قصص مؤلمة لفتيات يتعرضن للإبتزاز والمساومة!
جمانة علي/
ربما هي غلطة أو نزوة أو حتى سوء تقدير من فتاة تقع في شراك وحوش لايقيمون للأخلاق وزنا، انها بعض مساويء وسائل التواصل التي تستغل بطريقة لعينة، فتكون النتائج وخيمة، وما أكثر القصص التي يندى لها الجبين، لفتيات كن ضحية لمساومات غير شريفة على اغلى ماتمتلك الفتاة في مجتمع يضع خطوطاً حمر ناصعة كحد السيف على سمعتها.
يهددونهن مرة بالصور ومرات بمقاطع الفيديو أو بالرسائل والتسجيلات أو بأشياء أخرى كثيرة بقصد الابتزار وتحقيق المآرب الدنيئة
علاقة “فيس بوك”
كيف أواجه الناس؟ بهذه العبارة بدأت (ل, ف) بسرد قصتها: أحببت شاباً تعرفت عليه عن طريق “الفيس بوك” ويوما بعد آخر تطورت العلاقة بعد أن اقنعني بضرورة إرسال صورتي له من أجل رؤيتي. بدأنا بتبادل الصور واصبحت اثق به الى درجة كبيرة جداً وبدأ يطلب مني المزيد من الصور وأنا أرسل إليه بلاخوف ولاتردد, كنت أبعث له صوراً مخلة بالحياء متوقعة أنني سوف اوقعه بشباكي فلايستطيع التخلي عني أبداً.
ذات ليلة عرضت عليه أن يتقدم لخطبتي, فرفض بحجة وضعه المادي, حاولت أن انفصل عنه لكنه هددني بصوري إذا لم استمر معه, فاجبرت على الاستمرار معه واللقاء به حتى في شقته الخاصة, وصل به التهديد ان ينشر صوري التي بحوزته إن عزمت على الزواج بشخص آخر ولاسبيل لي سوى البقاء معه، أنا الآن في حيرة من أمري ولا أعلم ماذا سأفعل سوى الانتحار للخلاص من هذا الوضع الفظيع؟
قسم الوالد
أما “ر .ع”، وهي طالبة تدرس في إحدى الجامعات فقد منعها والدها من اكمال دراستها وأقسم بأن لا تعود إليها، بعد ان شاهدها في فيديو منتشر بين أجهزة الهواتف النقالة تظهر فيه وهي ترقص بزي فاضح بعد ما قامت زميلتها بتصويرها بغرفتها بالقسم الداخلي.
ولايقتصر الموضوع على الحب والجامعات، بل يمتد أيضاً الى قاعات الأعراس فبينما ينشغل الجميع بالحديث والرقص, يستغل آخرون هذا الانشغال ليتاجروا بأعراض الناس من خلال تصويرهم بالهواتف النقالة وهنا يبدأ الابتزاز والمساومة, دخلنا الى احدى القاعات وعند دخولنا اضطررنا اأن نسلم هواتفنا النقالة فسألنا المدعوين لماذا اخذت هواتفنا النقالة, فرد أحد الجالسين بالقول خوفا من تصوير الفتيات ونشر صورهن
استغلال دنيء
محمد روى لنا كيف قام صديقه بابتزار إحدى الفتيات بعدما جاءت الى محله لصيانة هاتفها النقال وكانت شاشته معطلة وبعد أن وضعت الهاتف لديه لتأتيه في اليوم الثاني كي تستلم هاتفها فوجئت بطلب غريب من صاحب المحل الذي ساومها أما أن تقيم معه علاقة أو أن ينشر صورها التي كانت بالهاتف على وسائل التواصل الاجتماعي, رفضت (ن) مايطلبه منها وبعد أن قام بتهديدها اكثر من مرة خضعت (ن) لطلب صاحب المحل الذي لم يتركها وشأنها إلا بعد أن سافرت الفتاة من دون علمه وانقطعت اخبارها عنه.
الخيانة الكبرى
عندما يكون الصديق خائنا لصديقه ومبتزا لزوجة صديقه هنا تكون الطامة الكبرى.. رياض وهو اسم مستعار, لم يدرك يوماً أن صديقه المقرب سيستغل طيبة قلبه والثقة التي منحها إياه ويعمل على اقامة علاقة مع زوجته التي كانت تستغل سفره الطويل خارج البلاد لتعيش الحب مع صديق زوجها حيث كانا يخرجان معا ويقوم صديق رياض بتصوير (أ,و) وبمحض ارادتها بحجة توثيق لحظات الحب للذكرى لكنها لم تكن تعلم ان هذه الصور ستكون يوماً دليلاً قاطعاً على علاقتهما ببعض ولتصبح المصدر الرئيس لتهديها وابتزازها من قبل صديق زوجها في حال قامت بتركه في يوم ما.
للأسف هذه الظاهرة تحدث بشكل يومي وهي وأن انكشفت خيوط واحدة أو اثنتين من قصصها، فإن البقية لا تزال تحدث، ولا يزال بعض الشباب يهدد الفتيات، إمّا بالصور أو بالأشرطة الصوتية والفيديو. والعتب يقع اولاً على الفتاة لانها اقامت علاقة مع شخص لا يخاف الله, وبعدها وباسم الحب الزائف، تم تبادل الصور والمقاطع والنتيجة معروفة.. مزيد من الابتزاز والتهديد.
عندما سألنا احد الباحثين بعلم الاجتماع ماذا تفعل الفتاة في حال قام أحد الأشخاص بهذا الفعل قال:-
إذا رضخت الفتاة لتهديد هذا الوحش البشري – ستبقى ذليلة كسيرة الى اخر يوم بعمرها وسوف يستمر هذا الشخص باستغلالها وابتزازها.. ويحصل بدل الصور على مقاطع فيديو.. فتضطر أن تلبي كل طلباته مكرهة ولا تستطيع ان تقول لا .. فالأفضل ان ترفض ولا ترضخ له أبداً وان تستعين بأقرب الناس اليها لكي تحاول ان تجد حلا للموضوع .
إعتداء
اما قانونياً فقد نص القانون على حماية الحق في الحياة الخاصة كما نص الدستور العراقي على حرمة الحياة الخاصة معتبراً الاعتداء على هذه الحرمة من الجرائم الماسة بحرية الانسان وحرمته وهي جريمة يعاقب عليها قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل حيث نصت المادة438 منه على (يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على مائة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين: «من نشر بإحدى الطرق العلنية اخباراً أو صوراً أو تعليقات تتصل بأسرار الحياة الخاصة أو العائلية للأفراد ولو كانت صحيحة اذا كان من شأن نشرها الاساءة”.
ويتضح مما تقدم ان القانون العراقي يعاقب على افشاء أسرار الحياة الخاصة لان المحافظة على اسرار الحياة الخاصة من الواجبات الأخلاقية التي تقتضيها مبادىء الحكمة والشرف في نطاق العلاقات الاجتماعية وإن لكتمان السر قيمة اخلاقية سامية فلكل شخص أسراره الشخصية والعائلية وإن العلة من تجريم الاعتداء على الحياة الخاصة هي قدسية الأسرار العائلية والشخصية.