لا بداية للوهم لا نهاية للحلم
د. علي الشلاه/
تنتاب المرء حالات حلم مبنية على قدرات حقيقية ومبان فعلية ينبغي أن تحدث فيها الانتقالة التي تحقق الحلم، وبذا يكون الحلم مشروعاً وحقيقياً ومنتجاً، وهو بهذه الحالة منطلق بناء المشاريع العملاقة وحتى الدول الكبرى والصغرى.
ويحدث أن تنتاب المرء أوهام مكلفة مبنية على رغبات ذاتية في بناء الأمجاد الشخصية وتحقيق الانتصارات على المثل والأخلاق لا انتصاراً لها.
ويحدث أن يظل المرء منساقاً للحوادث والأحداث التي تسير وفقاً للقضاء والقدر وحتى ضربات الحظ.
لكن الأهم في كل ذلك، أن لايصبح الآخرون وحيواتهم ومقدراتهم ومؤسسات الدولة والمجتمع وقوداً للأوهام التي تشتعل برؤوس الطامحين والمغامرين وطلاب الثراء والجاه والسلطة.
إن مصدر الخوف الأول في كل ماسبق، يكمن في الناس الذين تقع عليهم هذه الأوهام، وربما يؤيدونها ابتداءً ويقضون بها انتهاءً.
لابد إذن للعقلاء جميعاً أن يقفوا ضد المغامرات والمغامرين الذين يفرقون الشعوب، ويكسرون الأوطان من أجل وهم ومجد زائلين، عندما تكتنف الأوهام وحتى الأحلام مصاعب جمة، وتفتقد البنى اللازمة لتحويلها إلى حقائق.
حفظ الله وطننا من المغامرين.