مساء الخير كردستان ..
شهد الراوي/
طاب يومك أيها الصمت الفسيح ..
السلام عليك أيها الألم الممدّد الذي لا يتحدث العربية …
مساء الخير كردستان ..
لماذا تدير وجهك أيها الجبل ..؟
الى أين تمضي بك السياسة ..وهذا العراق بيتك القديم ..؟
هل تتحرك الجبال من أماكنها وهل تغيّر الأنهار أمزجتها أيضا ؟
لماذا تعبس في وجهي أيها الشلّال الساحر، فأنا لم أخطئ في اسمك عندما حصلت على علامة الـ ٩٩% في درس الجغرافية ، كتبت «كلي علي بك» وكان خطئي الوحيد أني لم أفرق بين بحيرة ساوة وبحيرة دوكان ..
سامحني فإن وطني كبير والمياه تغمرني عندما أقرأ عنها حتى تصبح ذاكرتي كذاكرة السمكة …
هل تعرفين الغربة أيتها الجبال ؟
هل تعرفين كم هو موحش هذا العالم في المساء والوطن بعيد..
تهبط الطائرة في كردستان وأقول وصلت الوطن ..
الحمد لله على السلامة ..
أي سلامة وداستان وهافال، ميران وبيري، سيغنون في الأرجاء چوني باشي؟ بلا صدى يأتيهم من الجنوب: زينين انتو شلونكم أغاتي؟
أرجوك أيها الجبل لا تسقط فوق رأس البلاد ولا تثلم الخارطة ..فهي الشيء الوحيد الذي تعلمت أن أرسمه من دون أخطاء ..
وانتِ أيتها الوديان لا تفضحي دمعتي ..
أنا حزينة . أخاف أن لا نلتقي، فمنذ صغري ياعراق أحببتك هكذا كما أنت..
أحببت أن تكون حاراً جافاً صيفاً، بارداً ممطراً شتاءً وسأظل أحب مزاجك السيئ ونرجسيتك المنفرة، غضبك العارم وقراراتك الفارغة، عاطفتك الحادة، مثلما أحب ان أموت لأدفن في مسقط «رأسك» ويقولون: دفنت في مسقط رأسها ..
أنا سمكة فقدت ذاكرتها عندما اختلط في قلبها الوطن ، ظلت تنسى أين تقع بحيرة ساوة في الرأس أم في القلب ؟
تنسى التفاصيل لأن البيت بيتها …
رغم أنها تتذكر صديقتها ناز جيداً..
أنا السمكة التي عشقت الخارطة ففيها وحدها أسافر من موطني الى وطني ..
مساء الخير أيها الإقليم الساحر ..
مساء الخير أيها الألم اللذيذ الذي لا يتكلم العربية ..
أنا التي تحبك كما لو أنها كردية ولدت صدفة
في بغداد …
نعم
بغداد