الدين أخطر من أن يسلّم لهؤلاء!

646

عامر بدر حسون/

قال لي شاب من المنطقة الغربية:

– عند دخول القاعدة إلى مدينتنا لم يحصل تغيير في حياتنا أو معتقداتنا.. فقائد التنظيم الجديد كان هو الشيخ الذي درّسنا الدين في الجامع أيام “الحملة الإيمانية”!

وكشباب متدين، اعتبرنا أنفسنا في العصر الذهبي.. ذلك أن ما درسناه أصبح اليوم واقعاً على الأرض!

* وعندما ساءت الأمور وأرهقتكم القاعدة وداعش ماذا فعلتم؟

– في البداية كنا نقول أن الحق علينا كشباب ومجتمع.. لأننا لا نطبق الدين كما درسناه!

وإن الله ينتقم منا ومن مناطقنا لهذا السبب، فهذا هو ما تعلمناه.. وبعضنا مازال يفكر بتلك الطريقة!

هذا الواقع المرعب خلقه رجال دين هم من نتاج “الحملة الإيمانية” التي بدأها صدام عام 1993، وكانوا هم من حرثوا الأرض وزرعوا تلك النبتة الخبيثة والسامة: داعش وبأسمائها السابقة!

مازال رجال الدين أولئك هم من يخطبون في جوامع المدن التي تم تحريرها ويدمرون عقول الشباب والجهَلة بالفكر الداعشي..
لم يتغير الكثير في خطابهم وخصوصاً في الجانب الأيسر من الموصل حتى يومنا هذا!

لكن من هم رجال الدين هؤلاء وكيف تم “تصنيعهم”؟!

في “الحملة الإيمانية” صدر قرار باعتبار من يتخرج في الجامع على يد المشايخ خريجاً جامعياً وحاملاً لشهادة بكالوريوس!

وحمل تلك الشهادة الجامعية من لم يدخل مبنى الجامعة في حياته.. وحملها من لم يكمل الثانوية أو المتوسطة وربما الابتدائية!

ربما لم تكن تعرف هذا.. وربما نسيَه بعضهم أو تناساه، لكن من يفكر بالغد القريب والبعيد عليه أن لا ينسى أن هؤلاء سيواصلون تخريب العقول وإنتاج الفكر الداعشي وسيتقاضون رواتبهم من الحكومة التي تحارب داعش!

فهؤلاء حملوا شهاداتهم وتعيّنوا بها في كثير من دوائر الدولة ومن ضمنها الدوائر الأمنية!

قال لي مسؤول أمني كبير في النظام السابق إنه اتخذ قراراً، على مسؤوليته، بإيقاف تعيين هؤلاء “الخريجين” بعد أن امتلأت دائرته بهم!
لكن ماذا فعل من لم يحصل على تعيين بتلك الشهادة؟

لقد ذهب مباشرة إلى كلية الإمام الأعظم ليدرس الماجستير ومن ثم الدكتوراه! وهكذا أصبحت عندنا فئة كبيرة من رجال الدين تحمل شهادات عليا وتشغل أهم المناصب وهي لا تعرف عن أمور الدين والدنيا إلا ما تقوله داعش!

ومنذ العام 1993 وحتى يومنا هذا فإن شؤون الدين وخُطب الجمعة هي من نتاج وتحديد هذا المستوى من “علماء الدين”!

ولم يكن ذلك الدين إلا الذي خرّب حياتهم وحياتنا:

التكفير والجهاد والانخراط في المنظمات الإرهابية!

الدين أخطر من أن يوضع بأيدي رجال دين من خريجي “الحملة الإيمانية”!