دكَة عشائرية..

1٬607

خضير الحميري /

الدكة العشائرية.. كما يبسّطها أحد شيوخ العشائر لبرنامج تلفزيوني “عبارة عن إعلان من طرف عشائري ضد طرف عشائري آخر يُعلِمه فيها بأن هناك إشكالاً قد حدث بين الطرفين يستدعي تدخلا من أهل الحل والربط من كلا الجانبين لتلافي تداعياته غير المحمودة”، وهذا التعريف عبارة عن تغليف براق لبضاعة فاسدة بهدف التسويق، وحين يسأله المذيع: وماذا عن رشق البيوت بالرصاص يجيب:”هذا (انحراف وتجاوز) في تنفيذ الدكة، لأن الدارج في العرف العشائري إطلاق النار في أطراف الحي نحو السماء فقط وليس باتجاه البيوت ليعرف المعني ان الأمر يعنيه ويسارع لحل الأشكال”، وهذا لعمري استمرار في التغليف البراق لذات البضاعة الكاسدة.

فالنظرية هنا رغم (فسادها) تختلف عن التطبيق الذي شهدناه وارتعبنا منه اختلافا جذريا، فالجدران والأبواب التي ثقّبها أوأحرقها وأفزع أو شرد أهلها وجيران جيران أهلها (الانحراف والتجاوز) في تنفيذ الدكة العشائرية أكثر من أن تحصى، وأبشع من أن تُغلف بغلاف مهلهل، فقد أصبحت العشائر تتبارى في عنف دكاتها التي تبثها على اليوتيوب بوجوه مكشوفة والتباهي في عدد اللايكات والمشاهدات الفلكية التي تحققها.

وحين يصل الى علم العشيرة الفلانية بأن (دكة) العشيرة العلانية قد تجاوزتها في العُدة والعدد والأعلام الخفاقة، وحطمت الرقم القياسي في مبلغ الدية، ينتفض ضميرها وتهتز كرامتها وتبدأ بتهيئة فريق الدكة لديها وفق خطة مبتكرة للهجوم..

بانتظار… أولمبياد الدكة القادمة !!