خدعة في خيال المخرج اندريه كانشلوفسكي
مقداد عبد الرضا /
كتب يتحدث عن واحد من اعمدة السينما الروسية الحديثة,كتاب عن السينما,عن سحرها,المرآة لاترينا كل شىء,انك ترى نفسك من الامام فقط,لكنك ان نظرت الى المراة التي يضعها لك الحلاق ليريك كيف تبدو من الخلف,سيظهر بها وبشكل واضح بداية الصلع المخادع الذي بدأ يسري خلف راسك,هذا يعني عليك البدء باطالة شعرك قليلا حتى يتم اخفاء تلك البقعة التي بدات تتضح من الافضل نسيان الامر,اظن اننا في منتهى السعادة لاننا لاننظر الى انفسنا من الخلف,ان المرآة في الحقيقة رزينة ولاتتاثر بشىء,هي موضوعية بطبيعتها,توجد الخدعة السامية وهي اننا ننظر الى انفسنا من الامام فقط ,, بين الموت غير المؤكد والحياة المشكوك بامرها يتبادل عشاق السينما الشباب,ابناء الطبقة الوسطى المهمشة, يتبادلون اقراصا مدمجة لافلام شاعر السينما تاركوفسكي,يدخلون في متاهة الجمال المضنية تلك ,يظل التساؤل لديهم ماهو الاجمل؟اين هو المعنى؟لم فعل ذلك؟قبلهم كان هناك اجيال نظروا الى السوفيت باعتبارهم,الذين اكتشفوا طريقة اخرى للسعادة, كما يقول الشاعر ماياكوفسكي
قلت لها : هل ترين, مكتوب هنا يجب ان تبكي
-انا لاابكي في المشاهد
-كيف لاتبكين
– انا لاابكي ولا حتى اعرف شكل البكاء
كان الوضع مرعبا,بدأت اصرخ,هل ستبكين,اللعنة على امك,اخذ وجهها يحتقن,شفاهها ترتجف ,احمر انفها,صرخت,الحوار ليبدأ الحوار,تصوير,صورنا اللقطة اولالى, والثانية ثم الثالثة كل شىء جيد بالامكان تناول الغداء الان,ينقسم كتاب الخدعة السامية للمخرج كانشلوفسكي الى اقسام ثلاثة,الاول الحياة والمهنة,الثاني,عالم الاخراج,الثالث الاعتراف( انا احب نفسي,لكن في الحقيقة انا اعشق نفسي حد الجنون,لم؟لااعرف,لكن من المرجح لانني ذكي,موهوب وجميل, الصحف تقول انني ذو ابتسامة هوليودية,هكذا يترنم بنفسه , لكنه في المقابل يعرف خدعة المرآة من سيشيخ بعد حين,هل تشيخ المرآة ام المخدوع الذي يتطلع اليها باستمرار؟,لنعد الى البداية الدراسة في معهد ال فيكك,يمل كانشلوفسكي منها,مواد عقيمة وليست ذو فائدة ترجى,,السينما قتال في ساحة لانتاج حب,حب كبير,جزء من يوم السبت وكل الاحد,يوم ونصف اليوم,كنت احب هذه الساعات لانها تشعرني بالتحرر من سطوة الاخر,الاخر الذي يطلب مني ما لااراه نافعا,القاعة تكون مظلمة وهدوء يقطعه صوت الة العرض,تغلق عيناك وتغفوا,ربما تحلم, وحينما تستفيق تجد ان احدهم يحرك شفتاه بالية قاتلة,انه الاستاذ المحاضر الذي كان يدفع بنا الى سبات طويل في تلك الظلمة المحببة,لكن الذي هون الامر عليه هو لقاؤه هي تلك اللحظة التي تم فيها التعارف الى شاعر السينما اندريه تاركوفسكي,كانت لحظة صخب وحياة,احتراف عال, حركني لان ابدأ معه بكتابة عدة سيناريوهات, كانت مخيلته لاتتوقف اطلاقا,وهذا ماقربني اليه, لم تكن تغادرنا السعادات,العمل مع تاركوفسكي متعة لاتضهايها متعة اخرى,كنا دون مال, وعندما بدأوا