الزواج في الجامعات قصص حب تبني أسراً سعيدة

2٬130

نهاد الحديثي/

ظاهرة الزواج بين طلبة الجامعات ليست جديدة في العراق، فقد عرفته جامعة بغداد منذ تأسيسها وشهدت الجامعات، منذ السبعينيات، حفلات اعراس كانت تنظم داخل اروقتها.العديد من طلاب الجامعات عاشوا علاقات عاطفية مع الطالبات، لكنها في اغلبها لم تنته الى زواج، فالبعض من البنات يتهمن الشباب بانهم يحبون في الجامعات ويتزوجون امرأة تختارها أمهم، ومعظم قصص الحب بين الطلبة كانت تنتهي بمجرد تخرج الطالب أو الطالبة،

ومع أن الوسط الجامعي العراقي يندر أن توجد فيه ظواهر انحلال أخلاقي، إلا أن العلاقات العاطفية بين الطلبة، وهي تعد بدايات على طريق التفاهم لأجل الزواج، لا ينجح إلا القليل منها في الوصول الى النهاية المأمولة بالزواج وتكوين أسرة.

أعباء إضافية

لكن مع ذلك هناك تجارب ناجحة على هذا الصعيد، فالطالبة هناء، التي تزوجت العام الماضي من زميل (معيد) في الجامعة، تقول إنها لم تكن تفكر بالزواج لكن الظروف سنحت لها بالتعرف على زميل، وأسفرت علاقتهما عن زواج مضى عليه الآن ستة أشهر. وتعترف هناء أن زميلاتها المتزوجات يعانين من أعباء إضافية وهي المسؤولية المنزلية وتربية الأطفال.

وتتابع: بعض (الجامعيين) المتزوجين يعيشون في مساكن الطلبة، وهو ما يجعلهم مشغولين الى جانب الدراسة، اما الذين يعيشون مع الأهل فإن الأمر أسهل بالنسبة لهم، حيث تتولى الأسرة جزءاً من المسؤوليات مثل تربية الأطفال. وتؤكد هناء أن طلاب التخصصات العلمية والطبية والهندسية المتزوجين يعانون من ضغوط دراسية وأسرية أكبر. ولا ترى أن الأمور تسير بسهولة ويسر بالنسبة للطلاب المتزوجين، بسبب الضغوط المادية والدراسية، داعية الجهات المعنية الى دعم هذه الشريحة التي تسهم في بناء أسر ذات مستوى أكاديمي وعلمي تكون مدعاة لمجتمع متحصن بالمعرفة.

أسر سعيدة

الشاب علي محسن (22 سنة) تزوج من زميلته حيث يدرسان معاً ويتعاونان في الجامعة والبيت، وهو مثال لزواج مبكر ناجح، لكنه مازال نادراً في المجتمعات التقليدية مثل المجتمع العراقي.

ويؤكد الطالب أحمد الصالحي أن أغلب الزيجات الجامعية ناجحة لأنها تقوم على الحب والإعجاب المتبادل، يضاف الى ذلك التقارب الثقافي والعلمي بين الاثنين ما يسهم بشكل كبير في إرساء التفاهم.

ويضيف: اسهمت هذه الزيجات في تشكيل أسر سعيدة ومنتجة، تلعب دوراً طليعياً في المجتمع. وإضافة الى الزواج بين الطلاب، فإن هناك أساتذة تزوجوا من طالبات. ويقول نادر الجبوري، مدرس جامعي، إن الاعجاب المتبادل مع طالبة قاده الى الاقتران بها مؤكداً أنهما لم يمرا بمرحلة العلاقة العاطفية في الجامعة.

الفارق في السن

وأضاف الجبوري قائلاً: قررنا الزواج مباشرة، وهو زواج ناجح مضى عليه خمس سنوات، وحول فارق السن يقول الجبوري: فارق السن يقل تأثيره كثيراً بين زيجات النخب الأكاديمية أو الجامعية، وكلما ازداد المستوى العلمي او الثقافي قل تأثير الفارق في السن.، ويسير خط الزواج بين زملاء الدراسة، جنباً الى جنب مع ظاهرة الزواج المبكر والزواج من فتيات صغيرات السن.

