كلوديا حنّا لـ”الشبكة”: رقصتُ فرحاً عند تحرير الموصل
حيدر النعيمي/
فتاة موصلية حفرت طريق نجاحها في الصخر، عملت في مسرح الطفل أولاً ثم في تقديم البرامج، بعدها عملت موديلاً حتى تتويجها ملكة لجمال العرب عام 2006 ، لتنطلق بعدها عربياً في سماء الفن المصري من خلال مشاركتها في أعمال درامية وسينمائية عدة.
كلوديا حنا تلك العراقية الجميلة حلّت ضيفة على مجلة “الشبكة العراقية” باحت لنا بكل شيء ومن ضمنه اعتزالها الحب.
أزمة نسب
سألناها في البدء عن ردود الأفعال حول مشاركتها بالعمل الدرامي “أزمة نسب” فقالت إن ردود الأفعال حول العمل كانت ايجابية وجميلة جداً بشكل غير متوقع، خصوصاً وأنه مسلسل كان له صدى في مصر تحديداً، ودوري في العمل شكل مفاجأة للجميع باعتباري عراقية أجيد اللهجة المصرية”.
وأضافت كلوديا “ظهرت بدور بنت فقيرة مظلومة وغير جميلة، وهذا الأمر صدم المتابعين أن أؤدي دوراً كهذا، حتى أننا كنا نعتمد وضع ميك آب يبشع الشخصية التي حملت فيها اسم “أسماء”، وهذا فتح لي أبواباً عدة للمشاركة في أي دور مستقبلاً مهما كانت صعوبته.
أغنية كلدانية
وبالحديث عن دراستها تفتخر كلوديا بأنها العراقية الأولى التي تدرس في هذا الاختصاص “التمثيل والارتجال والإخراج المسرحي”. تقول “كنت أريد من خلال دراستي هذه امتلاك الأدوات الكاملة بحيث عندما أدخل مجال التمثيل لا أصاب بالفشل بل أحقق النجاح، وأسلك طريقي نحو النجومية”.
ـ ما الفرق بين مشاركتك الدرامية هذه وبين فيلم “أوشن 14″؟
تقول كلوديا: لا تختلف كثيراً. فقد كان اشتراكي في فيلم “أوشن 14” مميزاً، حيث قدمت فيه أغنية كلدانية، وهذه أول مرة تقدم أغنية باللغة الكلدانية في فيلم مصري، وهي خطوة جاءت نتيجة ثقة الناس بي، ولهذا نجحت نجاحاً كبيراً في مصر، وحيثما كنت أدخل إلى مكان كنت أسمع الأغنية، وكلما غنيت في حفل كان يُطلب مني أن أغنيها. لكن الغريب أنها لم تصل للعراق ولم تشتهر كما اشتهرت في مصر. هذا الفيلم حقق أعلى إيرادات في بورصة الأفلام المصرية في حينه.
فنانة شاملة
تسعى كلوديا لأن تكون فنانة شاملة، فهي تعشق الغناء والتمثيل معاً وترى في نفسها القدرة على الإبداع في المجالين “الغناء والتمثيل عندي أمر واحد، نحن في زمن على الفنان فيه أن يكون شمولياً، يغني ويقدم برامج ويمثل، فلم يعد الاكتفاء باختصاص واحد نافعاً، التنوّع في الأداء ضروريّ وهو يفتح آفاقاً واسعة للإبداع”.
ولهذا فهي لم تزل عاشقة للغناء، تقول “أنا لم أنقطع عن الغناء أبداً. مازلت أغني وأحيي حفلات الأعراس أسبوعياً، أما بالنسبة للتمثيل فأنا منذ تخرجي أي قبل عامين، اشتركت في المسلسل الدرامي “أزمة نسب” بعدها اشتركت في فيلم “سطو مثلث” ثم مسلسل “السرايا” بجزأين، ومسلسل “قصر العشاق”، وتضيف: “انتظروني في أعمال جديدة قريباً في الدراما والغناء”.
هجرة
ـ منذ فترة طويلة وأنت خارج بلدك العراق ما السبب؟
– أسباب هجرتي هي ذات الأسباب التي دفعت الكثير من العراقيين إلى الهجرة، الحروب وانعدام الأمن، وبصراحة أنا متحيزة جداً لبلدي وأعشقه بشكل لا يوصف. أسمع بعض الأحيان عبارات تضايقني بسبب تحدثي بلهجة مصرية أو لبنانية، بالنسبة لي أنا أعتبر هذا الأمر موهبة. كما أن من أسباب خروجي من بلدي دراستي الحقوق في بيروت، وبعدها شاركت في مسابقة ملكة جمال العرب في مصر التي أصبحت مستقراً لي منذ ذلك الحين”.
