كاظم وعل: لا أنسى أهدافي في بطولة آسيا

1٬069

عبد الجبار خلف/

كنت أعتقد أنني حين أسأله عن يوم من عمره لا ينساه أبداً، أن يهرع فوراً الى تلك الاصابة اللعينة التي ابعدته عن الملاعب وهو ما زال في ريعان شبابه نهاية عام 1977 وهو ابن 22 عاماً، وأثرت على حياته فيما بعد، لكن اللاعب الدولي كاظم وعل ( 1955- 2017 ) كانت ملامحه تعكس أحزاناً وأوجاعاً على ما آل إليه حاله، وقد قال لي ذات مرة (حتى الأحزان ذهبت، لأن حب الناس أبعدها عني تماماً، وأنا فرحان جداً بالناس الذين اينما أذهب أشعر بمحبتهم وحرصهم ورعايتهم لي)، كاظم.. لم يذهب الى ذكرى الاصابة بل ذهب الى ذكرى أخرى كان بريقها يشع في ذاكرته.

بطولة 1975

قال كاطم: لا أنسى بطولة شباب آسيا عام 1975 التي جرت منافساتها في الكويت، وسجلت فيها (11) هدفاً، وهذا الرقم الى الآن لم يكسر، وكانت هذه البطولة تمثل بروزي على المستوى الآسيوي إضافة الى بروز إمكاناتي التهديفية، لذلك أعتز كثيراً بمشاركتي هذه وأعتبرها الأقرب الى ذاكرتي.

وأضاف: هذه البطولة تعد من أهم البطولات التي شاركت فيها، حيث توّجت هدافاً لها برقم قياسي لم يستطع أي مهاجم من مهاجمي شباب قارة آسيا كسره بالرغم من بطولات الشباب الكثيرة التي جرت بعدها، كما تم اختياري كأفضل لاعب في البطولة التي انتزعنا لقبها مناصفة مع إيران بعد انتهاء المباراة النهائية بالتعادل من دون أهداف، كما تنص قوانين الاتحاد الآسيوي في تلك الفترة، وهي المشاركة الأولى لمنتخبنا الوطني الشبابي فيها بقيادة المدرب الشاب ثامر محسن، وكانت تلك ذكريات جميلة لا يمكن نسيانها خاصة أنني كنت في مقتبل العمر.

فلتة كروية

وتابع: توزعت الأهداف الـ (11) التي سجلتها في البطولة بنصف دستة أهداف (6) على منتخب بروناي في أولى مباريات منتخبنا للشباب التي انتهت بعشرة أهداف، وسجلت ثلاثة أهداف في مرمى أندونيسيا التي فزنا عليها بأربعة أهداف، وسجلت هدفاً في مرمى إيران التي خسرنا معها (1-2) وسجلت هدفاً على منتخب البحرين الذي فزنا عليه بهدفين.

وأوضح: كنت خلال هذه البطولة محط أنظار المدربين المحليين والأجانب وأبرزهم مدرب المنتخب الوطني العراقي الاسكتلندي داني ماكلنن الذي استدعاني لتمثيل المنتخب في تصفيات أولمبياد مونتريال في طهران عام 1975، قلت لكاظم وعل: (نعم.. لقد قال عنك حينها أنك فلتة كروية وعملة نادرة).

كاظم وعل، النجم اللامع، لم يمثل في رحلته المحلية بالدوري سوى فريقين هما البريد عام 1972 والقوة الجوية 1975، أما عدد المباريات الدولية التي لعبها فهي 34 مباراة، أُجبر على ترك الملاعب وهو منحني الظهر بسبب إصابة غريبة تعرض لها اثناء مباراة فريقه الطيران (القوة الجوية حالياً) مع فريق الصناعة، حين أراد أحد لاعبي الصناعة الاستحواذ على الكرة فوجه ضربة في ظهر كاظم وعل سقط على اثرها، ولم ينفع معها العلاج للشفاء التام، لكنه حاول العودة الى الملاعب عام 1981 في مباراة ودية مع فريق الفيصلي الأردني (2-1)، لعب شوطاً واحداً وغادر الملعب ليعلن اعتزاله كلاعب الى الأبد.