العلاقة الحميمة وعقدة الشخصيّة الشرقية!
غفران منصور/
عقدة الثقافة الجنسيّة وفنونها داخل ذهنيّة الزوجين وكارثة تحريمها من قبل المجتمع الذكوري، أو الحط من شأنها إذا ماتعلق الأمر برغبات المرأة وميولها الجسدية المتجددة، أو ربما العكس حينمّا يعتقد الرجل أن السرير الزوجي الملتهب هو شأن خاص بنساء الكواليس لا بـ “أم العيّال” كون الأخيرة مكلفة بحراسة العيب المتوارث ولايحق للرجل تقليل شأنها بمراهقتهِ الشرقيّة المتأخرة.
رغبات شاذة
لابد أن تكون العملية السريريّة هنا متبادلة ومتكافئة ومن الضروري أن يغادر الزوجان العلاقة الجسدية في رضا تام للطرفين، وإلا سيكون هذا الفراش منبع المشاكل في عش الزوجية.
هذا هو رأي الكاتبة الدرامية (فاتن السعود) مكملة: وقطعاً هنُا فأنّ انعدام الثقافة الجنسيّة في ذهنية المرأة أولاً والرجل ثانياً له دور كبير في ترسيخ مفهومي العيب والحرام في أحيان كثيرة، فهناك فهم خاطئ لبعض التفاصيل الجنسية التي يمتنع الطرفان عن ممارستها إيماناً بهذه الحجج، مع إنّ الشرع والمجتمع لايقفان ضدها أبداً، فيبدأ النقص من هنا وتبدأ المشاكل ولا تنتهي ويعم تأثيرها على الكثير من التفاصيل الأخرى للحياة، فيتجه بعض الرجال هنا لاشباع رغباتهم الخاصة والشاذة أحيانا مع عشيقات ايمانا منهم بعدم جواز فعل كل شيء مع الزوجة لأن التشديد الجنسي النسوي هو خرق لقدسية الزواج من وجهة نظرهم.
تأنيث الجسد
الخيانة الزوجية من طرف النساء سببها أنانية الرجل فوق السرير، وبالمقابل فأن الدلع والميوعة المؤنثة تذيبان قلب الزوج وتحولانه الى عاشق من الطراز الأول قبل أنّ يكون زوجاً، هو رأي الصحفية (شروق حسان) اكملته بأبتسامة: بالمناسبة حتى الخيانات الزوجية لكثير من النساء اللواتي أعرفهن شخصياً، كان سببها اشباع الرجال لرغباتهم الجنسية المتجددة مع نساء عابرات أو عشيقات خفيات خارج عش الزوجية، وكأن الزوجة مخلوق لافراغ الشهوة فقط، وبالمقابل فليس غريباً على الرجل الشرقي أن تكون الطاعة الأنثويّة فوق السرير هي مفتاح الرومانسية لقلبه عبرّ الرغبات وتلك نقطة تحسب لها، لأن القضية أشبه بأثبات وجود عاطفي تشعره فيه بأنه سيد السرير ومن ثم البيت وعماده، أما كثرة الجدال والصراع بهذا الموضوع وتحرجاته أو ربما توالي السنوات بينهما، أو الصراع على السلطة في البيت فأنها تنقص الكثير من محبة الرجل وعشقه لزوجته، خصوصاً أن النزاعات تكون على أشياء مضحكة أحياناً.
الثقة والكذب
المصداقية في تبادل أدوار العلاقة بينهما بثقة هو عامل أساس في تعلق قلب الرجل بالمرأة، أنا مؤمن أن الدلع والميوعة السريرية إذا لم يكونا مدعومين نهاراً بالثقة والاحترام والتعامل الرصين فلا يكفيان لوحدهما.
هذا رأي الباحث الاجتماعي (شهيد حسين) قائلاً: لاننسى أيضاً قضية روح الدعابة في أدق التفاصيل الجسدية فهي من الأمور المطلوبة التي يجب أن يتحلى بها جميع النساء، فالرجال يفضلون دائما المرأة خفيفة الظل والتي تحمل الابتسامة على شفتيها وتحاول ابعاد حياتهما عن النكد والتشنجات والانزعاج والخجل، لأن الثقة أهم عوامل الاستيلاء على قلب الرجل والظفر بعشقه، فعندما يثق الرجل بزوجته سيحبها بصدق وهو الذي سيعاملها كعشيقة حتى وأن لم تبادر هي، ولو كذبت عليه مرة فلن يستطيع أن يبني معها علاقة متينة لأنه سيظل يتذكر أنها كذبت عليه يوما، وربما ستكذب عليه مرة أخرى.
جاذبية الدلع
الفنانة التشكيلية (تمارا الصالحي) خصت المرأة بتحمل مسؤوليتها كأنثى دلوعة وساحرة الجاذبية قبل أن تكون سيدة البيت وأم العيال، قائلة: الزوجة بلا دلع وميوعة وتأنيث صاخب أنّا شخصياً لا اعتبرها كاملة، فالكلمة الحلوة المتناغمة مع لغة الجسد، تفتح مغاليق القلوب الرجالية وتذوبها، وقد تغلقها بالمقابل أيضاً إذا بدر من المرأة كلام جارح بحق الرجل أثناء الشجارات المتوقعة أو تدخل ثالث بينهما، فكلما كانت الزوجة متغنجة ومؤتمنة على أسرار حياتهما الزوجية، كلما احتلت روحه وقلبه وعقله ووجدانه وكيانه، فكلمة طيبة تقولها عند دخول البيت مع قبلة تساوي الدنيا وما فيها، وبإمكانها أن تجعله يتحمل أي عيب فيها، فضلا عن التنويه لنظرية انجاب المرأة للأطفال، هذا الأمر واقع حال بمجتمعاتنا الشرقية ولا أبالغ اذا قلت بأنه سبب لتعلقه بها أو توظيفها لتلك النظرية التي ستقف عائقاً أمام التفريق بينهما.