تخطيط
سألناها بغرض مماحكتها: أنتِ ملكة جمال ثم مطربة ومن ثم ممثلة.. فهل هذا التنوّع نتيجة تخطيط أم هو فائض طموح غير مسيطر عليه؟
فأجابت: بل هو أمر مخطط له طبعاً. لأني قبل أن أكون ملكة جمال عملت في مسرح الطفل لوقت طويل، وكذلك في المسرح الكنائسي وعملت برامج أطفال وقد لا أكون قد عرفت بعد في وقتها في العراق، وعملت كموديل وتفوقت فيه جداً، بعدها اشتركت في مسابقة ملكة جمال العرب وجئت إلى مصر. تضيف “عملت أيضاً في الكورال الكنائسي وكنت أقدم الكثير من الفقرات الفنية وكذلك مقدمة برامج. اذن فأنا لست بعيدة عن الوسط الفني، وهذا ليس تشتتاً، لكني كنت أستزيد خبرة من كل هذه السيرة الذاتية. ولكني أكرر للأسف أن هذه السيرة غير معروفة عند الجمهور في العراق، فهم يعرفونني فقط كملكة جمال، مع أني أعمل في الوسط الفني مذ كان عمري 11 عاماً”.
لم أعش الحب
ـ جميلة ومشهورة لماذا لم تتزوجي لغاية الآن؟
– أشعر أنني مازلت صغيرة “ضحكة طويلة”…. عمري ما حلمت مثل البنات بفستان أبيض وتكوين عائلة وأطفال، بل كان طموحي وشغفي بعملي، ولم أطمح أن أكون مرتبطة وبصراحة لا أعرف لماذا.
سألتها “أليس هذا غريباً؟” فقالت “أنا في قمة الصراحة الآن. أبداً لم يكن طموحي الزواج والارتباط. فلا علاقة ولا حبّ. همي هو عملي وعائلتي فقط”.
ـ إذن أنتِ تفتقدين إلى الحب؟
– لا أفتقد للحب.. فأنا أحب عملي.. ربما أكثر من اللازم ما يجعلني شخصية عملية. قد أكون عاطفية لكن عاطفتي تتحرك تجاه أهلي وأصدقائي وتجاه الناس الذين أعرفهم، تجاه الإنسانية بشكل عام، لكن الحبّ الذي هو ارتباط بشخص محدد لم أعرفه ولم أخض أي تجربة من هذا النوع “تضحك”.. هل هناك أكثر من هذه الصراحة؟ ربما هي المرة الأولى التي أصرّح فيها بهذا الأمر: أنا لم أعش قصة حب!.
حكيمة
ـ هل حوربت من قبل الوسط الفني؟
– أكيد جميعنا نتعرض لضغوطات، وحوربت لكني لا أركز على السلبيات فلديّ إيمان وثقة بالله وعندما يؤذيني أحد ما أكظم الغيظ في داخلي وأتعامل بكل إنسانية ولا أحارب الذي يحاربني. نعم لقد حوربت كثيراً وتعرضت لضغوطات ومشاكل لكني أستطيع القول عن نفسي بأني حكيمة نوعاً ما، ولا أحب الفضائح والمشاكل. وأشعر أن من يحاربني هو الضعيف وأنا أقوى منه”.
حياتي جميلة
ـ ما أجمل مراحل حياتك؟
– إذا نظرت إلى عملي وخطوات نجاحي فأنا أرى ـ برغم الصعوبات التي صادفتني أن كل مراحل حياتي جميلة، صحيح أن الأمور لم تكن سهلة والناس تتوقع لكوني جميلة فإن الأبواب تفتح لي تلقائياً، لكن ما كان يحدث هو العكس، كانت الأبواب موصدة ودخول عالم الفنّ أمر شائك، وبرغم ذلك تخطيت تلك الصعوبات بكل إيمان وثقة”.
تحرير الموصل أعاد الأمل
– أخيراً ما أقسى اللحظات التي مرت عليك وانهمرت فيها دموعك؟
– مرات كثيرة عشت هذا الإحساس، دمعتي أحياناً تكون قريبة وأحياناً متصلبة، أصعب لحظاتي عندما أشعر بالظلم. وبكيت كثيراً حينما احتلت داعش الموصل، كنت أتابع الأحداث بشكل يومي وكنت أصلي طوال الوقت لينتهي هذا الأمر، وانهمرت دموعي بالفرح عند إعلان تحرير الموصل، واستعدت ثقتي بالجيش والحكومة بعدما كنت فقدت الأمل. لا أخفيك أني قبلها كنت أحس أن لا بصيص أمل في العراق لكني بعد طرد داعش تنفست الصعداء وكأن الأوكسجين عاد لجسمي، لقد بكيت ورقصت فرحاً”.