يدفعون لنا,لم نكن سعداء بقدر تلك الرفقة الكبيرة والنافعة,حينما استقام له الحال بدأ وكانه يتبع خطوات الارميني سرجييه بارداجانف , فلقد اهتم بلقطات كبيرة ومهمة للحلي والمنمنمات النحاسية المنقوشة باليد , حزن معدن الفضة واساه , كنت شغوفا لدرجة كبيرة , حتى انني اردت تصوير فلم بياتاتيشكيفيتش بمجوهرات وحلي حقيقية وليست مزيفة , من اجل ذلك طلبت من والدتي مجوهرات العائلة , الاشياء التي ظلت في صندوق ومنذ زمن سحيق حتى الى الفترة التي انتبهت انا لوجودها,يصاب كانشلوفسكي بحزن شديد لان ذلك التاريخ الذهبي قد سرق , اقراط الالماس دبابيس مرصعة باحجار الزمرد الكبيرة,في عش النبلاء الذي كان ينوي تصويره بهذه القطع الجميلة ظهرت لديه ارباكات كثيرة,اماكن فيها نقص,وهناك في مكان اخر زيادات,لذلك نجد ان تاركوفسكي ابدى امتعاضا منه,احينا يفكر المرء باستحالة تحقيق احلامه, لكنها تاتي خلاف التوقع,عن الخال فانيا رواية تشيخف والتي اراد كانشلوفسكي ان يحولها الى فلم,كنت حرا مثل طائر,لاتوجد لدى اية مخططات لمشاريع افلام,التقيت سمكتنوفسكي الذي كانت لدي معه صداقة كبيرة وخلافات كثيرة,دخلنا لى مقهى ماروجني في ساحة بوشكن , هناك كانو يقدمون افضل انواع البوظا في العالم قلت له :
– مارأيك ان نصنع فلما سوية ؟
– حسن,اجابني,واضاف , انا اقوم حاليا ببروفات القيصر فيودور على المسرح , من الممكن ان, اى فلم؟
– الخال فانيا
– من الافضل ان نصور الخال فانيا,رائع,احتسينا الشمبانيا,خرجت انا من المقهى وانعطفت الى جهة اليمين باتجاه مبنى مؤسسة السينما الحكومية,لااذكر جيدا لمقابلة من ,ربما للقاء كاكاريفوي,قلت له اريد تصوير تشيخف
– ماذا بالتحديد ؟
– الخال فانيا
– رائع
هل من المعقول ان الامور تم حلها بهذه الطريقة ؟ ربما لم يكن الامر هكذا ابدا , ولكني اعتقدت الان بان القرار اتخذ حقا بكل بساطة .
يحاول كانشلوفسكي ان يطيح بعض الشىء بما يراه تشيخف لتكون له قراءة اخرى للخال فانيا , لكن المؤسسة كانت بالمرصاد,ممنوع,لكن الشىء الوحيد الذي استطاع ان ينفذ منه هو تركه للكثير من الحوارات والابقاء على جزء يسير,وبعد معاناة عصيبة مع المؤسسة الحكومية وهي معروفة,المشكلة الاكبر كانت مع الممثل والمخرج سرغييه باندرتشوك حيث وقع في سوء فهم الشخصية,اراد ان يظهر بمظهر ارستقراطي,لقد فصل لنفسه في ايطاليا بدلة فاخرة تناسبه جدا وصار يدخن سجائر ايطالية,الدولة وبعد انجاز الفلم ترسله الى مهرجان سان سبستيان لكنهم لم يوافقوا على ذهاب المخرج مع الفلم,فاز الفلم بالجائزة الفضية ,بعد سنوات التقيت باندرتشوك في مهرجان سوتشي وسالته
– سيريوجا,هل تذكر عندما وشيت بي وذهبت انت الى اللجنة المركزية للسينما واخبرتهم بانني اصور فلما ضد روسيا ؟ ابتسم بحزن وقال
– لقد كنت احمقا
مع معاناة مع مؤؤسة السينما الحكومية والاديولوجيات التي كنت تطبق عى البعض , يغادر كانشلوفسكي الى امريكا,ويصاب بالاحباط الكبير