، ولا أنكر أن المظهر مهم جداً لكنه ليس الأهم لأنك عندما تحاور شخصاً لايمكنك الاعتماد على جمالك، بل تتسلح بثقافتك وبديهتك. أما إذا اعتمد الشخص على جماله فقط فسرعان ما سينتهي لأنه سيبدو للناس تافهاً لا يملك شيئاً».
ـ بالحديث عن الثقافة، هل لنا أن نعرف مصادر ثقافتكِ؟
– الثقافة ليس لها علاقة بالدراسة، بل أنك تحاول أن تواكب على قدر المستطاع كلّ شيء وأن تأخذ من كلّ شيء القليل. وأنا بطبعي أعشق القراءة بشكل كبير، أقرأ باستمرار لجبران خليل جبران والمتنبي والخنساء ونزار قباني وميخائيل نعيمة، ولا أنسى أنني من قراء كتب «باولو كويلو» حيث أعشق فلسفته في الحياة وأستوحي منها الكثير.
ـ تعشقين فلسفة كويلو.. فما فلسفتكِ في الحياة؟
– سؤال صعب جداً. لكني أستطيع القول باختصار إن فلسفتي هي أن أكون أنا نفسي مع نفسي.
رومانسية إذا تطلب الأمر
قلت لها: الأضواء مغرية.. أليس كذلك؟ فأجابت: «حتى لو كانت كذلك فليست هي الهدف، بل إرضاء النفس بالعمل ثم إرضاء الآخرين. هذا هدفي.
ـ أفهم من هذا أنكِ راضية عن نفسكِ؟
– أبداً. لست راضية عن نفسي، فأنا دائماً أطمح إلى الأفضل.
ـ رومانسية؟
– إذا تطلب الأمر أن أكون رومانسية فسأكون، وكذلك أنا حالمة وأنثى رقيقة أيضاً، لكنْ ليس في عملي بل خارج العمل.
ـ خارج العمل بماذ تهمسين مع نفسكِ؟
– أشياء عديدة جداً، أهمها تقييم ماقمتُ به من عملي في يومي.
ـ مَن من الإعلاميين تراقبينه في الحوارات التلفزيونية؟
– منى الشاذلي ووفاء الكيلاني وباسم يوسف وعمرو أديب.
العراق في ذاكرتي
أخيراً سألتها: ماذا تحمل ذاكرتك عن العراق؟
فأجابتْ: «أنا درست العلوم السياسية، وأثناء دراستي للدكتوراه، كان من بين الملفات التي تخص دراستي في الدكتوراه هو الملف العراقي، وأعتبر ماحدث له مهزلة في تأريخ الأمة، إذ كيف سمح العالم العربي بالتدخل الأميركي في العراق، مع انني ضد الدكتاتوريات، ولكن مع أن الشعوب تقرر مصيرها وليس بتدخل خارجي من أجل منافع البترول وغيره بحجة الديمقراطية. وهذا أكبر إجرام بمنظوري, أحمل لبلاد الرافدين صورة كبيرة في مخيلتي فهي مهد الحضارات، وأحب زيارتها والتنقل فيها بأقرب وقت، وأتمنى أن يعم السلام للعراق وللعراقيين جميعاً.