حاولت مئات المرات أن تصنع صابونة، واليوم تملك متجراً
آية منصور /
زينة، فتاة تلتهم بأحلامها الصابون كما لو أنه طعامها المفضل، يداهم طموحها وأفكارها.
بدأ كفكرة، هواية، او حتى حلم مصحوب بتجارب عصيبة وعصية، مئات التجارب لتصنع صابونة، تنتهي بأن تمتلك اليوم محلاً كبيراً، تعمل داخله العديد من النساء، زينة التي تحب الصابون، تحدثنا عن قصتها معه:
-كانت قدراتي محدودة وبسيطة جداً من خلال صناعتي الصابون وإهدائه للأهل والأصدقاء، لكن غايتي الأساسية كانت إنشاء مشروع لعملي وعمل عدد من النساء، لم أكن أعرف شيئاً أعمله في الحياة سوى صناعة الصابون.
الوظيفة منعتني من الصابون!
زينة، التي كانت تعمل كموظفة في إحدى دوائر الدولة، تؤكد أن المهنة لم تجلب لها سوى التعاسة، تستيقظ عند الخامسة فجراً وتعود في الخامسة عصراً منهكة ومتعبة، لم تكن تمتلك الوقت لتطوير هوايتها في عمل الصابون.
-كنت أتساءل: هل هذه هي الحياة؟ وظيفة مملة ومكتب وزحام مروري؟ متى سأقوم بتطوير هوايتي، قمت وبدون تفكير بتقديم استقالتي أمام ذهول الموظفين، وبدأت بعملي الذي أحب!
بدأت زينة صناعة الصابون، كان والدها يحضر لها، ودونما ملل، المواد الأولية لصناعة الصابون، فيما لم تعترض والدتها على استغلال زينة للمطبخ وتحميل جميع الطبخات بنكهة الصابون! تقول ذلك وتضحك فيما تكمل:
-قدمت على منحة تدريبية من منظمة سويدية اسمها (هي رائدة أعمال) وتم لحسن الحظ قبولي بمنحة كاملة، وتعلمت من خلالها كيف أبدأ بمشروع عشتار للصابون، اسمه عشتار لأن هذا المشروع هو نسائي بحت وأنا أؤمن أن كل امرأة عراقية هي إلهة للحب والجمال.
صابونة الأكزيما هي الأفضل
اول صابونة قامت زينة بصناعتها كانت في عام 2013 حين قررت صناعة صابونة خاصة لصديقة تعاني من الأكزيما، وفعلاً نجحت بصناعة صابونة زيت الزيتون وحتى هذه اللحظة هي الصابونة الأكثر مبيعاً في عشتار، حسب قولها:
-اعتمد على توزيع نماذج مجانية لكل أنواع الصابون، هذه الطريقة كانت مساعدة جداً لنا حيث عاد كل من استعمل هذا النموذج وقام بشراء القطعة الأكبر من الصابونة، لدينا زبائن لا يستغنون عن أنواع معينة من صابون عشتار منذ أربع سنوات، ولهذا نقوم بإعادة تصنيع كل الصوابين الأكثر طلباً من قبل الزبائن.
عشتار لكل العراقيات
في مشروع عشتار تعمل 12 امرأة بدوام كامل وأكثر من 40 امرأة بنصف دوام كمندوبات مبيعات في كل أنحاء العراق، تصنع المنتجات داخل ورشة وتحتاج عملية التصبين من شهر الى 6 أشهر حسب نوع الصابونة، تكون العملية صعبة أحياناً بسبب أن الطلب على منتجات عشتار أكثر من العرض، وهذا ما يحاولون العمل لإصلاحه خلال الأشهر المقبلة بتأجير ورشة كبيرة وزيادة الإنتاج والأيدي العاملة.
-يوجد حالياً أكثر من 60 نوعاً من الصابون وكذلك مواد الاستحمام الأخرى كالشامبو والمرطبات والمنتجات الخاصة بعلاج الأكزيما ومشاكل الجلد.
أحب توفير فرص عمل للنساء
يتم التركيز في مركز عشتار على تشغيل النساء المحتاجات للعمل فقط، رؤية هؤلاء النساء وقد حققن حلم الحصول على وظيفة تغير حياتهن هي مصدر سعادة لزينة، كما تخبرنا:
-ابتدأت لوحدي وأنا الآن مع فريق كامل يحب عمله وشغوف بكل شيء يقدمه، أطمح في فتح ورشات أكثر لتشغيل عدد أكبر من النساء حيث أن لدينا الآن قائمة طويلة بأسماء نساء محتاجات فعلاً للعمل، وتوفير فرصة لهن داخل مشروع عشتار هو شيء أطمح له، كذلك طموحي في تمثيل العراق عالمياً كان شيئاً فعلته مسبقاً وأطمح بالاستمرار فيه لكي يعلم الجميع أن النساء العراقيات خلّاقات وقادرات على صناعة الفرص لهن وللغير.
واجهت زينة الكثير من العقبات خلال هذه السنوات، لكن أبرزها كانت المشاكل التي تواجهها في شحن المواد الأولية من أميركا الى العراق، ففي العراق لا تتوفر نسبة كبيرة من المواد الأولية لأني أحتاج على سبيل المثال الى ألوان وعطور مستخلصة خصيصاً لصناعة الصابون.
-خسرنا الكثير من الأموال بسبب شحنات المواد الأولية التي عادت الى أميركا ولم يكن بإمكاننا تسلمها, حتى هذه اللحظة نواجه هذه المشاكل بكثير من المراجعات والأوراق الرسمية لغرض حل هذه المشكلة.