إنقاذ مستقبل العراق
نرمين المفتي/
فنجان محبّة تشارك الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قصيراً مؤثراً عن عثور الطفل (محمد موفق) على أهله الذين تاه عنهم في رحلة النزوح الموجعة من حي التنك – غربي الموصل لثلاثة أشهر، وفيديو قصيراً آخر من أحد المخيمات للطفلة سارة وهي تغني لشقيقها الصبي الذي قتله الظلاميون وهم يحاولون مغادرة حيّهم غربي الموصل. فيهما من الدموع أكثر من الكلمات والذعر يسكن العيون برغم محاولات الابتسامة.. قالت سارة « التفت أخي نحونا وأصيب وقال لنا باي وراح» ولم يتمكن محمد من شرح معاناته سواء في النزوح أو من الظلاميين أو في التيه.
سبق وأن تساءلت عن مستقبل العراق الذي سيقرره ويصنعه أطفال اليوم، وأي مستقبل لأطفال واجهوا ظروفاً لا توجد أية كلمة تستطيع أن تصور صعوبتها وعدم إنسانيتها عدا الإرهاب والذعر ورؤية مقتل الآباء والإخوة والأخوات والأمهات والأصدقاء.. أي مستقل لأطفال لم يعرفوا الحلم وكل لحظاتهم خوف، وأي مستقبل لأطفال العشوائيات وعوائل تحت خط الفقر لم يعرفوا حتى المدرسة؟
يقول ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في العراق بيتر هوكينز «في جميع أنحاء العراق، لا يزال الأطفال يشهدون رعباً هائلاً وعنفاً لا يمكن وصفه، فقد تم قتلهم، وإصابتهم، واختطافهم وإرغامهم على استخدام السلاح والقتل في واحدة من أكثر الحروب ضراوة في التاريخ الحديث».
وحسب الموقع الرسمي لليونيسف، يستهدف الأطفال في غرب الموصل ويقتلون عمداً لمعاقبة الأسر ومنعهم من الفرار من العنف. وهذه الأرقام عن مأساة الأطفال العراقيين (منذ 2014 قتل 1075 طفلاً، 152 منهم خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2017 وإصابة وتشويه 1130 طفلاً، 255 منهم خلال الأشهر الستة الأولى من 2017 وانفصال أكثر من 4650 طفلاً عن ذويهم أو أصبحوا غير مصحوبين بأسرهم ووقوع 138 هجوماً على المدارس و58 هجوماً على المستشفيات وأكثر من ثلاثة ملايين طفل لا يرتادون المدارس بانتظام، بينما 1.2 مليون طفل هم خارج المدرسة وهناك طفل واحد من بين كل أربعة أطفال يعيش في أسرة فقيرة وأكثر من 5 ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.. ) هل ستصدم هذه الأرقام السلطات المختصة ولجنة الطفولة في مجلس النواب وتجعلهم يلتفتون الى مستقبل العراق؟ أخشى أن يكون الجواب بالنفي.