الإنارة تفضح لصاً حاول سرقة محل صيرفة في حي العامل
إيناس العبيدي /
بالرغم من أنها الثانية بعد منتصف الليل في ليلة تشرينية باردة، لكن الأنوار أضيئت لدى (مكتب الصادق) للصيرفة الواقع في منطقة حي العامل إحدى ضواحي غربي بغداد. استغرب جار صاحب المكتب، ففي هذا الوقت المتأخر ليس من المعتاد أن يبقى المكتب مفتوحاً، فقرر الاتصال بجاره صاحب المكتب. يسكن الأخير المنطقة نفسها ويبعد المكتب عن منزله 50 متراً، خرج السيد من داره بناءً على اتصال جاره وقام بإطفاء إنارة المحل، إلا أنه وعند وصوله المحل شاهد مكيف الهواء الموجود في المحل قد تم دفعه وإسقاطه داخل المحل، وبعد قيامه بالبحث والاطلاع في الأرجاء شاهد أحد الأشخاص يهرب من المحل ما دفعه للإسراع واللحاق به وتمكن من الإمساك به. في البدء لم يتعرف عليه، لكن خلال الإجراءات التحقيقية تعرف إلى اسمه وهو المتهم ( ح. ح ) الذي لم يكن بمفرده بل كان معه شخص آخر يدعى (ي) ولكنه تمكن من الهرب من محل الحادث.
قصة الحادثة والتهمة الموجهة
نسب الى المتهم (ح. ح) الشروع بمحاولة سرقة محل المشتكي ( ر. ن. م) والمعد كمكتب صيرفة يعرف باسم (مكتب الصادق) والكائن في منطقة حي العامل حيث دخل المتهمان إلى المحل عن طريق فتحة مكيّف الهواء بعد قيامهما بدفع المكيّف وإسقاطه داخل المحل، وأثناء وجود المتهمَين في المحل أحس بهما أحد الجيران واخبر المشتكي. وعند حضور المشتكي إلى محله تم الإمساك بالمتهم الأول فيما هرب المتهم الآخر من محل الحادث، ونتيجة لذلك خاب أثر فعل المتهمَين. إجراءات التحقيق دوّنت أقوال المشتكي (ر. ن. م) بالواقعة وتفاصيلها وأخبر في التحقيق أنه لعدم وجود سرقة لأية موجودات عينيّة ومالية فقد تم التنازل وعقد الصلح بين الطرفين. وتم تدوين أقوال الشاهدَين من أفراد المفرزة القابضة كل من (علي حميد صالح ) و( أحمد سمير محمد جبر)، وقد جاء بأقوالهما في دور التحقيق بأنه بتاريخ الحادث في 5/10/2015 وبحدود الساعة الثانية بعد منتصف الليل وأثناء واجبهما الرسمي كونهما منتسبَين في استخبارات الفوج الأول اللواء الخامس من قوات الشرطة الاتحادية فقد وردهما نداء بوجود حادث سطو مسلح على أحد محال الصيرفة، وعلى إثر ذلك توجها الى محل الحادث، وعند وصولهما شاهدا تجمهر الناس وقد تم الإمساك بالمتهم الأول والذي عرفا اسمه من خلال التحقيقات وإجراءاتها وذلك على إثر قيام المتهم المذكور بالدخول إلى محل الصيرفة العائد للمشتكي (ر.ن. م) عن طريق فتحة المكيّف، وقد تبين لهما بأن هناك شخصاً آخر كان مع المتهم عند محاولته سرقة المحل، ولكن ذلك الشخص هرب من محل الحادث بعد الإمساك بالمتهم (ح. ح )، وقد اعترف المتهم باشراكه مع شخص آخر يدعى (ي) يجهل اسم والده بمحاوله سرقة محل الصيرفة العائد للمشتكي الواقع في حي العامل.
روايــــة المتهـــم
يشرح المتهم تفاصيل خطة السطو التي انتهت بالفشل والقبض عليه بدءاً من لحظة التخطيط حيث يبين قائلا: وضعنا خطة للدخول إلى المحل عند منتصف الليل حيث ذهبنا إلى (مقهى العراب) الذي يقع في نفس العمارة التي يقع فيها محل الصيرفة وانتظرنا في المقهى حتى ساعة متأخرة من الليل عندها توجهنا الى المحل. وبعد لحظات قام المتهم المذكور بالمناداة على الآخر وطلب منه الخروج من المحل لغرض مراقبة الطريق.
عندها خرج من المحل وأخذ يراقب الطريق، وبعد لحظات خرج المتهم حيدر مسرعاً من المحل وركب دراجته النارية وهرب من محل الحادث وبقى هو لوحده، يكمل المتهم روايته بأنه تمت ملاحقته من قبل الأهالي وقوات الأمن وأمسك به وسلّم إلى مكتب مكافحة إجرام البياع، ولكن عند حضور المتهم أمام هذه المحكمة فقد تراجع عن تلك الاعترافات المدونة في دور التحقيق وادعى أنها انتزعت منه تحت الضغط والإكراه الذي مارسه عليه القائم بالتحقيق وأنه لا يعرف المشتكي ولا يستطيع الدلالة على محله وأنه بريء من التهمة المنسوبة اليه. العدالـة أخـذت مجراها لدى التأمل في وقائع الدعوى وأدلتها على النحو المبسوط أعلاه ووجدت المحكمة أن تلك الأدلة كافية لتجريم المتهم وفق مادة التهمة الموجهة اليه كونها كافية لتجريم المتهم وفق مادة التهمة الموجهة اليه والتي تمثلت باعترافات المتهم الصريحة والواضحة في أدوار التحقيق كافة وأنها قد تمت في ظل توفر الضمانات القانونية للمتهم بحضور نائب المدعي العام ومحامي الدفاع والاعترافات تصلح أن تكون سبباً للحكم كونها قد جاءت معززة بمحضر كشف الدلالة وكشف المخطط لمحل الحادث وإظهار ورفع الآثار الجرمية من مسرح الجريمة إضافة إلى ما جاء بأقوال المشتكي وأقوال الشاهدين من المفرزة القابضة، محكمة جنايات الكرخ بهيأتها الثانية جرّمت المتهم واصدرت حكمها بالسجن ست سنوات وفقاً لأحكام المادة 443 القسم الخامس /31 من قانون العقوبات العراقي.