نحن مختلفون
د. علي الشلاه/
لا أدري لماذا يصرّ بعضنا على التماهي في الآخر أمامه وتحويله الى عدو غشوم عندما يغيب.
نحن مختلفون كبشر في العادات والطباع وإن كنا من بيت واحد، فكيف إذا كنا من منابت شتّى؟ ولكن ذلك الابتعاد في المنابت لا ينبغي أن يدفعنا الى ثقافة الكراهية والعنف والتقاتل وإلغاء الآخر وتكفيره.
إنّ البحث عن سلبيات الآخر دائماً تدفعه الى فعل الشيء نفسه معنا، وإنّ محاولة اكتشاف إيجابياته ومواطن الجمال فيه أمر يضيء داخلنا وداخله ويدفعنا الى الاقتراب المغني الذي يرى في المختلف مكملاً لنا ومنوعاً لتجاربنا، لذا لا ينبغي أن نرى في خواصّنا وصفاتنا أمراً معيباً ينبغي التنصّل منه فإن الآخر يعرف خواصّنا وصفاتنا وهويتنا، وإن الكذب على بعضنا أمر يورث الانفجار غير المتوقع عندنا، نحن أولاً وأخيراً بشر أسوياء، ولذا فإننا مختلفون ..
او يمكن القول إننا مختلفون لأننا بشر.