مبدعات اعتزلن الفن مبكراً!

1٬476

محسن إبراهيم/

تمارا محمود ذهبت لأمريكا في عمل فني وبسبب خلافات مع الإنتاج تركت العمل، والتقت بشخص عراقي يعمل موسيقياً وتزوجته.

سهير إياد ودعت الوسط الفني في عز شهرتها ونجوميتها ووقوفها إلى جانب الفنانين الكبار أمثال سامي قفطان وعبد الخالق المختار وكاظم الساهر لتتفرغ لحياتها الزوجية.

ظروف اجتماعية وسياسية أجبرت بعض الفنانات على الاعتزال مبكراً, رغم الشهرة والنجومية التي حققنها في بضع سنوات, بعضهن حصلن على جوائز مهمة في المسرح والسينما والتلفزيون، وبعضهن الآخر كان متوقعاً لهن أن يكنَّ رقماً صعباً في الغناء، إلا أنهن قررن اعتزال الوسط الفني في أوج شهرتهن, إنهن مجموعة من الفنانات اللائي قررن اعتزال الساحة الفنية مبكراً.

نورس العراق المهاجر

نورس العراق، هكذا كان يلقبها الوسط الفني بعد فوزها بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان قرطاج الدولي عن دورها في مسرحية (قصة حب معاصرة) التي أخرجها الفنان الراحل هاني هاني وكتبها المؤلف الرائع فلاح شاكر وشاركها البطولة الفنان جواد الشكرجي. إنها سهير إياد المولودة في بغداد 22 أكتوبر 1966، ذاعت شهرتها في الثمانينات وبداية التسعينات، وهي من عائلة فنية، فوالدها هو الفنان إياد البلداوي. تعد سهير إياد من أهم الفنانات والممثلات العراقيات بعد أن تألقت في أهم الأعمال الدرامية التلفزيونية, منها مسلسلات (نادية)، (عنفوان الأشياء)، (ذئاب الليل)، (المسافر) الذي أدت فيه دور البطولة إلى جانب كاظم الساهر. سهير تعد من أبرز الفنانات اللاتي ودّعن الوسط الفني وهي في عز شهرتها ونجوميتها ووقوفها الى جانب الفنانين الكبار أمثال سامي قفطان وعبد الخالق المختار وكاظم الساهر وتحقيقها شهرة واسعة على المستوى المحلي، إلا أنها قررت الاعتزال والهجرة خارج العراق لتتفرغ لحياتها الزوجية، وهي حاليا مبتعدة ومعتزلة الساحة الفنية اعتزالاً كلياً ولا تفكر بالعودة الى المجال الفني، وتقيم حالياً في الأردن مع زوجها وأولادها.

من الفن إلى الطب

من منا لم يتفاعل مع قصة الحب المأساوية بين غسق وسجاد في مسلسل (هيستيريا) الذي أجادت تمارا محمود فيه تجسيد شخصية غسق, تمارا مواليد 21 فبراير 1978م، أكملت دراستها الأولية في بغداد وتخرجت في معهد الفنون الجميلة، وشاركت في بطولة عدد من المسلسلات التلفازية خلال حقبة التسعينات، منها مسلسلات (عالم الست وهيبة، رجال الظل، حلبة القانون، غرباء, هيستيريا ).عام 2000 ذهبت إلى أمريكا للقيام بعمل فني مع فرقة عراقية، وبسبب خلافات مع الإنتاج تركت العمل، بعد ذلك قدمت للدراسة والتقت بشخص عراقي يعمل موسيقياً، وتزوجته وأنجبت منه طفلين، وأكملت دراستها وأصبحت مساعد جرّاح..

نادية

أمل سنان سعيد، أول عارضة أزياء وممثلة سينما وتلفزيون معاً في العراق، ولم تسبقها في الجمع بين هذين الفنّين أية فنانة عراقية، لفتت أنظار مخرجي السينما والتلفزيون فكانت أول فتاة من كركوك تجسد دور البطولة لأشهر مسلسل عراقي منتصف ثمانينات القرن الماضي حمل اسم (نادية) تأليف معاذ يوسف وإخراج صلاح كرم. حاز هذا المسلسل على شعبية جارفة بالعراق آنذاك لعدة أسباب منها الظهور الأول والقوي للفنانة أمل سنان كبطلة للمسلسل وشاركها بالبطولة الممثل والمخرج العراقي المعروف حسن حسني, وأمل تعد أول فتاة من مدينة كركوك تنال جائزة أفضل ممثلة في العراق عن نفس المسلسل، كما أنها أول فتاة تركمانية تشارك في بطولة فيلم سينمائي تخرجه المخرجة العراقية خيرية منصور والذي كان بعنوان (ستة على ستة)،

فاتنة بغداد تغادر

بدأت إيناس طالب مشوارها الفني وهي في سن السادسة عشرة, درست في معهد الفنون الجميلة عام 1995، ثم سنحت لها الفرصة للمشاركة في مهرجان مسرحي, حصلت فيه على جائزة أفضل ممثلة واعدة, فبدأت العروض تنهال عليها للمشاركة في أعمال تلفزيونية. أول أدوارها كان مع المخرجة رجاء كاظم في مسلسل بدوي من إنتاج عراقي, بعدها شاركت في مسلسل «الهرب إلى الوهم» الذي اخرجه الفنان جلال كامل والذي أدت فيه دور فتاة عمياء .قامت إيناس بأدوار البطولة في “رجال الظل” و”أرجوحة النار” والتي كانت أول أعمال بطولة مطلقة لها, وكذلك في “الهروب إلى الوهم” و”مناوي باشا” للمخرج فارس التميمي . انقطعت إيناس منذ 2003 عن الساحة الفنية. وكانت في ذلك الوقت في سنتها الثالثة في دراستها الجامعية، وبسبب أوضاع العراق أثناء الحرب قررت إيناس مغادرة العراق للعيش في عمان لإكمال دراستها عام 2005. في عام 2011 عادت إيناس إلى الدراما العراقية في مسلسل يحكي سيرة حياة الفنانة العراقية عفيفة إسكندر يدعى (فاتنة بغداد) ومنذ ذلك الحين لم تشارك في أي عمل وتفرغت للحياة الاجتماعية.

سيتا وأنوار ومآسي الحرب

سيتا هاكوبيان من المطربات القلائل اللواتي تسيدن فترة السبعينات وذلك لامتلاكها صوتا نسائيا ملائكيا. ابتدأت سيتا مشوار حركة تجديد الأغنية العراقية عن طريق إدخال الآلات الغربية في أغنياتها، حيث أنها أول من بدأ بحركة (الغناء المعاصر –البوب ميوزك) في العراق. تركت الغناء واتجهت للإخراج، وبرغم تركها الغناء، فإن أعمالها الإخراجية كانت متميزة وتحمل طابعا خاصا بها, ومن ثم تركت العـراق وهاجرت مع عائلتها إلى إحدى دول الخليج العربي. وبرغم انقطاع سيتا عن الغناء فإنها لا تزال تعد واحدة من رواد التجديد في الأغنية العراقية، بعد أن كانت الأغنية العراقية غارقة بالمحلية والقوالب النمطية، حيث تعتبر من أوائل الذين أدخلوا الآلات الغربية كالجيتار والبيانو في أغنياتها. سيتا هاكوبيان تقاعدت مبكرا جدا في خضم المآسي والحروب التي مرت وتمر على البلاد. وهي متزوجة من المخرج عماد بهجت وتعيش الآن مع زوجها في قطر، ولديها ابنتان نوفا ونايري عماد وتعيشان في كندا.