ويشهد الوسط الجامعي العراقي ازدياداً ملحوظاً في اعداد الطالبات الجامعيات، حيث يشكلن حضوراً لافتاً في مختلف الاختصاصات. لكن الاحصائيات تشير الى انتشار ظاهرة (تأخر سن الزواج) في صفوف الشباب لأسباب مادية بالدرجة الأولى، برغم أن كثيرين يفضلون تزويج أبنائهم مبكراً بغية تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي لهم.

الباحثة الاجتماعية هيفاء المياحي تثني على زواج الشباب اذا قام على أسس صحيحة، لأنه يُشعر الشباب بروح المسؤولية ويبعدهم عن الانزلاق في فعاليات غير أخلاقية، وتحثهم على التفوق الدراسي. وتفرق المياحي بين هذه الزيجات والأنواع الأخرى من الزيجات المبكرة التي تحدث في المجتمع والتي تنتهي في بعض الأحيان بالطلاق لأنها تقوم على منافع مرحلية او نزوة، مما يجعلها عرضة للفشل. وتخمن المياحي نحو خمسين زيجة بين طلاب جامعة بغداد هذا العام.

التعليم المختلط

وتعزى ظاهرة الزواج بين طلاب الجامعات إلى ازدياد التعليم الجامعي المختلط، حيث تنشأ علاقات حب وإعجاب بين الطالب وزميلته،، وبالرغم أن الكثير من الطلاب يفضلون الزواج بعد التخرج إلا أن البعض منهم يتزوج أثناء فترة الدراسة.
ويقول الطالب في جامعة بغداد محمد، إنه تعرف إلى زميلته لمياء بعد إعجاب متبادل، أفضى إلى علاقة عاطفية تكللت بالزواج، ويؤكد أن أغلب الزيجات الجامعية ناجحة لأنها تقوم على الحب والإعجاب المتبادل، يضاف إلى ذلك التقارب الثقافي والعلمي بين الاثنين.

ظاهرة اجتماعية

ويشير الدكتور احسان، اختصاص علاقات عامة، أن “الزواج في الجامعات كان ظاهرة اجتماعية ضعيفة القبول، سابقاً ولكن نتيجة التطور الاجتماعي والإطلاع على مجتمعات أخرى والتأثر بها جعل هذه الظاهرة أكثر قبولًا اجتماعياً، وأصبح واقعاً اجتماعياً بعد أن أصبح رائجاً في الحاضر.

استغلال دون حب

في مقابل ذلك تؤكد بعض الطالبات في الجامعة أنه، في الوقت الحاضر، لا يوجد زواج عن حب وإنما استغلال للبنات واللعب بعواطفهن وإيقاعهن بالمحظور وبعدها تتهم البنت بأنها غير شريفة بعد أن يكون هو الشيطان الذي أغواها وحطم حياتها فلا يوجد شاب في الجامعة يتزوج من يحب فهذا وهم لأن الرجل الشرقي يحب في الجامعة ويتزوج البنت التي تختارها له أمه فهذا هو الواقع أو أغلبه.

وهنا نقول إذا كان الشاب ناضجاً واختياراته في محلها وقراراته صائبة ولديه القدرة المادية والعقلية لإدارة العائلة فمن الخطأ أن يمنع من قبل الأهل عن اتخاذ قراره لا سيما إذا كان في مراحله الدراسية النهائية فبالتالي هو المسؤول عن نتائج قراراته كما أن المجتمعات التي تكون فيها الأعراف ذات جذور مستمرة إلى جيل الوالدين يرى الشاب فيها صعوبات في اختيار ما يلائم طبيعة المجتمع وأعرافه وتقاليده اذا كان ينوي اختيار شريكة من مجتمع لا يطابق مجتمعه وسيلاقي حصاراً وصعوبة في نجاح عائلته وعلاقاته، ونؤكـد لكم لا يوجد أجمل من الارتباط بإنسان تحبه وتكمل فرحة الحب بالزواج لتكون سعيداً في مراحل حياتك القادمة.